وجهان لرجل واحد.. هكذا تُقرأ تسريبات الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس حكومة لدى مبارك، تسجيل يحمل صوته.. عباراته المرتبكة.. قوة نبرته العسكرية حيناً، ووهنها أحياناً.. «هو نفسه قال أنا مش حترشح غير لو الشعب رشحنى والجيش رشحنى.. يعنى كلام صادر منه، هو من الأول غلط.. يعنى جهل غريب بالأمر شوية.. وبعدين يطلع الجيش يرشحه، ويعملوا اجتماع، يطلع فى الصور عشان يرشحوه، قلة خبرة غريبة جداً الحقيقة»، هكذا تحدث عن احتمالات تقدم المشير «السيسى» للترشح للرئاسة. على خلاف ما سُرِّب، كان مرشح الرئاسة الخاسر «شفيق» قد أبدى دعماً للمشير السيسى حال ترشحه؛ فأخفى غير ما يعلن، وأبطن غير ما يظهر. المرشح الهارب.. هكذا كان فى الفصل السابق من حياته، فبعدما انتهت الانتخابات الرئاسية فى 2012 بفوز محمد مرسى رئيساً للجمهورية، وبفارق وصل لمليون صوت عن صاحب المركز الثانى فى نتائج الانتخابات الفريق شفيق، طار الأخير هارباً إلى دولة الإمارات من اتهامات بالفساد لاحقته منذ خروجه من الوزارة، حتى برأته المحكمة بعد عزل مرسى من التهمة هو ونجلى الرئيس الأسبق علاء وجمال مبارك. «أداة فاشلة لإجهاض الثورة».. هكذا وصف البعض الفريق شفيق، فقبل أن يتنحى الرئيس الأسبق «مبارك» عن منصبه استعان بوزير طيرانه المدنى «شفيق» لتثبيط واحتواء «ثورة التحرير».. وبعد تنحى «مبارك» أبقى المجلس العسكرى على شفيق رئيساً لحكومة تسيير أعمال.. وعن تلك الفترة (11 فبراير - 3 مارس) يتهمه البعض ب«توفير ممر آمن لبعض المتورطين من نظام مبارك فى قضايا فساد بطمس كل دليل يدينهم»، وفى الأثناء كان «شفيق» يبدى عدم اكتراث بمعارضيه، فتارة يعرض عليهم «البونبونى»، وتارة يتفاخر فى البرامج التليفزيونية بأنه «قتل واتقتل.. وعمل كل حاجة». «عمل المطار».. الإنجاز الأكثر تداولاً بين مؤيديه؛ حيث أدخل الفريق السابق وقتما كان وزيراً للطيران المدنى (2002 - 2011) تحديثات وإنشاءات جديدة لمطار القاهرة الدولى تجاوزت تكلفتها أكثر من 3.3 مليار جنيه مصرى اقترضها من البنك الدولى، وفى المقابل بلغت خسائر تشغيل المطار بعد ذلك أكثر من 500 مليون جنيه. سيرته الأولى (عسكرى نشيط).. هكذا يشهد قادته السابقون فى سلاح الجو «هاجم بطائرته الحربية مواقع كثيرة للعدو الإسرائيلى فى حرب 73.. أصابها بنسب عالية.. وعاد».. تخرج الفريق السابق أحمد شفيق فى الكلية الجوية فى 1961 ليلتحق بالقوات الجوية المصرية كطيّار، شهد حرب 1967 التى مُنيت فيها «الجوية المصرية» بهزيمة ثقيلة، لم تلبث أن ثأرت لها فى انتصار أكتوبر، وفى 1984 ترك شفيق الجيش ليعمل ملحقاً عسكرياً بسفارة مصر فى إيطاليا، ثم رئيساً لأركان القوات الجوية فى 1991، فقائداً للقوات الجوية عام 1996، قبل أن يتقاعد فى 2002، ويعين وزيراً للطيران المدنى.