سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيبة الرئيس فى مصر.. خط أحمر توفيق عكاشة ورئيس تحرير الدستور أُحيلا إلى المحاكمة بتهمة إهانة مرسى.. و«النمنم» أكد أن انتقاد الرئيس فى الدول الديمقراطية واجب وفرض عين
«أوباما رئيس فاشل.. غير كفء ليكون قائدنا»، هكذا جاء عنوان غلاف مجلة نيوزويك الأمريكية، مصحوباً بصورة للرئيس أوباما يبدو فيها مكفهر الوجه، سبقه غلاف آخر للمجلة نفسها يتهم الرئيس الأمريكى ب«الشذوذ الجنسى»، وذلك دون أن تتعرض تلك المجلة لأى اتهامات بإهانة الرئيس. ما فعلته المجلة الأمريكية أثار جدلاً واسعاً حول حرية الرأى والتعبير، فيما يتعلق بالسخرية من الرؤساء والمسئولين، وما إذا كان ذلك يقلل من هيبتهم أمام الشعب، خاصة بعد إحالة الإعلامى توفيق عكاشة ورئيس تحرير جريدة الدستور للجنايات، لاتهامهما ب«إهانة الرئيس». الضغط على معارضى مرسى، لا يتمثل فقط فى تقديم بلاغات رسمية، إنما أيضاً من خلال الهجوم الذى يشنه أنصار الرئيس على جبهة المعارضة، فعلى سبيل المثال خطابات الرئيس خلال شهر رمضان جعلت العديد من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى يسخرون منه، ويلقبونه ب«شيخ المسجد»، وهو ما أعقبه، وصف أنصار الرئيس لهم ب«الفشلة» و«أعداء الدين». خلق ديكتاتور جديد فى ثوب ديمقراطى، هو ما يتخوف منه الكاتب والمفكر حلمى النمنم، حيث يرى أن عبارة «إهانة الرئيس»، تفتح الباب لخلق دولة ديكتاتورية، لا يستطيع مواطنوها انتقاد رئيسهم، مستشهداً على ذلك بالبلاغ المقدم ضد الكاتب الصحفى عبدالحليم قنديل، رئيس تحرير جريدة «صوت الأمة»، بسبب كتابته مقالاً بعنوان «الدولة العبيطة والرئيس الأعبط»، ساخراً من فكرة الدولة العميقة، مما أدى إلى تحويله للتحقيق، فى حين أن كلمة «عبيط» تعتبر وصفا وليست سبا يعاقب عليه القانون. «نقد الرئيس والسخرية منه، مباح أيضا، خاصة أنه شخصية عامة، ويجب عليه أن يتقبل ذلك بصدر رحب، خاصة أن انتقاد الرئيس فى الدول الديمقراطية واجب وفرض عين، أما المرفوض فهو سب الرئيس»، قالها النمنم، موضحاً أن ما يحدث حالياً من تضييق على الوسائل الإعلامية يؤدى إلى «فرعنة» الحاكم وعودة النفاق فى الصحف المصرية. الدكتور عمرو هاشم ربيع، مدير وحدة النظام السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن النقد يزيد من قيمة النظام الذى يترأسه الحاكم، ومن حق توفيق عكاشة على سبيل المثال وأيضا جريدة «الدستور»، انتقاد الرئيس والسخرية منه، لكن فى الوقت نفسه من حق أى مواطن أن يلجأ إلى القضاء، إذا كان متضرراً مما كتب أو نشر فى أى وسيلة إعلامية «أى حد من حقه يقول اللى هو عايزه، والقضاء هو الفيصل».