رحبت الصحف الإيرانية، اليوم، بما وصفته ب:"بمرحلة التعاون"، التي افتتحتها زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي تعرضت في الوقت نفسه، للانتقاد، بسبب لقائها بأفراد من المجتمع المدني. فغداة الزيارة الأولى، لممثل خارجية الاتحاد الأوروبي، منذ أكثر من ست سنوات، عنونت صحيفة إيران الحكومية:"إيران وأوروبا تدخلان مرحلة التعاون". وكررت صحف أخرى:"رسالة النوايا الحسنة من دول الاتحاد الأوروبي ال28"، التي وجهتها آشتون إلى الرئيس حسن روحاني. وبدأت طهران والدول الكبرى، مفاوضات صعبة حول الملف النووي، بعد إبرام اتفاق، بدأ تطبيقه في 20 يناير الماضي، ينص على تجميد لستة أشهر، لبعض الأنشطة النووية الحساسة، مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية. وبقيت آشتون حذرة، فيما يتعلق بفرص التوصل إلى اتفاق شامل، مؤكدة أن:"المفاوضات شاقة، ولاضمان للنجاح". غير أن صحيفة شرق الإصلاحية، الواسعة الانتشار، انتقدت مقاربة الغربيين من مسألة حقوق الإنسان، وكتب الأكاديمي يوسف مولاي، في افتتاحية أن:"آشتون تطرقت إلى مسألة حقوق الإنسان، واعتبر هذا الأمر إيجابيا، ويندرج في احترام السيادة الوطنية" وأضاف:"لكن، يمكن للسيدة آشتون أن تزور المراكز الطبية الإيرانية، وأن تفكر في مصير المرضى، الذين يواجهون الموت، لتعذر حصولهم على الأدوية، بسبب العقوبات المالية الغربية، التي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار الأدوية المستوردة". وتابع:"عندما تستقل طائرة آمنة إلى أصفهان، يمكنها كذلك التفكير في أن الاستفادة من طائرات آمنة، هو حق كل إنسان"، وذلك في إشارة إلى العقوبات الأمريكية على قطاع الطيران المدني الإيراني، التي حالت، قبل إبرام الاتفاق المرحلي، دون شراء قطع طائرات وطائرات جديدة. وبعد زيارتها السياسية، توجهت آشتون، اليوم، إلى مدينة أصفهان التاريخية، فيما انتقد عدد من الصحف الإيرانية المحافظة، لقاء الوزيرة، أول أمس، بناشطات، من بينهم الناشطة الحقوقية نرجس محمدي، ووالدة ستار بهجتي المدون الإيراني، الذي توفي في السجن، في أواخر 2012. ومن جانبه، ندد مساعد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال مسعود جزايري، بهذه اللقاءات مع من وصفهم ب :"أشخاص سيئي الصيت"، مصرحا أن ذلك:"انتهاك للقواعد الدبلوماسية، واستعداد للتدخل في شؤوننا في المستقبل".