سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«نادية» لأبنائها: «نعم» تخلينى أرضى عليكم.. وانتو عارفين رضا الوالدين نزلت لأن مصر «أمانة وربنا هيحاسبنا عليها» ولأنها قرأت الدستور وتعتبر مواد الصحة والتعليم ستنقذ البلد
قضت ليلتها مستيقظة فغداً يوم العيد، وهكذا تعودت «نادية»، صاحبة صالون التجميل، أن تقضى ليلة العيد فى محلها الصغير بمنطقة «الدراسة» شرق القاهرة. مبكراً، على غير ما اعتادوا، أيقظت عائلتها الصغيرة؛ زوجها، ابنتها الحامل، وولديها، للنزول إلى الاستفتاء، «إلهى تعدمونى لو مانزلتوش»، هكذا كانت دعوتها لهم لحثهم على الذهاب للجان الانتخابية والإدلاء بأصواتهم؛ «نعم.. تخلينى أرضى عليكم، وانتو عارفين رضا الأم من رضا الرب». قبل أيام من التصويت على الدستور قررت السيدة «نادية» أن تشترى نسخة من مشروع الدستور الجديد وتقرأها بتمعن مع زوجها: «اشتريت الدستور ب2 جنيه، وقريته مادة مادة، وقررت إنى هقول (نعم) مش عشان التليفزيون بيقول (نعم)لكن عشان هاقولها وضميرى مرتاح». لم تشارك الأم «نادية» فى الاستفتاء على دستور 2012 الذى أعده الإخوان، حسب قولها، ولم تحضر أياً من الأعراس الديمقراطية قبله، ولكنها منذ أن نزلت الميدان فى 30 يونيو وبعده حين دعا «السيسى»، قررت أن تشارك فى الاستفتاء: «بصى هو الدستور كويس، ولو اتنفذت مواد الصحة والتعليم اللى فيه هنبقى أحسن بلد فى الدنيا، بس انا كمان نزلت عشان أقول (لا) للإخوان، هما مش هيحكمونا بالعافية». ولدى «نادية» ابنان ما زالا يدرسان فى الجامعة وابنة متزوجة وتنتظر مولودها القادم بعد شهرين، وهم كل ما تخشى عليه مستقبلاً: «نفسى أنام واطمن إن عيالى لما يخلصوا تعليمهم هيلاقوا شغلانة محترمة تقدر تفتح بيوتهم، وبنتى عيالها يلاقوا مدارس كويسة يتعلموا فيها مش لازم ولاد الأغنيا بس هما اللى يتعلموا ويشتغلوا وعيالنا تفضل تدور على الفتافيت». لم تكره «نادية» الجماعة بسبب طريقة حكمها لمصر فقط، فلم يشكل «مرسى» لديها فارقاً عن غيره، ولكنها كرهتها لسبب شخصى: «أخويا كان فى (رابعة) واتصاب وشايفنا كلنا على ضلال لأنى قلت (نعم) للدستور». الشباب الواقفون أمام اللجنة دعوا لها، وهناك آخر دعا عليها من داخل سيارته وقال لها: «فرحانة أوى بكرة تعيطى»، وفر هارباً بالسيارة كما تقول؛ «كان نفسى أوقفه وأعرفه مقامه وأقوله إن شاء الله نعيط عليك إنت وأمثالك قريب». «نادية» التى تتمنى أن ترى الفريق أول السيسى رئيساً للجمهورية، تؤكد أنها ستظل تنزل إلى الميدان كلما طلب الرجل منهم تفويضاً: «زى ما وقف جنبنا إحنا هنقف جنبه، بس اللى نفسى فيه إنه ياخد باله من مصر، مصر دى أمانة وربنا هيحاسبنا كلنا عليها».