هاجم أهالي جزيرة الأكراد مصنع السماد بمنقباد بأسيوط مساء أمس الأول، وحطموا مكاتب المصنع؛ احتجاجاً على إصابة أربعة أفراد من أهالي القرية بحالة تسمم، معللين بأن سبب التسمم هو المخلفات الناتجة عن المصنع الملاصق لمنازلهم القرية، ما أدى لإصابة فني وسائق من العاملين بالمصنع، واتصلت قوات أمن المصنع على الفور بقوات الأمن وقوات الشرطة العسكرية المجاورة للمصنع. وأحدث الأهالي تلفيات بالسيارات الموجودة داخل المصنع، وأشعلوا النيران بالأشجار الموجودة أمامه، وحطموا الزجاج الخاص بأتوبيسين خاصتين بالمصنع وزجاج غرفتي الأمن والميزان داخل المصنع، وبعض مكاتب المبنى الإداري؛ احتجاجا على إصابة عائلة كاملة مكونة من أربعة أشخاص بالتسمم نتيجة لقيام المصنع بصب مخلفات البتروكيماويات بجوار المنازل بالقرية. وقال عبد الموجود مصطفى، أحد الأهالي، "إننا لا نبالغ إذا ذكرنا أننا نستنشق الكيماويات بدل الهواء، فكما ترون المصنع يصب مخلفاته بجوار منازلنا، علاوة على موت الزرع والأشجار، ولم يعد لدينا شباب، فشبابنا أصبحوا شيوخاً، وكل عام نودع شبابنا لإصابتهم بالفشل الكلوي، وصرخنا كتير ولكن دون جدوى". وأضاف سالم نصير، أحد الأهالي، المضنع قتل كل ما هو حي بالقرية، وتوجهنا بشكاوى لجميع الجهات المنوطة بالأمر، وصدر أكثر من قرار من اللواء نبيل العزبي المحافظ السابق بوقف تشغيل الوحدة الجديدة بمصنع السماد لتأثيرها السلبي على صحة أهالي القرية، والوزير يعيد تشغيلها. وأشار عادل عبد الوهاب، موظف بشركة بترول أسيوط، ومن شباب القرية، إلى أن الحزن يخيم على القرية من مساء يوم الخميس لوفاة خمسة من أبنائها، وإصابة آخر فى حادث احتراق ميكروباص حال عودتهم من القاهرة، وأصيب أثناء تشييع الجنازة بالأمس أربعة أشخاص بالاختناق مساء أمس الأول نتيجة لعوادم المصنع، واتصلنا بالمهندس محمد سلامة ليوقف تشغيل الوحدة بعض الشئ رد علينا "كلها ساعتين والريحة تنتهى"ن علاوة على أن الوحدة القديمة والتى أمر بإغلاقها المحافظ السابق لعدم صلاحيتها، الآن يقومون بعمل صيانة لها وتشغيلها، ونحن لا قيمة لنا، كل أسبوع تودع القرية أحد أبنائها بسبب عوادم المصنع ومخلفاتة، ولو اتكلمنا يقولوا بلطجية. وقال محمد تمام يوسف تمام، مراقب أمن بمصنع السماد، أنه فوجئ أثناء تواجده ببوابة الأمن الرئيسية بالمصنع بقيام حوالى 200 شخص بالتعدى عليه وأفراد الأمن بالطوب والحديد والشوم ، واقتحموا المصنع، بعدما أصابوا طارق مصطفى محمود عامل ومحمود محمد، فنى تشغيل بالمصنع. وألقت قوات الأمن القبض على عبد الرحمن محمود سيد، سائق من أهالى القرية، بتهمة التحريض على اقتحام المصنع لتضررهم من الغازات والأتربة الناتجة عن مداخن المصنع، مما يؤثر على الصحة العامة للمواطنين، وكذلك تلف بعض الزراعات الخاصة بهم. جدير بالذكر أن أهالي القرية تقدموا بشكاوى متعددة بسبب كثرة الأمراض، خاصة أمراض الصدر والفشل الكلوي، التي سببها وجود المصنع بالقرب من مساكن الأهالي بالقرية، وطالبوا بنقله خارج المدينة، وصدرت قرارات متعددة من لجان حماية البيئة بضرورة نقل المصنع إلى موقع بعيد عن الكتلة السكنية لخطورته على أهالي المساكن المجاورة، حيث إن عوادم المصنع ومخلفاته تسبب العديد من الأمراض.