كتب - إسلام حسوب: في جميع دول العالم يولد الأطفال أطفالًا، إما في فلسطين المحتلّة يولد الأطفال أبطالًا ومقاومون، مابين غارات جوية واجتياحات برية، يعيش أطفال فلسطين حياتهم اليومية، حتي أصبح رصاص البنادق ودوي الانفجارات سيمفونيات يومية اعتادوا عليها، بل إن بعضهم أصبح خبيرًا في تمييز أصوات الإنفجارات والتفرقة بينها. تربيهم أسرهم على أن فلسطين بكامل ترابها حق أصيل أغتصبه محتل، يجب أن يعود لأهله يومًا مع، ويرضعونهم المقاومة والكرامة، ولعل أحد أبرز أمثلة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي الفتاة الفلسطينية عهد التميمي، والتي باتت أيقونة من أيقونات المقاومة، واحتلت مكانها إلى جوار محمد الدُرة والشيخ أحمد يس وياسر عرفات وغيرهم من الأبطال والشهداء. بداية مشاركتها بالمظاهارات وعهد التميمي فتاة فلسطينية من مواليد قرية النبي صالح، وبدأت المشاركة منذ الرابعة من عمرها مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات رفضاً للسياسات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية ضد منطقتها. بطولة مُبكرة واختارت التميمي المقاومة سلاحًا لها لمواجهة الصهاينة، ولم تكن بلغت العاشرة من عمرها بعد، وتجلي ذلك في مقاومتها لأحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي حينما حاول اعتقال شقيقها الأصغر، وواجهت التميمي المحتل بقلب قُد من صخر ببلدتها قرية النبي صالح، وراحت تطارد جنود الاحتلال بكلماتها الغاضبة لكمات من يديها الصغيرتين، حتي أجبرتهم على الانسحاب من البلدة. سبب اعتقالها ولفتت أنظار العالم بتحديها للجنود الإسرائيليين الذين اعتدوا عليها، وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي، في مسيرة سلمية مناهضة في مشهد تناقلته وسائل الإعلام، وفى 19 ديسمبر 2017عادت التميمي، وعمرها 16 عاماً لتتصدّر صفحات الأخبار ووسائل التواصل الإجتماعي لتصديها للجنود، وقد بيّن فيديو تم تداوله على نطاقٍ واسع صفعها لجنديين مسلحين، وذلك أدى إلى اعتقالها. ردود أفعال عالمية على اعتقال عهد التميمي تناول الإعلام الغربي بإسهاب محاكمة الفتاة الفلسطينية عهد التميمي، المتهمة بضرب جنديين إسرائيليين، وتفاوتت التعليقات بين من يري فيها وجها جديدًا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وهناك من يري فيها فتاة مستفزة وتدعو إلى العنف. وذهبت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليسارية إلى القول بأن إسرائيل تواجه خطر تحويل عهد إلى "جان دارك الفلسطينية"، أما صحيفة " زوددويتشه تسايتونغ"الألمانية فكتبت، أن قضية التميمي تُظهر إلى حد بعيد كيف يتصارع الفلسطينيون، والإسرائيليون على تأويل الصورة الإعلامية وتسويقها للرأي العام العالمي. صفع جندي وتهديد قاضي وتعتبر الطفلة عهد التميمى مثال للمقاومة الفلسطينية، ورمز للفتاة الفلسطينية التى تدافع عن أرضها من الاعتداء الإسرائيلى، ومن ضمن المواقف التى تشتهر بها "صفعها لجنديين اسرائيليين"، وموقف أخر، عندما سئلها القاضي كيف ضربتي الجنديين فرددت عليه قائلة "تعالي وأنا أعرفك"، والعديد من المواقف الأخري فى مسيرتها لمواجهة الكيان الصهيوني. جائزة في الشجاعة وتكريمًا لشجاعتها حصلت عهد التميمي على جائزة حنظلة في الشجاعة، وتسلمت الجائزة من قبل بلدية (باشاك شهير) في مدينة إسطنبول؛ لشجاعتها في تحدي جيش الاحتلال. الإفراج عنها وبعد أن قضت عهد التميمي، فى سجون الاحتلال ما يقرب من 8 شهور، قررت إدارة السجن الإسرائيلي الإفراج عنها، ومن المحتمل أن يتم الإفراج يوم الأحد المقبل. ويترقب العالم العربي الإفراج عن الأيقونة الفلسطينية عهد التميمي خلال أيام قليلة بعد قضاء فترة الاعتقال. الفلسطنيين يحتفلون بخروجها وفي مسقط رأسها رسمت لوحة جدارية عملاقة للتميمي، التى باتت رمزًا للمقاومة، على جدار الفصل الإسرائيلى، فى الضفة الغربيةالمحتلة قبل الإفراج عنها من السجن الإسرائيلي، ويبلغ ارتفاع اللوحة التى رسمت أربعة أمتار.