بدأ الأسبوع الأكثر نشاطًا في مقر الأممالمتحدة، أمس، مع اجتماع حوالي 200 من قادة العالم لاستعراض كل الملفات الساخنة المطروحة على الساحة الدولية وفي مقدمتها سوريا، ولتقييم التقدم في عدة قضايا منها عملية نزع الأسلحة ومكافحة الفقر. ووصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ظهر أمس، إلى نيويورك، فيما يصل نظيره الفرنسي فرنسوا أولاند وعدد من رؤساء الدول والوزراء، اليوم، إلى اجتماعات الجمعية العامة رقم 68 في مركز مؤقت أقل فخامة من القاعة الاعتيادية التي تجري إصلاحات فيها. واتجّهت الأنظار جميعها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعدما ضاعف خلال الأيام الماضية التصريحات التي اتسمت بالمهادنة فرحب بصورة خاصة بلهجة أوباما "الإيجابية والبناءة"، فيما ندد "روحاني" بالعقوبات الدولية المفروضة على بلاده ودعا الغرب إلى الحوار حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك عند مغادرته لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إنّ "طريق العقوبات غير مقبول، وإنّ الذين اعتمدوا هذه العقوبات لن يحققوا أهدافهم". وبموازاة الجمعية العامة تواصل الدول الكبرى في الكواليس مناقشاتها بشأن النزاع السوري الذي أوقع نحو 110 آلاف قتيل منذ اندلاعه في مارس 2011، وسط خلاف بدا منذ عشرة أيام بين واشنطن وباريس ولندن من جهة وموسكو من جهة مقابلة حول سبل إلزام دمشق بتطبيق خطة إزالة أسلحتها الكيميائية التي يتهمها الغرب باستخدامها ضد شعبها. ويمنح حدوث تقارب في المواقف تجاه سوريا، مجلس الأمن فرصة لإصدار قرار بشأن الأزمة السورية خلال هذا الأسبوع. وفي سياق الأزمة السورية، قال الرئيس السورى بشار الأسد، إن الأسلحة الكيماوية مؤمّنة بشروط خاصة؛ لمنع العبث بها ولا تسمح بوصول من وصفهم ب"الإرهابيين" أو أي مجموعات تخريبية تأتي من دول معادية. وقال الأسد، في حوار مع التليفزيون الصيني، إنّ "هناك سيطرة كاملة على الأسلحة الكيماوية من قبل الجيش العربي السوري"، مؤكدًا أن مشروع قرار دولي بشأن أسلحته الكيماوية لا يثير لديه قلقًا، موضحًا أن بلاده تنتج هذا النوع من السلاح منذ عقود نظرًا لكونها في حالة حرب ولديها أراضٍ محتلة. وأضاف: "الدول الثلاث التي قدّمت المشروع، كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، تحاول فقط أن تجعل نفسها منتصرة في حرب ضد سوريا عدوهم الوهمي"، موضحًا أن الصين وروسيا تلعبان دورًا إيجابيًا في مجلس الأمن الدولي لضمان عدم بقاء أي حجة للقيام بعمل عسكري ضد سوريا. ولفت "الأسد" إلى أن هناك عقبة أساسية في تأمين زيارة المراقبين لبعض المواقع التي تحوي الأسلحة الكيماوية بسبب الوضع الأمني في بعض المناطق وخاصة المناطق التي يسيطر عليها مسلحون. من جهته، قال أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، في رسالة إلى مجلس الأمن، إن "الائتلاف يؤكد من جديد استعداده المشاركة في مؤتمر جنيف، ولكن يجب على كل الأطراف الموافقة على أن هدف المؤتمر سيكون تأسيس حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة كما هو منصوص عليه في اتفاق القوى الدولية العام الماضي"، موضحًا أنه ملتزم بمبادئ الثورة ولكنه لا يعارض التوصل لحل سياسي يتفق مع ما قامت من أجله. وميدانيًا، أكدت مصادر في المعارضة السورية مقتل "أبوعبدالله الليبي"، أمير ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وهو أقوى التنظيمات الإسلامية وأكثرها تصادمًا مع "الجيش الحر"، بعد تعرضه لإطلاق نار في منطقة باب الهوى بريف إدلب، شمالي سوريا، خلال اشتباكات مع مقاتلي "الجيش السوري الحر".