محصنٌ مُحجُّب، لم تُفلِح معه الثورة أو "قانون العزل" أو حتى حكم القضاء الاداري، مثله مثل مبارك، احتاج إلى مليونية للاطاحة به عن كرسي رئاسة الوزراء، وللكرسي لذة لا يدركها إلا من جلس عليه. تخرج فى الكلية الجوية، وشارك فى حربي الاستنزاف واكتوبر، مبارك قدوته منذ كان ضابطا صغيرا، ثم عمل ملحقا عسكريا فرئيسا لأركان القوات الجوية فقائدا لها ، "على خطى الحبيب سار"، ليتلقفه مبارك ويعينه وزيرا للطيران المدني ،ويحقق "الفريق" نجاحا فارقا اعتبره مؤيدوه طفرة فى مؤسسة الطيران المصرية والمطارات، فيما رأى المعارضون أن حجم الفساد الذي ارتكب فى عهده ، كفيل بأن يضعه إلى جوار رموز نظام نمى فى ظله. واثق من نفسه طوال الوقت، أو هكذا يريد أن يبدو، يرى أن منافسيه على الرئاسة دون المستوى السياسي، شهاداته فى الفلسفة الاستراتيجية والعلوم العسكرية "زادته فى العلم بسطه"، اجاباته حاضرة دوما، رئيس الوزراء السابق نفى أن هناك ثورة، واعتبرها اسلوبا حادا للتعبير عن الرأي، وفى موسم الحصاد حمل فأسه ليكون أول المنتفعين. انتقد رمز "السلم" جمال مبارك ، واعتبره "نكبة" على والده وعلى مصر، أحد الاتهامات التى طالت شفيق هي تمرير صفقة طائرات إلى شركة بوينج بدلا من ايرباص، المقابل كانت طائرة خاصة ل"النكبة"، ورغم ذلك يبقى آخر رؤساء حكومات مبارك واحد من أهم المتنافسين على "الكرسي"، تصريحاته دائما مثيرة "سأحول ميدان التحرير إلى هايد بارك، وسأوزع البونبوني على المتظاهرين" ، تغيير البلوفر لم يفقده حس الفكاهة. هو المرشح اللغز، لو تأخرت الثورة قليلا لكان له شأن آخر، في نهاية ديسمبر 2010 نشرت "وول ستريت جورنال" تقريرا مطولا وصفته فيه بأنه خليفة مبارك القادم، تقرير مشابه أطاح بالمشير أبوغزالة، وبوسترات كيدية كادت تودى برئيس المخابرات السابق، يتكهن البعض بأنه "مرشح العسكر السري"، جاء من النفق المظلم بعد المعارضة الشعبية التى جناها فى أعقاب أيامه القليلة كرئيس للوزراء، موقعة الجمل التى جرت على بعد أمتار من مكتبه ماتزال تلاحقه. عبثا "فصَّل" البرلمان قانونا لعزل رجال مبارك، شفيق لا تجدي معه القوانين، مناعته أقوى، حصانته أعلى ، متحدثا عن نفسه يقول "انا حاربت وقاتلت واتقتلت"، يصدر القضاء الاداري حكما بعدم دستورية قرار اللجنة العليا باعادته للسباق ، فيعود منزها عن كل طعن ، ويحصل عن جدارة لقب "اسطورة الانتخابات الذي لا يقهر".