أعلن القمص إبراهام عزمي، مسؤول الإعلام الدولي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ل"الوطن"، أنه في حدث تاريخي قام لأول مرة فريق علمي بألمانيا بترجمة كلمة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمناسبة عيد الميلاد، إلى اللغة الهيروغليفية. وكان البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أعلن في كلمته بمناسبة عيد الميلاد، الصلاة من أجل مصر وسلام العالم، وهنأ الأقباط بتلك المناسبة قائلا: "أهنئكم جميعا بعيد الميلاد المجيد وأرجو للجميع كل خير وكل بركة في كل مكان". وتحدث البابا، خلال كلمته، عن فقد الإنسان إنسانيته بسبب نقص الحب وكسر وصية الله حتى عاش في ظلمة واختار أن يعيش في الفراغ واليأس وانتشرت الخطية في كل العالم، مشيرا إلى أن من كثرة تعامل الإنسان مع الآلات جف قلبه من الحب وازدادات ضعفاته، وازداد العنف والجريمة والإرهاب والتفكك الأسري. وقال البابا: "بعد أن خلق الله الإنسان، أراد له أن يكون إنسانا كاملاً يعيش في إنسانية كاملة، فأعطاه وزوده بكل المواهب الكثيرة، ولكن هذا الإنسان قبل الخطية وكسر وصية الله وعاش في الظلمة، وهذه الظلمة التي نسميها (الظلمة الروحية) عاش فيها الإنسان، وبعد أن كان يتمتع بالحرية وبالحب وبالوصية، اختار أن يعيش في الفراغ واليأس والخطية، ففقد الرجاء وعاش في الإحباط وامتدت الخطية وانتشرت إلى كل العالم، وانهارت إنسانية الإنسان وفقد الإنسان أهم ما عنده وهو إنسانيته، وصار الإنسان رويدا رويدا وجيلاً بعد جيل يفقد إنسانيته ويجف عنه الحب الذي تعطيه هذه الإنسانية، وأصبح الانسان جائعاً الى الحب، وهذا الجوع إلى الحب جعله يعيش في هذا الفراغ الكبير رغم تقدم العالم بكل وسائل التواصل الكبيرة بين أطراف المسكونة". وأضاف البابا: "كان العلاج هو الحب، أن يأتي من يقدم له الحب وأن يأتي حباً فيه، فجاء المسيح يقدم لطفاً وحناناً وحباً، وكان قصده من كل هذا هو أن يرجع الإنسان إلى إنسانيته، ويؤكد لكل أحد منا أن الله لا يكره إنساناً، هو يكره خطية الإنسان ولكنه يحب الإنسان ذاته". وتابع البابا: "ولذلك أيها الحبيب في كل مكان احترس من أن يجف قلبك من الحب، مع أن الأمور العصرية التي نتعامل معها والتواصل الواسع الموجود حالياً جعل العالم قرية صغيرة، لكن من كثرة تعامل الإنسان مع الآلات، جف قلبه من الحب وازداد ضعفه في علاقاته وحبه للآخرين وحبه للحياة، وهناك ازدياد في العنف والجريمة والإرهاب، وفي التفكك الأسري، وفي الانحرافات المتعددة، كل هذا يحدث بسبب أن قلب الإنسان جف من الحب، ولذلك مناسبة عيد الميلاد هي فرصة ورسالة لكل أحد فينا لأن يأتي ويشبع من هذا الحب". واختتم البابا كلمته بالقول: "أهنئكم أيها الأحباء بهذا العيد وبفرحة الميلاد المجيد والتي نتذكر فيها أحباءنا الشهداء الذين يفرحون أيضاً بوجودهم في السماء، ونتذكر المصابين ونصلي من أجل شفائهم، ونصلي من أجل سلام العالم كله، ونصلي من أجل بلادنا مصر ومن أجل كل إنسان ومن أجل كل كنيسة ومن أجل كل خدمة، ونصلي أن يرسل الله هذا الفرح لكل أحد، راجياً لكم أياما مقدسة في هذا العالم الجديد، وفرحة الميلاد تملأ قلوبكم جميعاً لكي تستطيعوا أن تنقلوا هذا الفرح وهذا الحب لكل أحد في كل المجتمعات التي تعيشون فيها".