قال أنس العبدة، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض، إن توقيت البيان الذي أصدرته عدد من الكتائب الإسلامية، المقاتلة للنظام السوري، بعدم الاعتراف بالائتلاف والحكومة المؤقتة "لم يكن مناسباً على الإطلاق". وفي بيان أصدره الائتلاف، أمس، بعد اجتماع لأعضاء هيئته السياسية، أكد العبدة أن بيان الكتائب "يثير إشارات استفهام حول جدواه خاصة وأنه يتزامن مع زيارة وفد من الائتلاف عالي المستوى إلى الأممالمتحدة بهدف كسب أصدقاء جدد للقضية السورية"، حسب تعبيره. كان عدد من القوى والفصائل العسكرية التي تقاتل قوات الجيش النظامي، بينها جبهة النصرة، و10 تشكيلات أخرى ذات توجهات إسلامية، أعلنت في بيان أصدرته منذ يومين، ونشرته مواقع إعلامية تابعة للمعارضة، أن الائتلاف وحكومة أحمد طعمة المفترضة "لا تمثلها، ولا تعترف بها". ويشارك وفد من الائتلاف على رأسه أحمد الجربا، ئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في أعمال الدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي افتتحت أعمالها في نيويورك، الثلاثاء الماضي. ورأى العبدة أن الكتائب التي وقعت على البيان "لا تمثل أهم كتائب الجيش الحر على الأرض"، حيث يوجد كتائب كبيرة لم توقع على هذا البيان، لافتاً إلى أن طبيعة الدولة المستقبلية في سوريا هي خيار الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع والانتخابات و"ليس لأحد الحق في أن يفرض وصايته على الشعب السوري وأن يعلن نوع نظام الحكم أو القانون الذي سيحكم به". ودعا الموقعون على البيان جميع الجهات العسكرية والمدنية المعارضة إلى "التوحد ضمن إطار إسلامي واضح"، ويرون أن الأحقية في تمثيل المعارضة يرجع إلى من "عاش همومها وشاركها في تضحياتها"، معتبرين أن كل ما يتم من التشكيلات في الخارج دون الرجوع إلى الداخل "لا يمثلها ولا تعترف به". وتقول بعض القوى السورية المعارضة إن الائتلاف الوطني "تشكّل خارج سوريا ودون الرجوع إلى ثوار الداخل وبالتالي فهو لا يمثلهم". وحول طريقة تعامل الائتلاف مع البيان، أشار العبدة إلى أنه من الضروري أن يقوم الائتلاف بالحوار مع تلك الكتائب - باستثناء جبهة النصرة (المحسوبة على تنظيم القاعدة) - ومحاولة فهم نقاط قلقها وأخذها بعين الاعتبار، مشيراً إلى أنه "كان من الخطأ إضافة جبهة النصرة على البيان لأنه لا يجمعنا في سوريا أي مشروع مرتبط بالقاعدة التي لديها أجندة عمل غير سورية، وهي معادية للمشروع الوطني". ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء الاحتجاجات في سوريا في مارس2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الشهور الأولى للاحتجاجات، وتدرج الجبهة على لائحة المنظمات الإرهابية الأمريكية والدولية. ودافع العبدة عن الحكومة المؤقتة المزمع تشكيلها، حيث قال إنها "مطلب عاجل" لخدمة الشعب السوري في المناطق المحررة ويرأسها شخص من الداخل ويجري استشارات مع الكتائب والقوى الثورية لاختيار أعضاء الحكومة". واختار الائتلاف السوري المعارض، في 14 سبتمبرالجاري "أحمد صالح طعمة" رئيساً للحكومة السورية المؤقتة ومكلفاً بتشكيلها، خلفاً للرئيس السابق "غسان هيتو" الذي استقال من منصبه بعد أشهر من انتخابه.