باقي 5 أيام فقط.. مناشدة عاجلة من وزيرة الهجرة إلى المصريين بالخارج (فيديو)    توريد 503 طن قمح في موسم الحصاد بالإسكندرية    هل تنخفض أسعار الدواجن الفترة المقبلة؟.. "الشعبة" توضح    البيت الأبيض بعد الاحتجاجات على حرب غزة بالجامعات: بايدن دعا لمواجهة تفشي الخطاب المعادي للسامية    الخميس المقبل.. أحمد موسى يُحذر من الاجتياح البري لرفح الفلسطينية    الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضيه    قائمة بيراميدز - رمضان صبحي على رأس اختيارات مواجهة البنك الأهلي    أحمد موسى يناشد بحضور 70 ألف مشجع مباراة بوركينا فاسو: هو في أهم منها للمنتخب.. فيديو    المعاينة الأولية تكشف سبب حريق ورشة وعقار في المعادي    شاب يقتل والده بسبب إدمانه للمخدرات.. وقرار من النيابة    خصومات متنوعة على إصدارات «هيئة الكتاب»    تعرف على الأمنية الأخيرة لشيرين سيف النصر قبل وفاتها ؟ (فيديو)    أمين الفتوى لسيدة: «اطّلقى لو زوجك مبطلش مخدرات»    بروتوكول بين جامعة المنوفية الهيئة الاعتماد لمنح شهادة "جهار - ايجيكاب"    دياب يكشف عن شخصيته بفيلم السرب»    "سياحة النواب" تصدر روشتة علاجية للقضاء على سماسرة الحج والعمرة    هالة خليل: أتناول مضادات اكتئاب في التصوير.. ولا أملك مهارات المخرج    صحة كفرالشيخ في المركز الخامس على مستوى الجمهورية    احذر اكتئاب رياح الخماسين.. من هم الفئات الأكثر عُرضة؟    «قضايا الدولة» تشارك في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الإدارية    مقتل وإصابة 8 مواطنين في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة حانين جنوب لبنان    بالفيديو.. خالد الجندي يشيد بفخامة تطوير مسجد السيدة زينب    «بروميتيون تاير إيجيبت» راعٍ جديد للنادي الأهلي لمدة ثلاث سنوات    يد – الزمالك يفوز على الأبيار الجزائري ويتأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    إنفوجراف.. مراحل استرداد سيناء    «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا بمنطقة المهندسين في الجيزة    ختام ناجح لبطولة الجمهورية للشطرنج للسيدات ومريم عزب تحصد اللقب    بائع خضار يقتل زميله بسبب الخلاف على مكان البيع في سوق شبين القناطر    محافظ أسوان يشهد مراسم توقيع بروتوكول التعاون المشترك بمتحف النوبة    القومي للكبد: الفيروسات المعوية متحورة وتصيب أكثر من مليار نسمة عالميا سنويا (فيديو)    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    وزيرة الثقافة تُعلن برنامج فعاليات الاحتفال بعيد تحرير سيناء    غدا.. اجتماع مشترك بين نقابة الصحفيين والمهن التمثيلية    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال التطوير بإدارات الديوان العام    مجلس الوزراء: الأحد والإثنين 5 و6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العمال وشم النسيم    عضو ب«التحالف الوطني»: 167 قاطرة محملة بأكثر 2985 طن مساعدات لدعم الفلسطينيين    السياحة: زيادة أعداد السائحين الصينيين في 2023 بنسبة 254% مقارنة ب2022    المدير التقني السابق لبايرن ميونخ: محمد صلاح معجزة وبطل قومي لليفربول    11 معلومة مهمة من التعليم للطلاب بشأن اختبار "TOFAS".. اعرف التفاصيل    محافظ قنا يستقبل 14 مواطنا من ذوي الهمم لتسليمهم أطراف صناعية    البرلمان يحيل 23 تقريرا من لجنة الاقتراحات والشكاوى للحكومة لتنفيذ توصياتها    ببرنامج تعزيز المنظومة البيئية.. هيئة الاستثمار: تدريب وتقديم استشارات ل600 رائد أعمال    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    تنبيه عاجل من المدارس المصرية اليابانية لأولياء الأمور قبل التقديم بالعام الجديد    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    رسميا .. 4 أيام إجازة للموظفين| تعرف عليها    منها الطماطم والفلفل.. تأثير درجات الحرارة على ارتفاع أسعار الخضروات    عربية النواب: اكتشاف مقابر جماعية بغزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولى    شعبة الأدوية: انفراجة في توفير كل أنواع ألبان الأطفال خلال أسبوع    سلك كهرباء.. مصرع شاب بصعق كهربائي في أطفيح    بدأ جولته بلقاء محافظ شمال سيناء.. وزير الرياضة: الدولة مهتمة بالاستثمار في الشباب    تقارير: الأهلي سيحصل على 53 مليون دولار نظير مشاركته في كأس العالم للأندية    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمشاركة مصر.. "سوتشى" تعيد صياغة أطر جديدة للشراكة الأفريقية الروسية
نشر في الوطن يوم 19 - 10 - 2019

تشكل قمة "روسيا - أفريقيا" والمنتدى الاقتصادى اللذين تستضيفهما مدينة سوتشى الروسية برئاسة مصر وروسيا، بمشاركة زعماء الدول الأفريقية، خلال الفترة من 22 حتى 25 أكتوبر الجارى نقطة تحول في مسار التعاون بين دول القارة الأفريقية وموسكو، حيث ستؤسس تلك القمة والمنتدى لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين ترتكز على المصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية والتعزيز النوعي للعلاقات الاقتصادية والتجارية ورسم أطر جديدة للتعاون البناء في كل المجالات، وفقا لما ذكرته وكالة انباء "الشرق الأوسط" في تقرير، اليوم.
