تواضروس يهنئ المصريين بعيد الميلاد المجيد: نصلي لله من أجل مصر

هنأ تواضروس المصريين بعيد الميلاد المجيد، راجيا للجميع كل خير في كل مكان.
وأضاف، خلال كلمته التي أذاعتها فضائية "extra news"، "عاش الإنسان بعد أن خلقه الله وقدر له أن يكون إنسانا كاملا، وزوده بمواهب كثيرة، لكن الإنسان قبل الخطية وكسر وصية الله، وعاش في ظلمة وهذه الظلمة، وهذه الظلمة نسميها الظلمة الروحية، عاش فيها بعد أن كان يتمتع بالحب والحرية، اختار أن يعيش في الفراغ وفي اليأس وفي الخطيئة، وانتشرت الخطيئة في كل العالم".
وتابع: "وانهارت إنسانية الإنسان وفقد الإنسان الإنسانية وهي أهم ما عنده، وصار رويدًا وجيلًا بعد جيل يفقد إنسانيته ويجف في الحب الذي يعطيه هذه الإنسانية، وصار الإنسان جائعًا، وهذا الجوع إلى الحب جعله يعيش في هذا الفراغ الكبير جدًا، رغم التواصل الشديد بين كل أطراف العالم، وكان العلاج هو الحب، أن يأتي من يقدم له الحب، فجاء السيد المسيح، كما جاء في الكتاب المقدس، أن الله أرسل للعالم ابنه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به، لكن تكون له الحياة الأبدية".
وأردف: "وجاء السيد المسيح يقدم لطفًا وحناناً وحبًا وكان قصده كل هذا أن يرجع الإنسان إلى إنسانيته، ولم يكن هناك سبيلًا إلا هذا الأمر، أن يتواجد الله معه، حيث لم يكن ملاكًا أو رئيس ملائكة أو نبيًا أو رجل سياسة أو سفيرة، ولكن جاء بنفسه، جاء لأن الله يحب الإنسان بالحقيقة وليس بالكلام، لذلك نحتفل في كل سنة بعيد الميلاد، وتتجدد هذه المناسبة، كأنما نجدد العهد مع الله الذي أتى حبًا فينا، ويقدم لنا الحب لكل أحد".
وواصل: "في عيد الميلاد المجيد، نراه يحب القرية الصغيرة وهي بيت لحم ويحب المدينة الكبيرة أورشليم، ونراه يحب الرعاة المنسيين وسط الزحام، ونراه في نفس الوقت يحب المجوس الذين في بلاد بعيدة عن اليهودية وأورشليم، يحب العذراء الفتاة اليتيمة الفقيرة، ويحب في نفس الوقت المرأة المترملة حنا النبية، يحب يوسفق النجار الشيخ الوقور حامل سر التجسد ويحب أيضًا الشيخ الوقور القديس سمعان".
وأكمل: "الله في عيد الميلاد المجيد يعيد بالحب إنسانية الإنسان، ولذلك أيها الحبيب في كل مكان، احترس أن يجف قلبك من الحب، واعلم أن الأمور العصرية التي نتعامل معها، والتواصل الواسع في العالم الذي جعله قرية صغيرة، لكن الإنسان من كثرة تعامله مع الآلات جف قلبه من الحب، وازداد ضعف الإنسان في علاقاته مع الآخرين وفي حبه لهم وفي حبه للحياة، ونجد في العالم ازدياد في العنف والتفكك الأسري والجريمة والإرهاب، كل هذا لأن الإنسان جف قلبه من الحب، لذلك فإن عيد الميلاد هو فرصة ورسالة لكل أحد فينا أن يأتي ويشبع من الحب، كما يقول السيد المسيح طوبى للجياع والعطاش إلى البر".
وأضاف: "أهنئكم أيها الأحباء بهذا العيد وفرحة الميلاد المجيد، ونتذكر أحباءنا الشهداء الذين يفرحوا بوجودهم في السماء ونتذكر المصابين ونصلي من أجل شفائهم ومن أجل سلام العالم كله، وسلام مصر، ومن أجل كل كنيسة وكل خدمة".