الكلمات المميزة لم تعد تكفي لنجاح شاعر واستمرارية وجوده في هذا الزمن السريع الملىء بالترفيه من إنترنت بأشكاله المختلفة (فيس بوك ويوتيوب) وقنوات فضائية تتزايد يوما بعد يوم. إن لم يكن الشاعر قد حباه الله بموهبة الإلقاء بجانب موهبة الشعر لن يستطيع الصمود أو التواجد في الساحة الفنية الشعرية. عندما ظهر (هشام الجخ) لأول مره على القنوات لم تكن ميزته الوحيدة هي الكتابة بل كانت ميزته الأولى هي الإلقاء، كان لديه سحر خاص في إلقاء أشعاره، وحتى إن كنت أنت كمستمع لا تعلم مفردات بعض الكلمات الخاصة به، التي حملها معه من الصعيد ودمجها بأشعاره، إلا أنك لن تهتم، فسحره طاغ لدرجة إنك لا تهتم بمعنى هذه الكلمة أو ذاك، كل ما تريده هو الاسترخاء والاستمتاع بما يقول هشام الجخ الذي قلب الدنيا رأسا على عقب عندما شارك في برنامج أمير الشعراء، البرنامج الذي أصبح يشاهده الكثير من المصريين، بعدما كان كل الذين يتابعونه قلة قليلة من النخبة، وكانت تتصارع القنوات للحصول على لقاء معه. ثم بعد ذلك ظهر الشاعر عمرو قطامش بالشعر الحلمنتيشي، ثم الدكتور صلاح عبدالله، وكان قبلهما بقليل الشاعر أمين الديب، وعدد قليل آخر من الشعراء المميزين في الإلقاء، ولهم سحر خاص، لكن الكثير والكثير من الشعراء الذين لم ولن يظهروا برغم عبقرية ما يكتبون من كلمات لكن مشكلتهم الوحيده تكمن في عدم جاذبيتهم في الإلقاء. وأكاد أجزم بأن موهبة الإلقاء لا تقل أبدا عبقرية عن موهبة الكتابة، بل بالعكس أراها أهم من موهبة الكتابة، والدليل على ذلك عدد قليل ممن يقرأون مقالي هذا لا يعلمون شيئا عن الشاعر (علاء جانب)، لأنه ليس مميزا في الإلقاء. هذا الشاعر الذي فاز بلقب أمير الشعراء، بعد إخفاق هشام الجخ في الحصول على اللقب، في الموسم الذي سبقه، ثم أتى بعده علاء جانب. وحصل على اللقب وجائزة قدرها خمسة ملايين درهم ولأن الجائزه تعطى على النصوص وليس على الإلقاء، فربما كانت نصوص أشعار علاء جانب أقوى أدبيا من نصوص أشعار هشام الجخ في المسابقة، لكن لم يكن لديه نفس سحر الإلقاء الذي كان يتمتع به هشام بعد فوز علاء في البرنامج. بحثت كى اجد له أى لقاء مع أي إعلامي هام، ولم أجد على الإطلاق، لم يهتم أحد، باستثناء بعض الأخبار عنه على بعض المواقع برغم حصوله على لقب وجائزة ضخمة، لم يستطع الحصول عليها هشام الجخ من قبله.