وتعكس القمة "الروسية - الأفريقية"، التي تعد الأولى من نوعها، التطور النوعي، الذي طرأ على علاقات الجانبين، حيث وجهت الدعوات للمشاركة فيها إلى رؤساء كافة دول القارة الأفريقية، والمنظمات والتكتلات الإقليمية الكبرى، واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة عقد قمة روسية أفريقية لأول مرة خلال مشاركته فى قمة دول البريكس - التى تضم البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا - فى جوهانسبرج فى يوليو عام 2018، وسبق قرار انعقاد القمة عملية تفاوضية طويلة استمرت لمدة 10 سنوات.
ومن المقرر أن تركز جلسات القمة الأفريقية الروسية على عدد كبير من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، سبل تعزيز علاقات التعاون بين الجانبين فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، تدعيم التنمية المستدامة بالقارة الأفريقية، سبل الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بالجانبين، ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والتحديات والمخاطر الأخرى التي تهدد الأمن الإقليمى والعالمى.
وسيصدر زعماء روسيا وأفريقيا بيانا مشتركا فى ختام القمة يتضمن نتائج المناقشات والتوصيات المتعلقة بتعزيز العلاقات بين الجانبين فى كافة المجالات خلال السنوات القادمة، وتعقد القمة الروسية الأفريقية فى ظل متغيرات إقليمية ودولية متلاحقة حيث تزايد الاهتمام من جانب الدول الكبرى ومن بينها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى والصين واليابان والهند بتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع القارة الأفريقية وخاصة عقب إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية رسميا خلال القمة الأفريقية الاستثنئائية بنيامى عاصمة النيجر فى يوليو الماضى، والتى تعتبر الأكبر على المستوى العالمى منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995 حيث يبلغ عدد مستهلكيها 1.2 مليار شخص، وناتجها المحلى الإجمالى حوالي 3.4 تريليون دولار، أى 3% من الناتج الإجمالي العالمي.
وستسهم منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية فى زيادة حجم التجارة البينية الأفريقية من 17% إلى 60 % بحلول عام 2022، تقليص السلع المستوردة بشكل رئيسى، وبناء القدرات التصنيعية والإنتاجية وتعزيز مشروعات البنية التحتية بالقارة الأفريقية وخلق سوق قارى موحد للسلع والخدمات وتسهيل حركة المستثمرين ورجال الاعمال بما يمهد الطريق لإنشاء اتحاد جمركى موحد بالقارة السمراء، وفقا لما ذكرته "الشرق الأوسط".
وفى السياق ذاته، سيشارك زعماء روسيا وأفريقيا وممثلو الشركات التجارية الروسية والأفريقية والدولية ومؤسسات القطاع العام، والتكتلات التجارية الكبرى بالقارة الأفريقية فى المنتدى الاقتصادى الذى يعقد على هامش قمة سوتشى خلال الفترة من 22 حتى 24 أكتوبر الجارى، ويركز المنتدى الروسى الأفريقى على 3 محاور رئيسية وهي "تطوير العلاقات الاقتصادية"، "إنشاء مشاريع مشتركة"، و"التعاون في المجالات الإنسانية والاجتماعية".
