عم مجاهد .. طاب مساؤك.. كُل عام وأنت بخير.. أعاد الله عليك الأيام بالسعادة والحرية.. وقرّب الله المسافات بيننا وبين وطنا الذي نتمناه. ذهبت إلى القهوة يا عم مجاهد وكان هناك الكثير من روادها المعتادين.. الكثير من العواطلية الناقمين على المجتمع ونادمين على العُمر الذي يُهدر.. الصبية الذين يحاولون "نط الزمن" ليصبحوا رجالاً ويروا في قعدة القهوة تحقيقًا لذلك.. والكثير من الناس الذين يجدون القهوة ملاذًا لتفريغ شحنات الكبت الناتجة من التوك شوو. لفت انتباهي نقاش سياسي حاد بين رجل في الأربعين من عُمره وشاب في أواخر العشرين.. كان يقول الشاب لأصدقائه: "أنا ليا اعتراضات على الدستور وبصراحة مينفعش كل الإعلام موجه الناس لحاجة واحدة.. احنا إيه بنتقدم ولا بنرجع لورا".. وإذا بالرجل ينتفض من مجلسه كمن لدغته حية كوبرا واكتسى وجهه باللون الأحمر الدال على شدة الغضب وقال "انتوا اللي خربتوا البلد.. يا بتوع 6 أبريل.. الله يحرقكم يا إخوانجية.. ما انتم مش غريب عليكم.. يلا يا أتباع البرادعي".. تدخل "حماصة" صبي القهوة والناس ووحد الله يا حاج ومعلش يا كابتن وانتهى الحدث. ليس هنا لأعلق على كلام أي فرد في القصة ولكن سأقول لك.. ما استشفيته من الأمور.. الكثير من الناس فقدت الثقة في القوى الثورية يا صديقي.. و يتساءلون ماذا قدموا لنا ؟؟ أين الأحزاب ؟؟ أين 6 أبريل ؟؟ أين تمرد ؟؟ أين باقي القوة الثورية ؟؟ ماذا قدموا لنا ؟ أنا أرى يا صديقي أن الثورة قضية ناجحة جدا وضرورية محاميها فشل في إقناع الكثير من الناس بها.. جاء ليضرب بزلزال يزلزل الأرض الفاسدة ولكن إلى الآن لم يؤمن للناس أرض صلبة مكانها.. الناس ترى الثورة هي المجهول.. وبني البشر يخافون من كل شيء لا يعلمونه.. كان يجب علينا أن نكون بجانب المواطنين الكادحين.. نكون لهم السند والعون ليكونوا لنا الدعم والقوة ونكون على قلب رجل واحد.. نشعر بأوجاعهم حتى لا يرتموا في أحضان نظام رأسمالي مستبد ولا نظام يتاجر بالدين تكفيري.. حتى في انتخابات الرئاسة الثورة لم تتحد وتقدم فارسًا ليخوض المنافسة. أخيرًا يا صديقي.. الكثير من الشعب وجد في الجيش الحامي "بعد الله" والوحيد الذي يشعر بهم وأمّن لهم أرضًا صلبة لهم.. وجدوا فيه الصدق.. ونسوا أخطاء الفترة الانتقالية لحبهم العتيق للجيش وإنجازاته ولسبب انحيازه لهم في 30 يونيو.. أما الثورة فلم تقدم للكادحين شيئًا حتى الآن! الحل يا صديقي.. أن تنحاز الثورة للفقراء.. ولا تجعلهم فريسة للأنظمة المستبدة السابقة.. قاتلوا من أجل الفقراء. سلامي وتحياتي.