كشفت دراسة حديثة أجرتها الدكتورة ريهان منير مدرس الكيمياء الحيوية الطبية والبيولوجيا الجزيئية بكلية طب المنصورة أن إلقاء المخلفات وفضلات الإنسان في مياه البحر يسبب السرطان وتشوه الأجنة . وأشارت الدراسة التي جاءت تحت عنوان "تأثير تلوث الماء على البيئة وصحة الإنسان" إلى أن الصرف الصناعي المباشر للمخلفات الناتجة عن الصناعات الكيماوية للشركات الصناعية والمصانع بمدينة كفر الزيات في مياه نهر النيل أدى إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك وبوار الأرض الزراعية المتاخمة لفرع النهر بجوار المصانع ، وإصفرار أوراق المحاصيل الحقلية لمساحات تصل إلى نحو 25 فدانا ، وارتفاع نسبة الرصاص و العناصر الثقيلة في المياه والهواء المحيط بمنطقة النهر ، وارتفاع معدل الإصابة بأمراض الفشل الكلوي وإلتهاب الكبد الوبائي بين المواطنين بمدينة كفر الزيات والقرى التابعة لها . وأضافت الدراسة أن المدة التي تستغرقها المخلفات الملقاة في البحر حتى تتحلل هي المسبب الرئيسي للعديد من الأمراض ، حيث يحتاج الكرتون لأسبوعين ، وورق الجرائد 6 أسابيع ، وورق الفوم 50 سنة ، والألومنيوم 200سنة ، الأواني والمواد البلاستيكية400 سنة أما الزجاج فلا يتحلل , كما أن المعادن الثقيلة التي تلقى من المصانع تتراكم في البحيرات والأنهار القريبة وتؤدي إلى تسمم الأسماك والقواقع ، كما تصيب الإنسان الذي يتناولها بالأورام السرطانية وتصيب الأجنة بالتشوهات .
واكدت الدراسة أن المعادن المذابة في الماء تعدت النسب المسموح بها في أسيوط حيث بلغت نسبة الأكسجين الممتص من الماء بسبب المعادن المذابة والتي تصب في مياه النيل 24,7 ملليجرام ، في حين أن المسموح به 10 ملليجرامات فقط ، وذلك نتيجة وجود مصانع السماد بمنقباد وزيوت بني قرة ومصرف أبوتيج ومصرف البداري ومصرف منفلوط . وأضافت أن الكازينوهات والمطاعم على شاطئ النيل وفوق الجزر المنتشرة وسط النهر والفنادق العائمة في أسوان أغلبها بدون ترخيص وغير مطابقة للمواصفات البيئية .