هو: منذ صغري وهوايتي المفضلة هي الطبخ، ومراقبة أمي وهى تطهي أشهى الأصناف والمأكولات، وأصبح لدى خبرة كافية لعمل مختلف الوصفات مثل أشطر شيف بأي فضائية، إلى هنا والأمور تبدو مبشرة ومستقرة، لكن في الحقيقة زوجتي لا تحب وقوفي معها في المطبخ، فهي ترى أن ذلك يربكها و"يبرجل" مقادير طبخها الذى يأتي غالبا لا طعم له ولا رائحة ولا يحزنون، حتى أتدخل أنا لأنقذ ما يمكن إنقاذه وأضطر لطبخ صنف تعويضي لنلحق موعد الغداء. كلما نصحتها بالاستعانة بخبرتي، أجدها تعترض وتتهمني بالتدخل في صميم اختصاصها، ألا وهو الطبخ وأنني أحتل مساحتها المفضلة بالبيت ألا وهي المطبخ، رغم نواياي الطيبة في مساعدتها وتخفيف العبء عنها وممارسة هوايتي المفضلة . هي: أصرخ دائما في وجه زوجي وأتوسل إليه أن يخرج من منطقتي التي تخصني "المطبخ"، وجوده "يبرجل" كل شيء وهو يدس أنفه وآرائه السديدة واقتراحاته ووصفاته، التي يثق فيها كثيرا لأنه ورثها عن الست "أمه"، التي لا تماثلها امرأة في طبخها و"نفّسها"، في البداية تصورت أن مساعدته مجرد مجاملة بسيطة و"هتروح لحالها"، لكنه يصر على مساعدتي بل وصل به الأمر لجعلي أجلس لتنظيف الخضار وتقطيع الطعام وتحضيره كي يطهيه بنفسه، وهو يشعر بالزهو والفرح لأنه يطبخ ويتذوق ما يعده في انتشاء، وحتى أجعل انتقامي لذيذا وفعالا في نفس الوقت، تركته يطبخ ما يشاء من أصناف أحبها، على شرط تنظيف المطبخ وغسل الأطباق بعد الغداء.