من جندي صغير في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى رئيس الأركان، هكذا تدرج بيني جانتس في المناصب، والآن يسعى الجنرال السابق للفوز بمنصب رئيس وزراء البلاد في الانتخابات المقبلة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أعلن المدعي العام الإسرائيلي، نيته توجيه اتهامات لرئيس وزراء البلاد الحالي بنيامين نتنياهو بتورطه في قضايا فساد، وذلك قبل أسابيع قليلة من الانتخابات البرلمانية المقرر لها التاسع من أبريل المقبل، الأمر الذي يضعف من حظوظ نتنياهو في الفوز بالولاية الخامسة، وهو ما ظهر واضحا في آخر استطلاعات الرأي، والتي جاء فيها نتنياهو في المركز الثاني، وجاء في المركز الأول بيني جانتس رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، الذي أسس حزب "المقاومة الإسرائيلي" للمنافسة في الانتخابات المقبلة، فمن هو جانتس الذي يهدد عرش نتنياهو؟ أشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إلى أن جانتس الذي خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي لنحو أربعة عقود، دخل الساحة السياسية منذ شهرين فقط، بعد أن أسس حزب "المقاومة الإسرائيلي" في ديسمبر الماضي. وأضافت أنه يمثل أكبر تهديد لرئيس الوزراء الحالي في الانتخابات الأربعة الماضية السابقة التي خاضها، منذ انتخابات عام أشارت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إلى أن جانتس الذي خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي لنحو أربعة عقود، دخل الساحة السياسية منذ شهرين فقط، بعد أن أسس حزب "المقاومة الإسرائيلي" في ديسمبر الماضي. وأضافت أنه يمثل أكبر تهديد لرئيس الوزراء الحالي في الانتخابات الأربعة الماضية السابقة التي خاضها، منذ انتخابات عام 1999، التي هزم فيها على يد إيهود باراك، الجنرال السابق. ولد جانتس عام 1959 في مستعمرة كفار أحيم، والتحق بجيش الاحتلال عام 1977 كجندي في قوات المظلات، وعلى مدار سنواته ال38 في الخدمة، شارك في مهام في الضفة الغربية ولبنان وسوريا، وتدرج في المناصب حتى شغل منصب رئيس الأركان في الفترة من 2011 حتى 2015. ولم تخل فترة توليه منصب رئيس الأركان من جرائم الحرب، حيث أجرت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا أوليا استمر لأربع سنوات، في احتمالية ارتكاب إسرائيل جرائم حرب خلال حرب غزة عام 2014. وفي دعايته الانتخابية، تفاخر جانتس بأن "أجزاء من غزة عادت إلى العصر الحجري" خلال الحرب، وأن نحو 1364 من الفلسطينيين قتلوا في الحرب. «جانتس-لبيد» يهزم نتنياهو في استطلاعات ما بعد الفساد إلا أن السلطات في غزة أكدت أن 2100 فلسطيني استشهدوا خلال حرب غزة، 1400 منهم من المدنيين، ومن بينهم مئات الأطفال. وقالت الشبكة الأمريكية، إنه على الرغم من وقوع كل هؤلاء الضحايا، يتهمه خصومه السياسيون بأنه كان قائدا ضعيفا للغاية، وعرض حياة جنوده للخطر. ويقدم جانتس نفسه في الانتخابات على أنه موحد للأمة التي انقسمت بسبب رئيس الوزراء الذي يصفه بأنه ملطخ بتهم الفساد، كما أن خلفيته العسكرية تدعم حظوظه في الانتخابات، ووعد بحل الخلافات بين اليمين واليسار، وبين المتدينين والعلمانيين، وبين اليهود وغير اليهود. الفساد وصفقة القرن يهددان مستقبل نتنياهو السياسي ويرى ميشيل باراك الخبير في استطلاعات الرأي، أن جانتس ليس أول جنرال إسرائيلي يخوض غمار المشهد السياسي، لكن حظوظه قد تكون أفضل بسبب ضعف رئيس الوزراء الحالي. ووصف باراك الانتخابات الإسرائيلية بأنها "سياسة شخصية"، مضيفا أن جانتس "لديه الكاريزما، والناخبون لديهم بعض من الثقة تجاهه". وتعاون جانتس مع سياسيين كبار من أحزاب الوسط وقادة عسكريين سابقين آخرين لتقديم جبهة أقوى، وبعد صدور لائحة الاتهام ضد نتنياهو، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن التحالف الذي يقوده جانتس هو الذي سيشكل الحكومة المقبلة. إلا أن هذا الرأي يتجاهل أهم ما يبقي نتنياهو في المنصب لسنوات عديدة، وهو خبرته السياسية الطويلة، وسمعته كمدافع عن أمن إسرائيل، بالإضافة إلى إنجازاته الدبلوماسية، مثل نقل الولاياتالمتحدة سفارتها إلى القدس. نتنياهو يحذر الإسرائيليين: «اليسار يعني العرب» وفي الوقت الذي ترتفع فيه أرقام جانتس في استطلاعات الرأي، إلا أن الهجمات ضده مستعرة أيضا، حيث يواجه اتهامات بارتكاب أعمال لا أخلاقية خلال دراسته الثانوية، وهو ما نفاه جانتس وأكد أنها محاولة لتشويه سمعته. وعلى الرغم من سجله في القضايا الأمنية، فإن مواقف جانتس من القضايا الأخرى ليست واضحة، حيث لم يستكمل تحالفه برنامجه الانتخابي، على الرغم من أن جانتس قال إنه يعتزم دعم الإسكان الميسور التكلفة والعمل على تحسين نظام التأمين الصحي. وأشارت "بلومبرج" إلى أنه على الرغم من كل الخلافات السياسية بين جانتس ونتنياهو، فإنهما متفقان في عدد من المسائل المهمة مثل اعتبار القدس موحدة عاصمة للاحتلال، والاحتفاظ بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، والوجود الإسرائيلي في مرتفعات الجولان وغور الأردن.