في الإمارات العربية الشقيقة، في بدايات الثمانينات من القرن الماضي، كان أول لقاء بين زهرة وعبد العال في شقه لمياء شقيقه زهرة. لمياء تستعد لاستقبال الضيوف، وهم أحمد زميل زوجها في العمل، وزميله في الشركة الدكتورعبد العال.. الجميع فى طور الشباب.. يملأهم الحماس والأمل، وإن اختلفت الأشكال أو تباينت الأعمار قليلا.. عبد العال فارع الطول ممتلئ الجسد، لذا يبدو أكبر منهم جميعا "برابطة المعلم"، بل يبدو اكبر من عمره الحقيقي كثيرًا، لكن عمره الحقيقى في البطاقة، أي "بتاع الحكومه" في أوائل الثلاثينات، أما أحمد فهو أصغر بحوالي سنة أو سنتين.. لمياء تتشارك مع أحمد نفس عمره تقريبا، وإن كان المولى أنعم عليها بالكثير من آيات الجمال التي تجعلها من حسناوات حواء.. أما شقيقتها زهرة فهي شريكتها في آيات الجمال، وإن كانت أصغر بحوالي ست سنوات. لمياء تفتح الباب لاستقبال الضيوف لمياء: اتفضلوا يا جماعة أحمد: يزيد فضلك يا لميا.. أمال فين الباشمهندس محمد؟ لمياء: تعبان شويه.. نزلة برد شديدة جتله ومش قادر يقوم من السرير. أحمد: لا ألف سلامه عليه.. تحبي نيجي وقت تاني؟ لمياء:لا إزاي بقى.. ما تقولش كده يا أحمد.....ده انتو اصحاب بيت.. اتفضل اتفضل.. (تحادث زهرة) تعالى يا زهرة سلمي على الضيوف. (تدخل زهره وهي في قمة الأناقه والجمال، فتتسع عينا عبد العال وتقفزان خارج محجريهما، ويمتلئ المكان بقلوب كثيرة حمراء حول زهرة). *مثلما يحدث عندما يقابل ميكي ميني، ولكن مع الفارق أن ميكي ألطف كثيرا!! لمياء: تعالى يا زهره دا الباشمهندس أحمد زميلي في الشغل، ودا الدكتورعبد العال صاحبه.. زهرة أختي يا جماعة زهرة (ترمش فى خجل وبصوت أنثوي رقيق مخصص لهذه المواقف، وبأحبال صوتيه مختلفة أيضا- عارفاها أنا!):أهلا وسهلا. أحمد: أهلا بيكي. عبد العال: منورة والله. (تحمر زهرة خجلا حتى تصبح لون الطماطم!! وتجلس في صمت) احمد: طبعا دكتورعبد العال صاحبى وحبيبي.. من أحسن الناس خلقا والله! (طبعا أحمد واسطة خير وهذا هو الاسم الحديث للخاطبة!) لمياء: واضح يا أحمد.. سيماهم على وجوههم (يستمر عبد العال فى التحديق إلى زهرة.. وزهرة تنظر بطرف عينها وتحمر خجلا) لمياء:ايه يا دكتور؟!!.. ما تسمعنا صوتك.. ما قلتش حاجه من ساعه ما زهرة دخلت! (عبد العال أصبح مثل الكتكوت المبلول اللي لسه مصحيينه بدش مياه بارده!) عبد العال: أنااااااااا.. أناااا هاسيب لزميلي وحبيبي بقى المهمة دي. أحمد: الدكتور عبد العال ونعم الأخ.. زي ما يكون ربنا رزقني بيه عشان يعينني على الغربة.. أدب إيه.. أخلاق إيه.. ماشا الله عليه.! لمياء(تضحك): أدب إيه.. أخلاق إيه ..ما شا الله عليه.. دا شعر دا ولا إيييه؟ أحمد: لأ ده أنا شهادتي خالصه لوجه الله والله!.. ما تقولي حاجه كده يا آنسه زهرة؟ زهره(في صوت منخفض): هاقول إيه بس؟ أحمد: يعنى شاركينا في الحوار وما تحرميناش صوتك الجميل ده! زهره: كلك ذوق يا باشمهندس. عبد العال(حتة تسبيل بقى): آنسه زهرة مش محتاجه تتكلم.. وجودها فارض نفسه على المكان زى ما تكون أميرة. زهره: شكرا يا دكتور.. عبد العال: على إيه بس؟ لمياء: أنا ملاحظه ان عقده لسانك اتفكت والحمد لله (تضحك)... وبعدين مش اتنازلت عن حق الكلام وعملت توكيل لزميلك؟! عبد العال: لا أنا لغيت التوكيل خلاص..... (ينظر إلى زهرة متسائلا): هو حضرتك كليه إيه؟ زهرة: أنا كلية تربية عبد العال: هى كل كليه تربية كدة!!.. ليهم حق يسموها كليه الكعب العالي بقى! لمياء: على حد علمي كلية آداب هي اللي بيسموها الاسم ده.. عبد العال: لا الجديد بقى إنهم أخدوا اللقب من كلية آداب وادوه لكلية تربية. ينظر لزهرة: أصل لقوا تربيه تستحق اللقب عن جدارة والله.. يلكز أحمد زميله عبد العال، الذي تسمر في كرسيه بزاويه 90 درجة ناحيه زهرة "زي ما يكون لازق بغرا في الكرسيى وثبت على وضعيه التتنيح تجاه زهرة!" ..يقف أحمد ويقول: نستأذن احنا بقى. (كل ذالك ومازال عبد العال ثابتا كما هو محدقا بزهرة!!) تضحك لميا وتقول: واضح انك هتمشى لوحدك يا أحمد.. الدكتورعبد العال شكله مش ناوي يمشي دلوقت خاااالص!! يهب عبد العال واقفا.. يضحك في خجل ويقول: لا أنا جاي معاك. لمياء توصلهم إلى باب الشقة، وتشير من خلف ظهورهم علامة: امشوا بقى.. وحين يلتفتون تضحك سريعا وتقول: ما لسه بدرى يا جماعة. أحمد: لا يدوبك كده عشان ما نتأخرش بس.. بلغي سلامي لجوزك الباشمهندس محمد وألف سلامه عليه. لمياء: الله يسلمك. (عبد العال يقدم رجل ويؤخر 10 لغاية ما يوصل للباب ورقبته ملووحه ناحية زهرة) عبد العال (ناظرا لزهره): قلبي معاكو والله. لميا: نعم!! عبد العال: قصدي عالباشمهندس اللي ما شفتوش وكنت هاموت..هامووت واشوفه!! لميا: معلش متعوضة في مرة تانية إن شاء الله. أحمد: يللا سلام عليكم (ويخرج هو وعبد العال من الشقة) لميا: وعليكم السلام. (تغلق زهره الباب وتسمع الاثنتين صوت دحرجه شديدة على السلالم) لميا تفتح الباب فى سرعه وتقول: خير فيه حاجه يا جماعة؟ أحمد:لا مفيش ده الدكتور عبد العال وقع. لميا: لااا.. ألف سلامه عليه.. خليه يركز قدامه شويه بس!! (تغلق لميا الباب مسرعة وتنفجر هي وزهرة ضاحكتان!)