ويعد المنتدى الاقتصادى منصة استراتيجية لتبادل الآراء بين الجانبين حول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وتنويع كافة أشكال التعاون الروسى الأفريقى، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات الهامة بين الجانبين فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بالإضافة إلى قضية تطوير التعاون الثنائى فى مجالات العلوم والتعليم، وتبادل الآراء بين الشركات الرائدة والوزراء والخبراء الدوليين بشأن سبل تعزيز الشراكة بين روسيا وأفريقيا فى كافة المجالات واستخدام تطبيقات التكنولوجيا النووية السلمية فى التنمية.
وسيتضمن المنتدى جلسة حوار بعنوان "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي – أفريقيا: اتجاهات وآفاق تطوير عمليات التكامل والتعاون" بمشاركة رئيس مجلس إدارة اللجنة الاقتصادية الأوراسية (EEC) تيجران سركيسيان، والأمين العام لتجمع شرق إفريقيا "إياك" ليبيرات مفوموكيكو، وسيتم تنظيم معرض للشركاء التجاريين ومعروضاتهم على هامش المنتدى الاقتصادى الأفريقى الروسى بهدف التعريف بالقدرات والابتكارات الاقتصادية والعلمية والبيئية والثقافية للدول المشاركة فى المنتدى، وسيعرض المشاركون في المعرض عددا من المشروعات، التقنيات المتقدمة في بعض القطاعات منها التعدين، الكيمياء، والآلات، الطاقة، الزراعة، النقل، والصحة العامة.
وتنظر الدول الكبرى ومن بينها روسيا إلى القارة الأفريقية على أنها لاعب هام على الساحة الاقتصادية والعلاقات الدولية بفضل موادرها الطبيعية والبشرية وإمكانياتها الاقتصادية الضخمة، حيث شهدت بيئة الأعمال تحسنا ملحوظا فى عدد من الدول الأفريقية وهو ما ساهم فى زيادة معدلات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالقارة، علاوة على النمو السريع لعدد من القطاعات الاقتصادية بأفريقيا كالتجارة والطاقة.
وتشمل مجالات التعاون المواتية بين روسيا وأفريقيا الزراعة والطاقة ونقل التكنولوجيا والعلوم والتعليم والابتكارات والبنية التحتية والتعدين، والتكنولوجيا النووية والنقل، ورغم الأزمات المتلاحقة التى عصفت بالاقتصاد العالمى خلال السنوات الماضية تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا فى الفترة الأخيرة 10 دول أفريقية على الأقل، كما ارتفع حجم الاستثمار الأجنبى المباشر فى الدول الأفريقية بأكثر من 5 أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة وهى كلها مؤشرات تؤكد غنى أفريقيا بالموارد البشرية والطبيعية اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، وتمهد الطريق لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين روسيا وأفريقيا.
وتسعى روسيا إلى الاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المتاحة بالقارة الأفريقية لتعزيز نموها الاقتصادى وخاصة مع إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتزايد اهتمام القوى الاقتصادية الكبرى بتلك القارة وعلى رأسها الصين التى تسعى بشكل مستمر إلى تعزيز تواجدها التجارى والاستثمارى بتلك القارة من خلال منتدى التعاون الصينى الأفريقى "فوكاك"، ومبادرة الحزام والطريق، واليابان التى عززت شراكتها مع الدول الأفريقية من خلال مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الأفريقية "التيكاد".
وكان الرئيس الصينى شي جين بينج قد أطلق مبادرة "إحياء طريق الحرير" خلال جولته بدول آسيا الوسطى ودول جنوب شرقى آسيا فى سبتمبر وأكتوبر 2013 على التوالى، تحت عنوان "التشارك فى بناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير"، و"طريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين"، وارتفع حجم التجارة بين الصين والدول الأفريقية بنحو 20% ليصل إلى204.2 مليار دولار عام 2018.
وفى السياق ذاته، بدا حرص الجانب الروسى على تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية فى كافة المجالات جليا فى تأكيد وزارة الخارجية الروسية مؤخرا على أن أفريقيا شريك مهم بالنسبة لروسيا، وأن العلاقات مع دول القارة الأفريقية تحمل طابعا مستقلا ولا تتأثر بالتقلبات في المجتمع الدولى، ويرى الجانب الروسى أن المشروعات الزراعية والتقنية المتقدمة، الطب، التكنولوجيات الموفرة للطاقة، اللوجستيات، ومشاريع البنية التحتية تفتح آفاقا واسعة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين موسكو وأفريقيا؟.
