فرحة فلسطينية فى ظل ظروف صعبة داخلياً وخارجياً بعد أن أفرج الاحتلال الإسرائيلى، اليوم، عن أيقونة النضال الفلسطينى عهد التميمى ذات ال17 عاماً، ووالدتها ناريمان التميمى بعد أن قبعتا 8 أشهر فى السجن بتهمة إعاقة عمل ومهاجمة جنود الاحتلال الإسرائيلى. «محمد التميمى» ابن عم عهد التميمى، كمتحدث عن عائلته، سرد ل«الوطن» كواليس الإفراج عن أيقونة النضال الفلسطينى ومباغتة الاحتلال فى تسليمها لعائلتها، قائلاً إن «عهد» التى تم اعتقالها ل8 أشهر بعد عدة جولات فى محاكم الاحتلال كان من المفترض أن يفرج عنها يوم الجمعة الماضى، إلا أن سلطات الاحتلال لا تسمح بالإفراج يومى الجمعة والسبت، لذلك تم تأجيل الإفراج إلى اليوم «الأحد» وبالطبع تم إبلاغ محاميها بهذا الأمر. وأضاف محمد التميمى أن الاحتلال أبلغ بأنه سيتم الإفراج عنها بالقرب من مدينة «طولكرم» فى أحد المعابر العسكرية الإسرائيلية فى الساعة السادسة والنصف صباحاً، وعلى أساس هذا تحركت العائلة ومن معها إلى تلك المنطقة إلا أن العائلة تفاجأت بأن الاحتلال باغت وغيّر مكان الإفراج ومساره إلى منطقة «النبى صالح»، موضحاً: «تلاعب بنا الاحتلال فى المكان وتوقيت الإفراج أيضاً». وتابع «التميمى» أنها استقبلت من أهالى قريتها ومن النشطاء الفلسطينيين والمنظمات الدولية وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية من الداخل الفلسطينى المحتل، وتوجهت فور الإفراج عنها إلى منزل ابن عمها الشهيد عزالدين التميمى الذى استشهد قبل شهرين أثناء وجودها فى السجن لتقديم واجب العزاء أولاً، وبعد ذلك توجهت إلى ضريح الشهيد ياسر عرفات فى «رام الله»، وتم استقبالها هناك بشكل رسمى من قبل الرئيس محمود عباس «أبومازن» وأعضاء من القيادة الفلسطينية. وقال ابن عم أيقونة النضال الفلسطينى، إن أعداداً كبيرة كانت فى استقبالها، موضحاً أنه تم الاطمئنان على حالتها الصحية، وهى بالطبع سعيدة بالإفراج عنها، ولكنها حزينة فى الوقت نفسه على زميلاتها من الأسيرات الفلسطينيات بالسجون الإسرائيلية التى حملت منهن رسائل إلى العالم بالوقوف إلى جانبهن ودعم قضية الشعب الفلسطينى، مؤكداً: «نحن نفتخر بها لأنها عبّرت عن النضال الوطنى الفلسطينى، عبّرت عن رفضها للاحتلال الإسرائيلى، وصفعت الجندى أمام العالم جميعه، وهذه رسالة بأننا أمام جيل جديد من الكفاح، جيل سيصفع المحتل ويضرب رأس الأفعى هنا وذيلها هناك، هذا جيل فلسطينى جديد يعبّر عنه عهد التميمى وكل أطفال فلسطين من أبناء هذا الجيل». الاحتلال الإسرائيلى يعتقل فنانين إيطاليين لرسم صورة الفتاة.. والخارجية الفلسطينية: شكل من أشكال الإرهاب وفى السياق نفسه، كشفت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى ما زالت تحتجز فى سجونها بعد الإفراج عن عهد التميمى ووالدتها، نحو 60 فلسطينية، من بينهن خمس قاصرات دون سن الثمانية عشر عاماً. واعتقلت القوات الإسرائيلية، أمس، إيطاليين قاما برسم لوحة جدارية عملاقة لعهد التميمى على جدار الفصل فى الضفة الغربيةالمحتلة، بالإضافة إلى فلسطينى ثالث بصحبتهما، بحسب ما أعلنته الشرطة التى اتهمتهم بالتخريب وإلحاق الضرر بالسياج الأمنى، اليوم. وذكر بيان للشرطة الإسرائيلية أن الثلاثة الذين كانت وجوههم مقنعة «رسموا على الجدار فى مخالفة للقانون، وعندما تحركت شرطة الحدود لاعتقالهم حاولوا الفرار فى سيارتهم التى أوقفتها القوات». وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلى 3 فنانين بحجة قيامهم برسم صورة للطفلة الأسيرة يعد شكلاً من أشكال إرهاب الدولة المنظم المتفشى فى مفاصل دولة الاحتلال جميعها، ليطال الثقافة والفن. كما اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم، 8 فلسطينيين من رام الله والبيرة وبيت لحم، وفقاً لما ذكره نادى الأسير الفلسطينى فى بيان. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة عن استشهاد شابين فى قصف جوى لطائرات الاحتلال الإسرائيلى استهدف مجموعة شبان شرق جباليا شمال قطاع غزة فجر اليوم، وجاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مقتل الناشطين فى جناحها العسكرى، فى انفجار شرق جباليا قال شهود عيان إنه نجم عن صاروخ محلى الصنع كانا يحاولان إطلاقه. ونعت الجبهة الشعبية وذراعها العسكرية فى بيان «الشهيدين الرفيقين أيمن النجار ومهند حمودة اللذين استشهدا فجر اليوم أثناء تأديتهما واجبهما الكفاحى». وأكد النائب جمال الخضرى، رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار الإسرائيلى، ارتفاع عدد الشاحنات التى يمنع الاحتلال دخولها إلى غزة عبر معبر كرم أبوسالم المغلق شبه الكلى لليوم ال19 على التوالى، لأكثر من 3000 شاحنة بضائع أساسية وإنسانية متنوعة. وقال الخضرى، فى تصريح صحفى صدر عنه، إن الشاحنات تحتوى على أكثر من ألف سلعة يحتاجها المواطن فى كل تفاصيل حياته، إضافة لكل المواد الخام اللازمة للصناعة ومواد البناء والملابس والأقمشة والأخشاب والأدوات المنزلية وغيرها من الأساسيات.