نشرت جريدة «الفجر» فى عددها الأخير أن أحد أبناء الرئيس محمد مرسى اصطحب ثمانية من أصدقائه إلى الإسكندرية حيث قضى معهم «وهم فى ضيافته» أربعة أيام متنقلاً بين قصور رئاسة الجمهورية فى المنتزه وأنحاء الإسكندرية، وأنه وأصدقاءه كانوا يتناولون إفطارهم وسحورهم فى فندق فلسطين أو يرسل لهم فندق فلسطين إفطارهم أو سحورهم فى مقر إقامتهم (أحد قصور رئاسة الجمهورية).. وكذلك نشرت نفس الجريدة أن السيدة زوجة الدكتور محمد مرسى قضت هى وصديقاتها أسبوعا بقصر الحرملك التابع للرئاسة بالمنتزه، وأن فندق فلسطين كان يبعث بوجبات السحور والإفطار لها ولصديقاتها ولطاقم الحراسة.. وكذلك نشرت نفس الجريدة أن السيدة زوجة الدكتور مرسى لم يعجبها قصر الاتحادية للإقامة وتعاين العديد من قصور الرئاسة لاختيار أنسبها لإقامتها هى والعائلة. وبما أنى أحد الذين أيدوا انتخاب الدكتور مرسى (خاصة فى جولة الإعادة)، وبما أنى أحد الذين أعلنوا عن دعمهم له إعلامياً (خاصة فى جولة الإعادة)، ولأنى وغيرى قد حمّلناه الأمانة ونرجو وندعو له بالتوفيق، ولأنه من واجبنا تجاهه وحقه علينا أن نقوّمه إذا ما غرّه المنصب وأُبّهته والنفوذ وصولجانه.. ولأنى أعرفه رجلاً تقياً صالحاً يخاف الله فليسمح لى أن أذكّره بالآية القرآنية التى أنزلها الله من فوق سبع سماوات (إن من أولادكم وأزواجكم عدوا لكم فاحذروهم).. وإن كان بعض الظن إثماً فالعياذ بالله أن نقترف إثماً، ولكن المنطق السليم يؤدى إلى نتائج صحيحة.. وبداية المنطق أن ابن الدكتور مرسى الذى اصطحب معه ثمانية من أصدقائه وأقاموا معه فى قصور رئاسة الجمهورية بالإسكندرية وكان إفطارهم وسحورهم من فندق فلسطين لمدة أربعة أيام لم تتكلف هذه الرحلة أقل من مائة ألف جنيه.. وكذلك بالنسبة لزوجته وصديقاتها اللائى كان إفطارهن وسحورهن كذلك من فندق فلسطين.. ولأن الدكتور مرسى كان، حتى وقت قريب، موظفا بدرجة أستاذ جامعى «ذى راتب محدود» فلا أظن أنه أخرج من جيبه كل نفقات أو بعض نفقات رحلتى ابنه وأصدقائه وزوجته وصديقاتها إلى الإسكندرية.. وأن نفقات هاتين الرحلتين كانت على حساب نفقات رئاسة الجمهورية التى مصدرها «المال العام».. ولأنى أثق فى ذمة الرئيس مرسى المالية ولأنى قد أشك فى مصداقية الأخبار المنشورة بالجريدة فإننى أطالب الدكتور مرسى أن يوضح لنا الأمر بالنسبة لمن تحمّل نفقات هاتين الرحلتين.. هو وأبناؤه.. أم رئاسة الجمهورية «من المال العام»؟.. وهل من حق أبنائه وزوجته وأصدقائهم أن تفتح لهم أبواب القصور الرئاسية فى شتى أنحاء مصر؟! وهل فعلاً ما نُشر فى الجريدة أخبار صحيحة أم هى أخبار مفبركة؟! وله أقول: إن الرئيس السابق مبارك كان له ولدان (جمال وعلاء)، وقد اكتوت مصر بتجاوزاتهما وفسادهما.. فما بالنا يا سيدى الرئيس وقد منّ الله عليك بخمسة أبناء.. لو ساروا على نهج ابنى الرئيس السابق فماذا هم فاعلون فى مصر؟ وله أقول مخلصاً ما قاله الله سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم «زُيِّن للناس حُبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الدنيا والله عنده حسن المآب».. وعليه أن يجمع حوله أبناءه وأن يقول لهم: اتقوا الله فى أبيكم، وعيشوا عيشة أهاليكم.. وللحديث بقية الأسبوع المقبل إن شاء الله.