وفي المقابل، تتطلع العديد من الدول الأفريقية إلى تنويع شراكاتها مع الجانب الروسى على أساس المصالح المتبادلة والاحترام الكامل للسيادة الوطنية .وتشير الإحصائيات إلى أن حجم التبادل التجارى بين روسيا ودول أفريقيا ارتفع بأكثر من 17% خلال العام الماضى، ليتجاوز 20 مليار دولار، وخلال الفترة من عام 2010 إلى عام 2017، زاد إجمالى حجم الصادرات الروسية إلى أفريقيا بمقدار 3 أضعاف من 5 مليارات دولار لنحو 15 مليار دولار، وشهدت الأعوام الخمسة الماضية نموا ملحوظا فى أنشطة الشركات الروسية بعدد من الدول الأفريقية ومن بينها زيمبابوى وأنجولا والجابون وزامبيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا فى العديد من المجالات من بينها التعدين والطاقة والنفط.
ووفقا لتقديرات المؤسسات الدولية، تستحوذ القارة الأفريقية على 12% من الاحتياطات العالمية من النفط، 42% من مكامن الذهب، 19% من اليورانيوم، و45% من اليتانيوم، كما تغطي القارة أكثر من 50% من إجمالى الطلب العالمى على الألماس.
ومن أبرز الشركات الروسية العاملة في أفريقيا، "ألروسا" لإنتاج الألماس، وشركات كبرى تعمل في مجال الطاقة مثل "روس نفط" و"لوك أويل" و"غازبروم"، ومؤسسة "روس آتوم" وغيرها.وفى السياق ذاته، يوفر انعقاد القمة والمنتدى الروسى الأفريقى بسوتشى فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى زخما إيجابيا لتدعيم التعاون الثلاثى بين مصر وروسيا وأفريقيا من أجل تعزيز التنمية المستدامة والاستقرار بالقارة السمراء.
وفى ذلك الصدد، تضمنت رؤية مصر تجاه قضية التنمية الشاملة فى القارة الأفريقية التأكيد على أهمية تنمية القدرات البشرية فى العمل المشترك وإيلاء الاهتمام الكافى بالشباب الأفريقى الذى يشكل ركيزة مستقبل القارة، وتعزيز الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة فى سوق العمل ورفع معدلات الإنتاجية والنمو، والتركيز على التحول إلى مجتمعات المعرفة بتطوير مجالات البحث والابتكار.
وتنظر روسيا إلى مصر باعتبارها دولة محورية وشريكا وركيزة أساسية للاستقرار فى الشرق الأوسط، القارة الأفريقية وخاصة فى ظل رئاستها للاتحاد الأفريقى، جهودها الرامية إلى تدعيم التكامل الأفريقى فى مجالات التجارة والصناعة والتكنولوجيا، نجاح الإصلاحات الاقتصادية التى نفذت فى مصر، زيادة معدل نموها الاقتصادى، تحسن تصنيفها الائتمانى، تشييد عدد ضخم من المشروعات القومية الكبرى، وتجربتها الناجحة فى التحول إلى دولة مستقرة وآمنة.
وشهد التعاون المصرى الروسى نموا ملحوظا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة والاتحاد السوفيتى فى 26 أغسطس 1943، وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين حين ساعد الخبراء السوفييت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، ومن بينها السد العالى في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى وغيرها .
وأيدت روسيا خيار الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013، فى الوقت الذى عززت فيه الزيارات المتبادلة بين زعماء ومسؤولى البلدين العلاقات الاستراتيجية فى كافة المجالات، وشهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وروسيا نموا ملحوظا منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لروسيا عام 2015، زيارة الرئيس الروسى للقاهرة فى ديسمبر 2017، توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي والشراكة الشاملة العام الماضي والتي غطت كافة مجالات التعاون الثنائى بين البلدين ومن بينها البنية التحتية، خاصة في مجالات الطاقة النووية ذات الاستخدام السلمى، مصادر الطاقة البديلة، الأشغال العامة، الإسكان، النقل، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، السياحة، الزراعة، الأمن الغذائي، حماية البيئة، التعدين، استخدام الموارد الطبيعية، وتحديث الصناعة بالإضافة إلى القرار الذي اتخذته البلدان باعتبار عام 2020 عام الثقافة المصري الروسى.وفى السياق ذاته جاء انعقاد الدورة ال12 للجنة الوزارية المشتركة المصرية الروسية للتعاون التجارى والاقتصادى والعلمى والفنى بالقاهرة فى أكتوبر الجارى وسط مشاركة متميزة للجانب الروسي على المستويين الرسمي ورجال الأعمال كمؤشر على التطور الكبير في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وروسيا، حيث اتفق الجانبان على تنمية التعاون المشترك في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية وعلى رأسها مجالات الاقتصاد والتجارة والتمويل والصناعة والاستثمار والطاقة والتعليم والزارعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والنقل والسياحة والاستكشافات الجيولوجية والبترول والموارد المعدنية والنقل الجوى، والجمارك والاتصالات والذكاء الصناعى والإسكان.
