مصابو الثورة ... هل يندمون على الثورة وما حدث لهم ولمصر ؟ تحقيق انسانى واقعى يجيب عن الاسئلة الصعبة ويسمع لصوت من لم يسمع لهم مسئول في مصر
كتبت نورهان منير
"أنا بشتغل على إبنى فى البيوت عشان أكله" .. قالت "أم أحمد عبدالخالق" وسط دموعها المتساقطه على وجهها هذه الكلمات ،فهى من سكان مدينة السلام ، أصيب إبنها يوم 28 يناير-جمعة الغضب- بطلق نارى فى رجله اليمنى وأصبح بعدها عاجزاً عن الحركة ،وقام بإجراء 35 عملية جراحية ولكنه يحتاج إلى عمليات أخرى لكى يكتمل شفاءه .
وتقول أم أحمد :- " من حوالى شهر ركبوا لإبنى مسمار نخاع لإن العضمة سوسيت من الإهمال بتاع المستشفيات".
وأكدت على إنها لم تحصل على أى معاش من المجلس القومى لرعاية المصابين حتى الأن ، حيث تقول " إحنا مشفناش معاملة كويسة من الدولة ولا من الرئيس مرسى ولا معاش ولا اى حاجه، أنا بروح اشتغل فى البيوت عند الناس عشان أأكل بنتى العيانه وابنى المصاب ، أنا مكنش عندى غيره هو اللى كان بيصرف عليا، دلوقتى بيفضل راقد على السرير مابيتحركش".
وفيما يتعلق ببعض المساعدات من القوى الثورية أو الإسلامية قالت " بعت ورقى لإخوانيين عشان يساعدونى ،بس محدش سأل فيا".
"أنا هفضل أشحت على إبنى طالما بلادنا مش هتدينا حاجه"
فى الوقت الذى يأست فيه من المسئولين لرعاية إبنها المصاب ومساعدتهم فى ظروفهم المعيشية تلقت بعد المساعدات من "هبه السويدى" – سيدة الأعمال التى عُرفت بخدمة الكثير من المصابين وقت الثورة- حيث قامت بنقل أحمد من مستشفى الدمرداش إلى القصر الفرنساوى ،وتقول أم أحمد عنها " هى اللى جبتلى علاج إبنى ،وعمل 25 عمليه على حسابها ، الناس بتوع المجتمع المدنى هما اللى بيسعدونا ،بس هنفضل نشحت لحد إمتى؟! ، إحنا تعبنا ومش عايزين حاجه غير معاش نعرف نعيش منه ".
ثم عبرت قائله " أنا عندى واحد مش عارفه أكله،بس ربنا موجود ، وأنا هفضل أشحت على إبنى عشان بلدنا مش عايزة تدينا حاجه ،وحسبى الله ونعم الوكيل ".
"محمود إبراهيم" بعد إصابته ووفاة زوجته
أصيب هو وزوجته "صابرين" يوم 28 يناير ولكن بعد صراع طويل مع معانتها من إصابتها والذى أخذ يتنقل بها من مكان لأخر توفيت زوجته ، وأصيب هو بطلق نارى فى يديه اليسرى وتم علاجه بمستشفى القصر العينى ،وأخرجته المستشفى فى نفس اليوم ،بعدها أجرى أربع عمليات بمستشفى الدمرداش ،ولكن يقول "محمود" أن الطلقة النارية تمكنت من الخلايا الحيه وأنسجة وعظام اليد ويحتاج إلى أربع عمليات أخرى تتكلف كلٍ منها 32 ألف جنيه .
أول معرفتى بمحمود كان "متكفن"
بهذه العبارة يقول محمود أن "هبه السويدى" وصفت حالته بها وقت إصابته التى منعته عن العمل تماماً نتيجة نسبة العجز بها .
وأشاد بدورها أيضا فى علاجه وعلاج أكثر من 3000 مصاب على نفقاتها الخاصة وطريقة تعاملها هى وفريقها مع جميع المصابين ، حيث قال أن فريقها مكون من أربعة أفراد من ضمنهم محمود عبدالكريم الذى تم القبض عليه فى أحداث المقطم الأخيرة عندما كان يحمل الأدوية إلى المستشفيات الميدانية ، ويعلق محمود إبراهيم قائلاً :" لما دول بيقولو عليهم بلطجية يبقى إحنا كمان كمصابين ثورة بلطجية، طب احنا نزلنا الميدان ومشينا مبارك ، إنتو عملتو إيه كقوى حاكمة !؟
صندوق المصابين يشمل مُدعى الإصابة
حيث قال محمود أن مطالب المصابين واضحة فهى على الأقل تتمثل فى توفير معاش يتماشى مع إصابتهم ونسبة عجزهم ، ويقول معلقاً على صندوق المصابين : " فى ناس إنضمت للصندوق بتاخد حقنا ، الناس دى هما البلطجية ومدعين إصابه، وكان عندنا أوراق وقدمنا 800 بلاغ للنائب العام السابق عبدالمجيد محمود ، ومع ذلك الناس دى طلعوهم عمره فى رمضان اللى فات ،يبقى فين العدل !؟ ، على الرغم إن فى ناس كتيره من المصابين مش لاقيه تاكل ولاتعيش ".