بعد فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة ائتلافية خلال المهلة التي مُنحت له، عقب انتخابات أبريل الماضي، توجه الإسرائيليون إلى الانتخابات العامة اليوم مجددا، لحسم مواجهة شرسة. ويخوض نتنياهو، صاحب أطول فترة في مقعد رئيس الوزراء، وزعيم حزب "الليكود"، حربا شرسة، حيث أكد اعتزامه خوض الانتخابات معربا عن ثقته بالفوز، حيث ينافسه بشكل قوي، زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي، الجنرال السابق، بيني جانتس، بعد أن أكدت استطلاعات الرأي أن المنافسة على أشدها بينهم. منافس نتنياهو يتحدث عن كواليس مهمته العسكرية الأولى: توليت تأمين السادات وفي تصريح مثير للجدل، تحدث جانتس، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمركية، قبيل نهاية خدمته العسكرية مطلع عام 2015، إن أول مهمة له، هي المشاركة في تأمين زيارة الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، إلى إسرائيل عام 1977، عقب حرب أكتوبر. وقال "جانتس" إنه حينها كانت تلك هي أول مهمة أوكلت إليها بعد تجنيده في صفوف الجيش الإسرائيلي في العام نفسه، ثم تمت ترقيته بعد ذلك داخل الجيش، من لواء المظليين وسلاح الطيران، ليتولى منصب قائد وحدة الارتباط في جنوبلبنان، وقائد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة. ووفقا لموقع "سكاي نيوز"، مضيفا أنه في مساء السبت الموافق 19 نوفمبر 1977، وصلت طائرة الرئيس السادات في مطار بن غوريون، حيث كان في استقبال كل قادة الدولة العبرية حينها بلا استثناء، مشيرة إلى أن إسرائيل أحاطت حينها بإجراءات أمنية مشددة، منذ هبوط الطائرة ثم إقامة الوفد المصري في فندق الملك داود بالقدس، وزيارته المسجد الأقصى، وحتى إلقاء السادات لخطابه في الكنيست. وتحدث أيضا "جانتس" للقناة السابعة العبرية، عن كواليس ذلك الأمر، قائلا إن مهمته الأولى كجندي كانت مرافقة وتأمين الرئيس المصري الأسبق أنور السادات خلال زيارته التاريخية الأولى لإسرائيل، مضيفا: "قبل 40 عاما وفي البيت الأبيض، تم التوقيع على اتفاقية السلام التاريخية بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء مناحيم بيجن ورئيس الولاياتالمتحدة جيمي كارتر، وهو الاتفاق الذي أظهر لنا أنه يمكن لقيادة كبيرة وشجاعة تغيير وجه التاريخ". وتابع أنه "منذ هذا الوقت وتأمين السادات، أصبحت أشارك كجندي مقاتل في مهام لتأمين دولة إسرائيل، لكنني لست كأي جندي، بل إنني جندي يهودي"، مشيرا إلى أنه "كضابط شاب، بعثت بجنودي للسوادن، في قلب الصحراء التقينا يهود إثيوبيا الذين فروا من الملاحقات والمذابح، صعدنا للطائرات العسكرية وعدنا بعد إتمام المهمة إلى إسرائيل". ويعتبر بنيامين جانتس، البالغ من العمر 59 عاما، هو ابن لأم مهاجرة من المجر تدعى "ملكة"، وأب مهاجر من رومانيا يدعى "نوحم جانتس"، والذي تدرج في المناصب داخل المؤسسة العسكرية، حيث عمل رئيسا لهيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال منذ العام 2011، وقبله تولى منصب نائب رئيس الهيئة، كما كان ملحقا عسكريا في السفارة الإسرائيلية لدى الولاياتالمتحدة، وتولى قيادة القوات البرية للاحتلال خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006. كما يحمل جانتس درجات البكالوريوس في التاريخ من جامعة تل أبيب، والماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا، وماجستير أخرى من جامعة الأمن القومي الأمريكية في الإدارة والموارد الوطنية، ويعتبره أنصار نتيناهو من "أقصى اليسار"، ويلصقون به تهمة "التساهل في أمن إسرائيل".