بس يا سيدى: وقمنا عاملين ثورة، وجبنا جونين فى السلطة: واحد فى «مبارك»، والتانى فى «مرسى»، لكننا سنلعب فيما يبدو وقتاً إضافياً، وقد نلجأ إلى ضربات الترجيح من نقطة شرطة أو كمين جيش أو حتى إشارة مرور.. وأغلب الظن أننا سنخسر هذه المباراة.. رغم أننا «لعبنا حلو جداً» فى أول عشر دقائق من كل شوط!. صحيح أن البطولة لا تزال فى الملعب، لكن مصر كما ترى زاطت وهانت وصغرت وضاقت حتى استحكمت حلقاتها: لا تغيرت.. ولا بقيت على حالها!. مصر الآن «إجابة» واحدة، غامضة.. و85 مليون سؤال بايخ، وساذج، وأحياناً وقح!. مصر تقريباً بلا «موضوع»، وكل الناس «يتحدثون»!. مصر «عيانة»، وكلنا «دكاترة» فى كل التخصصات: من أمراض السلطة إلى علاقة شعر اللحية بالفحولة الجنسية!. مصر «مهدودة» على رؤوسنا، وكلنا «بنّاؤون» عظام!. مصر تغرق، ونحن جميعاً جالسون على ضفة النهر.. فى انتظار الجثة!. أصبحت مصر «ملطشة»، حتى إن كل من نبت له شارب ونفخ زنديه واستتخن صوته.. يحلم بحكمها!. أصبح كل من هتف فى مظاهرة أو رفع لافتة أو نصب خيمة فى ميدان أو «طرش» كلمتين فى مداخلة تليفزيونية.. يحلم بحكمها!. أصبح مقعد الحكم -بعد أن جلس عليه إرهابى خائن سنة كاملة- مطمعاً للناشطين ونحانيح الدولة المدنية وسماسرة الدم الحرام والذين لا يستحمون والمؤتلفة جيوبهم وغيرهم من المرتزقة!. يقولون مثلاً إن شخصاً يدعى «خالد على» يفكر فى الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة: أزفت الآزفة إذن!. يقولون: «يفكر».. وقد يفعلها ويفوز والعياذ بالله، فتخيل أن تصحو من نومك ذات يوم لتكتشف أن «سعيد قطة»، لاعب فريق الزمالك القادم من كاسكادا، قد أصبح كابتن منتخب مصر فى مونديال 2014، وأن «أمينة أركب الحنطور واتحنطر» فازت بال«ميوزيك أوورد»، وأن «أحمد ماهر»، مؤسس حركة «6 أبريل سنة 60 عبرية»، قد اختير مندوباً دائماً لإسرائيل فى مجلس الأمن، وأن «هند حامد»، خريجة «إعلام 6 أكتوبر» ومذيعة قناة «سترايك» المشبوهة و«محور» حسن راتب «الدائرى».. هى نفسها «إنجى حمدى»، المناضلة اللولبية، و«ست 6 أبريل» وكاتمة أسرار مؤسس الحركة. أما إذا أصبح هذا ال«خالد على» رئيساً لجمهورية مصر العربية.. فستكتشف -بعد دورتين رئاسيتين من حكمه على الأقل- أنك لا تعرف من هو «خالد على»!. يقولون إن هذا ال«خالد على» لم يكن يفصله عن الإرهابى، الخائن، الذى فاز بانتخابات 2012 الرئاسية، سوى خمسة ملايين صوت فقط لا غير، ولعله يراهن هذه المرة على أن الملايين الخمسة ستكون فى جيبه، مضافاً إليها بالطبع 80 مليون مصرى ساذج: «أصله شاب.. وبيعيط كتير»!. يقولون إن هذا ال«خالد على» سيدعو إلى «ثورة ثالثة» إذا قرر الفريق أول عبدالفتاح السيسى ترشيح نفسه للرئاسة: «اعقل يا عم الناشط. المصريون ليسوا شعباً رخيصاً أو مبتذلاً ليثوروا من أجلك أو نزولاً على رغبتك، ثم يثورون ضد من؟.. ضد السيسى؟.. ضد الرجل الذى أنقذهم وأنقذ بلدهم من عصابة الإخوان و«حمدهم» و«أردوغانهم» و«أوباماهم» وتنظيمهم الدولى؟ يقولون إن هذا ال«خالد على» خلية إخوانية نائمة: الحقيقة أن كل خلايا الإخوان «صحيت» على كابوس مفزع بالنسبة لها هو «ثورة 30 يونيو»، واتضح أنها خلايا مسرطنة، لا ينفع معها علاج أو مسكنات.. بل يستحسن استئصالها قبل أن تنتشر وتتوغل. يقولون إن عصابة الإخوان اختارت هذا ال«خالد على» ليمثلها فى انتخابات الرئاسة القادمة، وأنه ربما يكون «استبن» لمرشحها الأصلى عبدالمنعم أبووشين (أبو الفتوح سابقاً)، لأنه أول من قرأ الفاتحة على أرواح «إرهابيى» رابعة والنهضة، واحتسبهم «شهداء»، وأن دماءهم حرام، وأنه أحد المعارضين لفض اعتصاميهما بالقوة، لكنه نفى وانتفض هاتفاً كعادة فلول الجماعة: «أنا ضد الفاشية بوجهيها الدينى والعسكرى.. أنا مستقل.. أنا أجدع من عتريس»!. يقولون إن هذا ال«خالد على» سيكون مرشح ما يسمى «ثورة يناير» التى يراها «مكتملة الأركان والزوايا».. بينما يرى أن ما جرى فى 30 يونيو «نصف ثورة ونصف انقلاب»، ولا أعرف كيف حسبها: هل كانت مثلاً «ثورة الصبح وانقلاب بالليل»؟. هل هى ثورة «من فوق» وانقلاب «من تحت»؟. هل هى ثورة «تمليك» وانقلاب «إيجار جديد»؟ يقولون... ووفقاً ل«ويكيبيديا» فإن كل مؤهلات خالد على ك«رجل دولة» -خلافاً لكونه صغيراً فى السن (42 سنة) ودمعته قريبة- أنه محامى حقوق إنسان، وأحد مؤسسى مركز هشام مبارك للقانون، وأحد مؤسسى اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية، ومؤسس جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر، ومرشح رئاسى سابق ب30 توقيعاً نيابياً من برلمان الإخوان والسلفيين، وحوالى 900 ألف صوت من هواة المراهنة على الحصان الخاسر! يقولون «خالد على»: والمصحف الشريف هزلت!