كل التفاصيل حتى الصغيرة في أعماله السينمائية المليئة بالدهشة خلدت وجوده، الجرأة والأحساس والاختلاف فيها تنبأ بمرور مخرج متفرد لم يترك إرثا كبيرا ولكنها كانت كافية لتضعه على طريق التميز كفنان صاحب مشروع فني، صاحب شخصيات نفخ فيها من إبداعه وفلسفته فأثارت الجدل وفضحت الضعف الإنساني، قدم السحر كما لم يقدمه أحد من قبل، عشق الغرائبية والخيال ومزجهما بإشكاليات الواقع، كان يحمل في جعبته المزيد من السحر والخيال والصدام مع الواقع، ولكن لم يكن الموت هو من غيب أسامة فوزى وهو لم يكمل عقده السادس، بل كان الواقع الصعب الذي استنزف روحه وأحلامه تدريجيا حتى تلاشى تماما، ولكن أعماله الأربعة ستظل خالدة لتدل على مخرج عبقري. لم يكن "فوزي" الطالب في الفرقة الثالثة قسم الإخراج بمعهد السينما بلغ عامه ال22، عام 1983، عندما عمل مساعد مخرج في فيلم بعنوان "المتشردان"، وبعدها مجموعة كبيرة من الأعمال حيث حاول خلال تلك الفترة أن يعمل قدر الإمكان مع أكبر عدد ممكن من المخرجين، ليضيف عنصر لخبرة إلى موهبته الفطرية ويعمق رؤيته السينمائية ويضيف لاتجاهه ما يناسبه، منهم حسين كمال، نيازي مصطفى، حسن الإمام، أشرف فهمي، سعيد حامد، يسرى نصرالله ورضوان الكاشف. بروح منفتحة على المغامرة والتجريب، قرر "فوزى" أن يخوض أولى تجاربه الإخراجية بعد سنوات من العمل كمساعد مخرج ب"عفاريت الأسفلت" في 1995، الذي عرض في مهرجان لوكارنو السينمائى وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، لتكون مباركة لمشروع سينمائي من طراز خاص، وبعد 4 سنوات خرجت التجربة الثانية أكثر جرأة وتحررا من السينما قيود التقليدية المعتادة لترسي تقاليد جديدة، حيث أصبح "جنة الشياطين" من أبرز العلامات السينمائية. وصل "فوزي" في 2004 إلى مرحلة أكبر من النضج الفني وضح بشكل كبير في "بحب السيما" الذي أثار ضجة كبيرة وقت عرضه، حيث وصل الأمر إلى رفع دعاوى قضائية للمطالبة بوقف عرض الفيلم بسبب ما وصفوه ب"الإساءة للعقيدة المسيحية"، بينما كانت كلمة النهاية لأعماله السينمائية في 2009 من خلال "بالألوان الطبيعية". شخصية ملأها التمرد عاش المخرج أسامة فوزي حياته، فلم يتردد في تغير ديانته من المسيحية للإسلام حتى يتزوج من الفنانة سلوى خطاب، اللذين انفصلا بعد سنوات قليلة، كما لم يرضَ بقيود السوق التجارية فخاض اللعبة وفقا لشروطه الخاصة حتى ولم يصل فيها إلى ما يريد، حتى آخر وقت كان يبحث عن تمويل لفيلم "أسود وردي" الذي لم يمهله الوقت كثيرا حتى يخرج للنور.