(يظهر بيت قديم هو بيت زهرة.. يجلس الحاج إبراهيم والد زهرة مع عبد العال) إبراهيم: بص يا ابني.. إحنا وافقنا عليك، على أساس إن بنتي مش هتعيش في الأرياف، إنت واخدها م القاهرة زي ما إنت شايف، فما تقدرش على حياة الريف عبد العال: ومين قالك إنها هتعيش في الأرياف يا عم الحاج.. ده أنا هاخدها تدخل هناك بس عشان افرح أمي الحاجة وبعد كده هتتنقل إبراهيم: أكيد يا ابني عبد العال: بس أنا يا حاج مقدرش أعيش في القاهرة، كده هابقى بعيد عن أمي اللي محتاجاني بردو إبراهيم: أومال هنعمل إيه طيب؟ عبد العال: إحنا نختار منطقة وسط بين بلدي والقاهرة إبراهيم: مكان إيه؟ عبد العال: الشرقية إبراهيم: وهي ليها مين بس في الشرقية عشان تسكن هناك عبد العال: ليها أنا يا حاج.. أنا هابقى كل دنيتها، وبعدين (يتنحنح) الست تكون مطرح ما يكون جوزها إبراهيم: في الشرقيه يا ابني.. صح؟ عبد العال: آه في الشرقية إبراهيم: الكلمة عهد يا ابني عبد العال: يا عم الحاج إحنا رجالة، والراجل يتربط من لسانه *(ملحوظة: ولو لم يربط الرجل من لسانه - أي يلتزم بكلامه - أيظل حينها رجلًا؟!) الطريق: (عربات كثيرة متتالية تحمل زهرة وأهلها إلى بيت العريس عبد العال.. العربه الأولى تحمل زهرة و زوجها وأمها فوزية وأحد الأقارب كسائق) فوزية: هو لسه كتير على ما نوصل يا عبد العال؟ عبد العال: لا يا حاجة.. ده إحنا قربنا خلاص أهو من البلد فوزية: بقالك ساعه بتقولي هنوصل.. هنوصل خلاص.. قربنا ولا بنوصل ولا نيلة.. إيه يا خويا.. مش هنوصل أبدًا..بلدكوا دي منفى ولا إيه؟.. جرف الجرف عبد العال: معلش يا حاجة.. اصبري شوية فوزية: صبرنا يا رب (تمر فترة ولم تصل العائلة إلى البلد) فوزيه: نزلوووووووووووووووني.. نزلوووووووووني.. هاموت.. هامووووووووووت في العربية دي النهارده عبد العال يتحرك في سرعة ويفتح الباب ويساعد فوزية على النزول فوزية: غيتوني يا ناس.. آااه ياني.. كان مالنا ومال الجوازة الطين دي.. كنا اتضربنا على دماغنا عشان نوافق على الجوازة الهباب دي.. ياعيني عليكي يا بنتي.. يا حظك الأسود يا حبيبتي عبد العال: معلش يا حاجة.. ما تقلقيش عليها.. دي في عيني فوزيه: إنت تسكت خالص.. إنت السبب في المشوار الهباب ده.. جتك نيلة إنت وبلدك.. بلدي بلدي اللي يشوف كلامك يقول مسافرين إيطاليا.. مش رايحين ورا الشمس عبد العال: طيب يا حاجة مش هتركبي في العربية؟ فوزية: عربية؟.. تاني عربية!!.. إنت عايز تموتني؟!!.. إنت عايز تموتني أنا عارفة إنك كارهني.. وأنا كمان.. ما بلاها الجوازة دي يا بنتي زهرة: خلاص بقى يا ماما بعد ما كتبنا الكتاب؟! عبد العال: يا حاج إبراهيم إبراهيم: كفاية بقى يا فوزية.. كفاية.. اركبي وخلاص بقى خلينا نوصل فوزية ل(زهرة): ماشي.. بس اللي يشيل قربة مخرومة تخر على دماغه! على ترعه بلدنا (تصل العربات التي تحمل عبد العال وزهرة وأهلها، أما أهل عبد العال فوقفوا في صفوف على الجانبين) أهالي عبد العال يتحدثون شخص 1: شوفت بيقولك عروسة من مصر جاية تدخل هنا! شخص 2: حد يسيب مصر ويجي للقرف دا؟ إيه اللي جابرها على كده ياخويا؟ أكيد وحشة شخص 1: فشر.. دا بيقولوا زي القمر (تنزل زهرة من العربة، نظرات بلاهة من أهل البلد.. وحالتان تشنج.. وأشياء كثيرة يتركها حاملوها في غير وعي لتسقط على الأرض وتتكسر) شخص 2: إهئ.. هي لهطة القشطة اللي هناك دي هي العروسة؟ شخص 1: أكيد يا خويا شخص 2: ده أنا سايب حمارة بتنهأ مش ست شخص 1: ومين سمعك.. جتنا نيلة في حظنا الهباب! أما ستات البلد.. هجوووووووووم!! ست 1: لولولولولولولولوي.. أهلا يا حبيبتي .. إمأ.. إمأ (قبلات).. نورتي ست 2: إوعي كده.. أهلًا يا حبيبتي (أصوات تتعالى الستات تحاصر زهرة.. وزهرة تختفي وسط الزحام!) زهرة تحاول أن تشير إلى عبد العال عبد العال يكلم أخته ابتسام: الحقيها يا ابتسام الله يخليكي.. قبل ما الستات ياكلوها (ابتسام تخترق الزحام الشديد) ابتسام: إوعي كده يا حبيبتي.. بعد إذنك كده ياختى.. إوعي كده.. ثانية يا جماعة (بصعوبة شديدة تخرج ابتسام بزهرة من وسط الزحام.. زهرة يبدو عليها الإرهاق الشديد كمن خرج حديثًا من مصارعة ثيران!) عبد العال يأخذ عروسته ويقول: بعد إذنكوا يا جماعة بقى ويجذب عروسته ويصعد السلالم بسرعة إلى الطابق الثاني دون أن ينتظر جواب الآخرين!