وركزت أعمال اللجنة المشتركة على عدد من القضايا الهامة جاء فى مقدمتها تعزيز التعاون التجارى والاقتصادى والمالى والمصرفى، وبذل المزيد من الجهود لزيادة حجم التجارة بين البلدين وتنسيق الإجراءات الخاصة بخلق بيئة مواتية للتجارة البينية خاصة فيما يتعلق بتسهيل النفاذ للسلع والخدمات وأهمية التعاون في مجالات تبادل المعلومات السوقية والبعثات التجارية والمشاركة في المعارض الدولية والمتخصصة المنعقدة بالبلدين وتعزيز التعاون بين غرف التجارة واتحادات الأعمال بكلا البلدين، ونقل التكنولوجيا في الصناعات المقامة على أرض مصر لتصديرها للأسواق الخارجية بمكونات روسية ومصرية، فضلاً عن تدعيم التعاون بين شركات البنية التحتية بالبلدين لإقامة مشروعات مشتركة فى قارة أفريقيا.
وفى السياق ذاته، أكدت الحكومة المصرية استعدادها لتقديم الدعم للشركات الروسية لإقامة مشروعات مشتركة خاصةً في مجالات الطاقة والغاز والسكك الحديدية والبنية التحتية والصناعات التعدينية والكيماويات ومواد البناء.
ومن ناحية أخرى تتطلع مصر إلى إبرام اتفاق تجارة حرة مع دول الاتحاد الأوراسى فى ضوء التوافق الذى تحقق حول كثير من الموضوعات خلال جولات المفاوضات الثلاث التى جرت بين الطرفين، لمضاعفة حجم التجارة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي ومن بينها روسيا، وفى ذلك الصدد أكد الجانبان المصرى والروسى، خلال اجتماعات اللجنة المشتركة بالقاهرة، على أن اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين دول الاتحاد الأوراسي ومصر ستمثل حجر الزاوية في النهوض بالعلاقات الاقتصادية المشتركة بين مصر وروسيا.
وأشارت الإحصائيات الرسمية إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا حقق نمواً ملحوظاً خلال عام 2018، حيث بلغ نحو 7.66 مليار دولار. كما ارتفع حجم الصادرات المصرية إلى روسيا بمعدل 4.1% خلال عام 2018 لتسجل نحو 526.4 مليون دولار مقارنة بنحو 505.6 مليون دولار خلال عام 2017، نتيجة ارتفاع حجم الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية والسلع الصناعية خاصة منتجات الصناعات الغذائية والكيماوية.
وتشمل قائمة أهم الصادرات المصرية إلى روسيا الفاكهة والخضروات والملابس، بينما تتضمن قائمة أهم الواردات المصرية من روسيا الحبوب والوقود المعدنى والمعادن والطائرات، وتعمل بالسوق المصرية حوالى 614 شركة روسية فى مجالات الاستثمار السياحى والعقارى ومواد البناء وغيرها، كما شهد التعاون المصرى الروسى نموا فى مجال الطاقة مع توقيع الجانبين على اتفاقية تعاون تقضي بإنشاء موسكو أول محطة نووية تضم 4 مفاعلات لإنتاج الطاقة الكهربائية فى منطقة الضبعة في 19 نوفمبر 2015 .
وفى عام 2016 وقعت مصر وروسيا مذكرة تفاهم بشأن البدء فى إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، والتى ستضم مشروعات مقترحة فى مجال تجميع السيارات والمعدات الزراعية ومواد البناء ومعدات الطرق وصناعات الأدوية وبناء السفن والمنسوجات والملابس والأجهزة الالكترونية والاثاث والمعدات الهندسية، وتكنولوجيا المعلومات وإعادة تدوير المخلفات والخدمات المالية.
وتعد المنطقة الصناعية الروسية في مصر المشروع الأول من نوعه لروسيا خارج أراضيها، حيث أعربت نحو 55 شركة روسية حتى الآن عن رغبتها في الاستثمار في هذه المنطقة التى من المتوقع أن توفر نحو 150 ألف فرصة عمل وفقا لتقديرات وزارة التجارة الروسية .وتؤكد المؤشرات على أن قمة ومنتدى سوتشى سوف يعززان الشراكة الروسية الأفريقية فى ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى وإدراك موسكو لأهمية قارة أفريقيا الاستراتيجية على الساحة الدولية وخاصة فى مجال الطاقة والمواد الخام والتجارة وسط تنافس واضح من جانب القوى الاقتصادية الكبرى على تدعيم الشراكة الاستراتيجية مع أفريقيا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.