سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرقيب سعد عبدالمحسن: «انكتب لنا عمر جديد.. وربنا ينصرنا على الظلمة» زوجة المصاب: «ما كانش بيرضى يشخط فى العيال وبيقول أنا مش عارف هارجع ليهم تانى ولّا لأ»
بجروح قطعية فى الرأس والعين واليد ومعظم أجزاء الجسم، رقد الرقيب سعد إبراهيم عبدالمحسن (34 سنة)، ابن قرية سمبو بمركز ميت غمر دقهلية، على أحد أسرة جناح الرعاية المركزة بمستشفى الشرطة بالعجوزة فى الطابق الأول، لا يحرك ساكناً، يخضع للعلاج الذى يقرره الأطباء. بصوت خفيض يخرج من الحلق المتعب بصعوبة قال الرقيب المصاب: «أنا أحد أفراد الحماية المدنية وماسك خدمة بالمديرية عشان لو حصل حريق ولا حاجه نقدر نطفيها، وفى ليلة النبطشية بتاعتى حصل الانفجار، سمعنا صوت انفجار ضخم ولقينا ناس بتطير فى الهواء، وطرت أنا وواحد زميلى اسمه أسعد يونس ما عرفش عنه حاجه دلوقتى، كنا بنطلع لفوق وننزل على الأرض، بعد فترة لقيت عسكرى بيدوس عليا من غير ما يعرف عشان الضلمة، وبعدين قال انت مين وطلعنى برة، الحمد لله انكتب لنا عمر جديد وربنا ينصرنا على الظلمة.. أنا حضرت واقعة الاعتداء على المديرية المرة اللى فاتت والحمد لله ما حصلش حاجة، لكن المرة دى كانت شديدة قوى». يتوقف فرد الشرطة المصاب عن الكلام بعد تعثر خروج الكلام من فمه، حينذاك يأمر اللواء الدكتور عاطف عزت والعميد الدكتور ياسر شبانة رئيس قسم الرمد بمنعه من الكلام تمهيداً لإجراء عملية جراحية فى العين لاستخراج الأجسام المعدنية من مقلة العين وإصلاح الجرح القطعى بها حسب تشخيص د.شبانة. زوجة المصاب سيدة ريفية أشرف عمرها على الثلاثين وقفت إلى جواره شاردة الذهن تحبس دموعها، على استحياء تحدثت الزوجة بعد أن استأذنت الزوج الجريح وقالت: «الناس اتصلت عليا يوم التلات الساعة 2 الصبح وقالوا لى على التفجير.. ما كنتش مصدقة وطلعت على مستشفى الطوارئ فى المنصورة، لقيته نايم فى الطرقة، حمدت ربنا إنها جات على قد كده، حسبى الله ونعم الوكيل فى الإرهابيين وكل واحد عاوز يخرب البلد». تكمل زوجة «سعد» حديثها قائلة إن زوجها تلقى الإسعافات الأولية فى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، وعملوا له أشعة على رأسه، ثم قالوا لهم الرعاية هنا ضعيفة لأن الدكاترة مشدودة للعمليات، ثم شكونا سوء الرعاية الطبية فى المنصورة لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، فأخذ قرار نقل معظم الحالات إلى مستشفيات الشرطة بالقاهرة.. وصلنا مستشفى العجوزة الساعة 3 عصرا ثم خضع لفحوصات طبية عاجلة لتشخيص الحالة بشكل دقيق». تصمت الزوجة قليلاً قبل أن تكمل: «جوزى ما كنش بيرضى يشخط فى أولادنا التلاتة أو يزعلهم حتى لما كنت باطلب منه ده، وكان بيقول أنا مش عارف هارجع ليهم تانى ولا لأ، ولما كان بيكلمنى كان بيقول لى أنا حاسس إن هيحصل لى حاجة بسبب اللى البلد شايفاه، بنتى الصغيرة من امبارح عمالة تنادى عليه وتعيط عشانه من قبل اللى حصل وتقول عاوزة بابا، حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب».