سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أنيس إكليمندوس»: أمريكا راهنت على جواد «الإخوان» الخاسر «رئيس غرفة التجارة الأمريكية ل«الوطن»: قطع المعونة الأمريكية لن يؤثر على الاقتصاد المصرى فهى «نقطة فى بحر»
قال أنيس إكليمندوس، رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى مصر، إن الإدارة السياسية فى واشنطن راهنت عقب ثورة 25 يناير على حصان «الإخوان» الذى اعتبره العقلاء من كبار المسئولين فى الولاياتالمتحدة الجواد الخاسر، بعد حالة التخبط التى تزامنت مع فترة حكم «مرسى». وكشف «إكليمندوس»، فى حواره ل«الوطن»، عن أن الحديث المغلوط حول المعونة الأمريكية مبالغ فيه، لافتا إلى أن المعونة تعد نقطة فى بحر كبير بين القاهرةوواشنطن، غير أن لها مدلولا سياسيا كبيرا لا يمكن إغفاله. وعن الاستثمارات الأمريكية الجديدة بعد ثورة 30 يونيو، قال إن استثمارات بقيمة نصف مليار دولار دخلت مصر مؤخراً مما يؤكد عمق العلاقة بين الجانبين. ■ غرفة التجارة الأمريكية كان لها دور فى توضيح ما حدث فى 30 يونيو للإدارة الأمريكية.. ما تفاصيل زياراتكم لواشنطن؟ - الغرفة شكلت وفداً من رجال الأعمال، وزرنا الولاياتالمتحدة 4 مرات بعد 30 يونيو، وكل وفد كان يضم أعضاء جددا، وكان هناك سوء تفاهم واضح من الإدارة الأمريكية بشأن ما حدث، والمشكلة كانت تكمن فى أن القانون الأمريكى ينص على أنه لا يجوز التعامل مع أى دولة يحدث فيها انقلاب عسكرى، أو حتى انقلاب بالتعاون مع الجيش على رئيس منتخب، هم لم يقولوا إن ما حدث انقلاب.. وأصوات كثيرة فى الكونجرس ومنظمات أمريكية كانت تريد أن تصنفه كانقلاب، والدفاع عما جرى كان صعبا، لكن عندما نقول إنه كان هناك رئيس شرعى منتخب، لا بد أن نقول إنه كان هناك أيضاً من يطعن فى نزاهة تلك الانتخابات، وإن هذا الرئيس عزل النائب العام، وحاصر أنصاره المحكمة الدستورية، ولو كان منتخباً بشكل سليم فعلا، فلماذا يفعل كل ذلك؟ ونحن لم نسعَ لتحسين الصورة بقدر ما سعينا لنقل الحقيقة. ■ ولكن روسيا دخلت على الخط؟ - هذا شىء إيجابى ويفرحنا طبعا، تنويع العلاقات يصب فى مصلحتنا فى النهاية. ■ هل جرت اللقاءات على مستوى المسئولين أم مستوى غير رسمى؟ - التقينا أعضاء فى الكونجرس والإدارة الأمريكية والأمن القومى ومجلس الشيوخ ومراكز الفكر الأمريكى. ■ وهل اقتنع من قابلتموهم بما نقلتموه؟ - نحن لنا مصداقية هناك، لأننا لسنا موظفين بالحكومة المصرية أو الأمريكية، وذهبنا كى ننقل وجهة نظرنا كقطاع خاص بحت، وفى القوانين الأمريكية هناك مصطلح «impeachment» أو «العزل»، وهى عبارة عن إجراءات لعزل الرئيس، وحاولوا استخدامها أيام الرئيس الأسبق نيكسون عندما كذب، لكن فى مصر لا يوجد لدينا قانون مماثل، والأمر يحتاج إلى مجلس شعب، وشرحنا لهم أنه لم يكن لدينا برلمان، وأن ما حدث كان عبارة عن «Public impeachment» أو عزل شعبى من جانب الناس، ولتفادى حرب أهلية فى البلاد تدخل الجيش، وقلنا لهم أيضاً إن الدليل على ذلك أن الجيش لم يحكم، وأتى بحكومة مدنية تحكم.. والجيش حمى البلد.. وهذا دوره حتى فى أمريكا. ■ هل كانت هناك زيارة أخرى من الغرفة لواشنطن أثناء فض اعتصامى رابعة والنهضة؟ - صحيح، كنا موجودين هناك، وهذا سبّب لنا مشكلة، وقلنا لهم إنهم لا يعرفون ما حدث، واعتصام رابعة لو كان حدث فى أمريكا لم يكن الأمريكان ليقبلوه بهذا الشكل. ■ برأيك.. ما سر دفاع الأمريكان عن الرئيس المعزول بالشكل الذى رأيناه.. هل فقط لكونه منتخبا؟ - أمريكا راهنت على الحصان الخسران، ولو سألت أى مواطن قبل الثورة عن التيار الأكثر تنظيما فى مصر، والأكثر وجودا فى الشارع سيقول لك «الإخوان»، والأمريكان وصل لهم نفس الكلام، ومراكز البحث لديهم نقلت ذلك وسفراؤهم أيضاً واستطلاعات الرأى.. والشىء الطبيعى أن أى سفير لأى دولة فى أى بلد لا بد أن يقيم علاقة قوية مع الحزب المتوقع فوزه، لأنه همزة الوصل، وأمريكا وجدت أن التيار الإسلامى يصعد فى كثير من البلدان العربية، وأعتقد أن أمريكا انخدعت فى «الإخوان». وأنا صممت على حضور حلف يمين «مرسى» بجامعة القاهرة لأثبت أننا ليس لدينا مشكلة مع الإخوان، وأن هناك رئيسا اختارته الأغلبية، وأعتقد أنه كان سينجح لو «أكل الناس الغلابة» ونهض بالاقتصاد، ونحن وقتها قبلنا بالواقع، لكنه أثبت أنه غير «كفء». نحن أنصار الاستقرار، وسندعم أى فرد يأتى بالاستقرار، بصرف النظر عن انتماءاته، لكن عندما اتضحت الأمور بدا غير ذلك.. وهذا ما نقلناه. ■ ما رأيك فى الآراء القائلة بأن هناك صفقة بين أمريكا والإخوان لمجيئهم للحكم؟ - لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولا أعتقد أنهم عقدوا صفقة، لأن الحلقة لم تكتمل، بمعنى لو أن الأمريكان كانت لديهم صفقة مع الإخوان، كانوا قدموا دعما اقتصاديا بشكل كبير لهم، وهذا لم يحدث.. أنا لا أحب التحدث فيما لا أفهمه، الأمر كله نظريات ويحتمل الصواب والخطأ، وأنا أرفض كلمة «المؤامرة» فى حد ذاتها، لأننى أؤمن بالواقع الحالى. ■ إذن، لماذا حجب جزء من المعونة الأمريكية ردا على عزل «مرسى»؟ - «مفيش حاجة اتلغت»، ولا بد أنك تكون عارف حاجة كويس أوى، السياسة الأمريكية محلية جدا، أى عضو منتخب يعمل بالأساس على إرضاء الشارع والحزب المنتمى إليه، هم الآن أجلوا تسليم طائرات «إف 16»، السؤال الآن هل نحن فى حالة حرب كى نتضرر من القرار؟ والأمر كله لا يتعدى تأجيل.. والمعونة العسكرية بالذات مصر لا تتسلم منها «مليم أحمر».. المعونة تسلم إلى وزارة الدفاع الأمريكية والوزارة تجزئها إلى 3 أجزاء، منها برامج تدريب ومعدات عسكرية أو قطع غيار، ولو أمريكا نفذت ما قالته فى البداية بأن ما حدث انقلاب، كانوا قرروا قطع المعونة الاقتصادية أيضاً نهائياً، وبالنسبة للميزانية فى مصر المعونة الاقتصادية لا تعنى شيئا ونقطة فى بحر، لكن هى فقط لها «مدلول رمزى».. المعونة لها مدلول سياسى واجتماعى أكثر مما هو مادى، ونحن لدينا أموال من المعونة لم تستغل حتى الآن، لكن الشطارة أننا نستغل تلك الأموال فى المشروعات الصحيحة، فانتقاء المشروعات عن طريق المعونة يفرق كثيرا، اللوم على الجانب المصرى إذا أسيئ استخدام المعونة، وكل عام تناقش المشروعات التى ستوجه لها أموال المعونة، المعونة الأمريكية نفذت مشروعات جيدة جدا فى البنية الأساسية والكهرباء. ■ لكن كثيرين يرون أن المعونة مرتبطة بشروط تسمح لأمريكا بالتدخل فى تلك المشروعات؟ - الأمر غير مرتبط بأمريكا، أى دولة ستعطيك معونة لإنشاء محطة كهرباء مثلا ستشترط عليك أن تورد إليك 75% من المعدات عن طريق مصانعها، وكذلك الاستعانة بخبراء من البلد المانحة، الأمر طبيعى جدا، و«محدش هيديك حاجة عشان سواد عيونك».. الأمر له علاقة أكبر بمن يختار المشروع وهذا له علاقة بنا، المعونة الأمريكية ساهمت فى تنفيذ شبكة التليفونات والبنية التحتية، وأعتقد أن هناك تناقضا شديدا لدى الرافضين للمعونة الأمريكية، فهم يرون أن المعونة الأمريكية رقم ضئيل، وفى نفس الوقت يقولون إن أمريكا ب«تذلنا» بتلك المعونة التى هى فى الوقت ذاته رقم لا يذكر، كيف يجتمع الرأيان؟ لو قطعنا المعونة الأمريكية غدا لن يفرق أى شىء معنا على المستوى الاقتصادى، المعونة تسويق لنا ولهم، وهناك شركات أمريكية لم تكن لتأتى مصر لولا المعونة الأمريكية، وهذه الشركات اتخذت من مصر قاعدة لها، بجانب أنها شغلت الآلاف من العمالة المصرية. ■ هل فترة التوتر التى شهدتها العلاقات بين مصر وأمريكا عقب 30 يونيو دفعت بعض الشركات الأمريكية لمراجعة استثماراتها فى مصر؟ - أنا لا أتدخل فى نوايا أحد، لكن على أرض الواقع لم تخرج ولا شركة أمريكية، بل إن هناك شركات زودت استثماراتها فى مصر، وشركة جنرال إلكتريك ضخت 500 مليون دولار مؤخرا. ■ لكن شركة أباتشى الأمريكية العاملة فى قطاع البترول باعت جزءا من حصتها فى مصر مؤخرا؟ - هذا قرار استثمارى بحت، لا علاقة له بمصر، والشركة موجودة وموظفوها موجودون، والغرفة عقدت اجتماعا قبل شهرين للشركات الأمريكية العاملة فى مصر، جميع الشركات أكدت استمرارها وعدم تفكيرها فى الخروج، وتلك الشركات تحقق أرباحاً، ولو لم تكن السوق مربحة لها ستخرج منها، الأمر لا علاقة له بالثورة أو غيرها. ■ هل ترى أن لزيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الأخيرة للقاهرة أى مدلول؟ - طبعا، الزيارة تؤكد أن العلاقات تحسنت كثيرا وتسير بشكل جيد جدا. ■ دعنا ننتقل للجانب التجارى.. الميزان التجارى بين مصر وأمريكا يميل بشدة لصالحهم.. رغم وجود اتفاقيات مثل الكويز والأفضليات؟ - صحيح، لكننا لا نستخدم تلك البرامج، وإجمالى استفادتنا منها لا يتعدى 3% على الأكثر، وأنا أذهب إلى الأردن وأرى هناك كيف يستغلون اتفاقية مثل الكويز لزيادة صادراتهم بشكل كبير، نحن لدينا برامج تجارية مع أمريكا «مركونة على الرف». ■ كانت هناك أصوات تنادى بإقامة اتفاقية تجارة حرة مع أمريكا.. هل الوقت الحالى مناسب لطرح الملف؟ - اتفاقية التجارة الحرة، ستكون مكسبا لأمريكا، لأنهم يصدرون أكثر مما نصدر إليهم، اللغة لغة مصالح فى النهاية، ونحن لا بد أن ننظر لمصالحنا. ■ هل تعتقد أننا بحاجة إلى قرض صندوق النقد الدولى حالياً؟ - لا نحتاجه حالياً، لكنه سيكون إضافة لنا مستقبلا، لكونه شهادة دولية، لكن فى الوقت ذاته الأمر يتوقف على مدى مناسبة الاتفاق مع الصندوق لمصالحنا وسياستنا، هناك دول كثيرة رفضت التعامل مع الصندوق وحققت نجاحات اقتصادية، نحن من يحدد مصالحنا.