سر الفيلا 53.. تفاصيل 18 ساعة مطاردة لتحرير "طفل الشروق"

"70 ضابطا، 6 مجموعات، 5 أيام، 100 ألف، 3 مدن، 18 ساعة، 7 متهمين"، أرقام في رحلة البحث عن الطفل "هشام سامي"، الذي خطف على يد مجهولين يوم الأربعاء الماضي، أثناء عودته من الحضانة، بمدينة الشروق، شرق محافظة القاهرة، منذ تلقي الأجهزة الأمنية بلاغ اختطاف الطفل المقيم مع أسرته بجوار المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء السابق، وتعمل في تتبع الجناة وتحديد هويتهم عن طريق تفريغ كاميرات والسيارة المستخدمة في الحادث، حتى تمكنت من ضبطهم في 3 أماكن متفرقة بالجيزة، أثناء قيام العقل المدبر للواقعة بمراجعة قيمة الفدية التي حصل عليها من جد الطفل والبالغة "100" ألف دولار.
تفاصيل الواقعة، كما جاء في تحريات المباحث، وتحقيقات النيابة العامة، وسر الفيلا 53 التي تقع في طريق مصر إسكندرية الصحراوي التابعة لمدينة الشيخ زايد، جاءت كالتالي.
"هشام اتخطف"
الأربعاء الماضي، تلقى قسم شرطة الشروق، بلاغا من مهندس يدعى "سامي"، يفيد بتعرض نجله هشام 7 سنوات علي يد مجهولين، أثناء عودته من الحضانة يوم الأربعاء الماضي، وعقب ذلك أخطر اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة للمباحث، وانتقل فريق من مباحث الشروق وقطاع القاهرة التجمع الخامس، شرق القاهرة، وعملت القوات معاينة لمكان الاختطاف وتفريغ كاميرات القريبة من مكان الواقعة، وأظهرت سيارة "جيب"، مستخدمة في الاختطاف.
عرض تلك المعلومات على اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، واللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة للمباحث، وشكل فريق بحث على أعلى مستوى، من قطاع شرق القاهرة، والتجمع، تحت إشراف العميد عبدالعزيز سليم رئيس المباحث الجنائية لقطاع القاهرة الجديدة، والعميد محمود هندي رئيس المباحث الجنائية لقطاع شرق القاهرة، بالإضافة إلى التنسيق مع قطاعي الأمن الوطني والأمن العام، وبدأت القوات إلى تتبع خط هروب المتهمين، وتتبع خط التليفونات المستخدمة من قبل المتهمين فى الاتصالات بالأسرة عقب واقعة الخطف وطلب فدية 100 ألف دولار، حتى توصلت القوات إلى أن المتهمين فى نطاق غرب محافظة الجيزة.
"100 ألف دولار.. وشقة صفط اللبن"
بعد إجراء التحريات اللازمة، توصلت القوات تحت إشراف اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، إلى أن المتهمين عقب ارتكابهم للواقعة، احتجزوا الطفل في شقة بمنطقة صفط اللبن، لمدة 24 ساعة، وبعد ذلك انتقلوا به، إلى شقة بمنطقة الهرم، ثم إلى مدينة 6 أكتوبر، وبالتحديد فى مدينة الشيخ زايد.
عقب معرفة المتهمين بتحرك قوات المباحث وتضييق الخناق عليهم، أجروا اتصالا هاتفيا بالأسرة وطلبوا مبلغ 100 ألف دولار حتى لا يتعرض للإيذاء، تم مسايرة المتهمين ووافقت الأسرة على دفع الفدية، وكان هناك اتفاق بين جد الطفل وقوات الشرطة، وحددت عدة أماكن فى الجيزة لدفع الفدية، وداوم المتهمين على تغيير الأماكن والمواعيد حتى تم الاتفاق على الساعات الأولى من صباح أمس، ولم يتم تحديد المكان.
- سر الفيلا "53"
مع دقات الساعة الثانية عشر صباح أمس، انطلقت القوات من مباحث القاهرة وقطاعي الأمن الوطني والأمن العام، ووضعت خطة بحث وتحر لضبط المتهمين، وتجمع الضباط في قطاع أكتوبر، ونسيق مع إدارة البحث الجنائي بالجيزة، على رأسهم اللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، والعقيد عمرو البرعي مفتش مباحث أكتوبر، والمقدم سامح بدوي رئيس مباحث الشيخ زايد، وتم تقسيم القوات إلى 6 مجموعات وإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة، في محيط مدينة الشيخ زايد، والهرم، استمر جميع الضباط في حالة تأهب بانتظار مكالمة المتهمين لجد الطفل لتحديد مكان الفدية المتفق عليها، حتى اتصلوا به وتم الاتفاق على دفع الفدية أسفل كوبري المريوطية.
عقب دفع مبلغ الفدية، انطلقت مأموريات في الأماكن المحددة وتمكنت القوات من تحرير الطفل بالقرب من "الفيلا 53" بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، مكان احتجاز الطفل لمدة 4 أيام، وهي فيلا استئجرها المتهمين من على موقع شهير في مزرعة بمنطقة جبلية، عبارة طابقين، وتتطون من 3 غرف وحمامين ومطبخ، طبقا لما جاء في المعاينة التي أجرتها قوات الشرطة، عقب إلقائها القبض على 5 متهمين أثناء تقسيهم مبلغ الفدية على بعضهم البعض.
وتمكنت القوات من ضبط المتهم السادس في كمين أمني بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، وآخر في شقة إيجار بمنطقة الهرم.
"المتهمون أمام النيابة"
عقب تسجيل اعترافات المتهمين ودوافع الجريمة، التي أظهرت أنهم ارتكبوا الجريمة بشكل عشوائي لطلب الفدية، تم التحفظ عليهم، وأمر اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار محمد سلامة رئيس نيابة القاهرة الجديدة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وأجرت معاينة للاماكن التي احتجز فيها الطفل من قبل المتهمين خلال ال5 أيام الماضية، ومن المقرر أن تصدر النيابة قرارا بشأن المتهمين، وتوجيه تهم الخطف وحيازة أسلحة نارية بدون ترخيص، ولاتزال التحقيقات مستمرة.