بدون غضب أو توتر أو ذرة حزن، استقبلت آلاء عبده، وأسرتها خبر رسوبها في أربعة مواد بامتحانات الثانوية العامة في حالة من الهدوء اللافت، بعدما لم تستطع تحصيل درجات النجاح بمواد الجغرافيا و التاريخ و الفلسفة و اللغة الإنجليزية، لكن عزائهم جميعا كان في "الأنشطة" التي اهتمت بها الشابة منذ عامها الأول في المدرسة فأنهت دراستها الأساسية وأتقنت العزف على " الكمانجة" كما التحقت بمعهد الموسيقى العربية فضلا عن ممارستها لفن الرسم قائلة: "الشهادات مش جايبه همها و القلق و الخوف مش هيوصل لأي حاجة". مواهب فنية تمتلكها الفتاة العشرينية، تلتزم بدراستها و ممارستها دون السعي للوصول إلى مجموع معين ينهك شخصيتها بالتوتر والخوف من شبح الثانوية العامة، نتيجة انتهت إليها بالاتفاق مع أسرتها التي تساندها في جميع قرارتها. وتابعت: "لما عرفت النتيجة مزعلتش خالص معرفتش غير صحابي القربين مني وفي البيت لما عرفوا متضايقوش بالعكس ماما عملتي الأكل إللي بحبه ووالدي قالي كويس إنك نجحتي في 7 مواد و أخويا نصحني أعوض السنة الجاية وأهتم بالمواد إللي رسبت فيها، أكيد مش هيبقوا مبسوطين لما أكون ضمن إللي حياتهم إتدمرت بسبب الثانوية العامة أو انتحر بسبب الخوف زي ناس كتير". توقفت آلاء عن الحصول على دروس خصوصية مع بداية دراستها في المرحلة الثانوية، واعتادت قضاء وقتها داخل المدرسة في غرفة الرسم والموسيقى: "كنت طالبة مش مفهومة بالنسبة للمدرسين ، كنت على حريتي ومش محبوسة، و كل المواد اللي نجحت فيها جاوبت عليها من ثقافتي العامة لأن مكنش في وقت أذاكر". وتظل تتذكر كل الشخصيات الناجحة التي رأتها خلال مسيرتها قائلة: "محدش فيهم كان جايب مجموع كبير ولا حد من أوائل السنين إللي فاتت شوفناه نبغ في شيء مجرد درجات كتير وخلاص وضغط عشان يبقى إسمي في معهد أو كلية". تخطط آلاء، بعد انتهائها من الثانوية العامة الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم ديكور، مع بقاء العزف على آلة الكمانجة هوايتها المفضلة فكما ذكرت: "المعهد مش محتاج مجموع كبير وهحاول أعوض السنة الجاية عشان أدخله و أكمل في الرسم و الأزياء و يبقي عندي ماركة لملابس المحجبات خاصة الفساتين، ولو إللي أنا بعمله موصلنيش لحاجة مش هزعل علي الأقل هكون عيشت حياة سعيدة و موقفتش مكاني".