رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن لبنان في أتعس أحواله هذه الأيام، فمؤسسات الدولة تعاني شللاً شبه كامل، والاستحقاقات الدستورية ملغاة حتى إشعارٍ سوري آخر، والأمن سائب تنهشه فوضى السلاح والتفجيرات المتنقلّة. وقال جعجع، في كلمة بالاحتفال بالمقاومة اللبنانية أمس، إن "لبنان في أتعس أيامه، لأن بعض التعساء قبضوا على معظم مقدّراته ولأن حزبا مسلحا قرر نيابةً عن بقية اللبنانيين، وخلافاً لإرادتهم، مصادرة القرار الوطني والتصرّف به على هواه، داخلياً وخارجيا، منغصاً على اللبنانيين عيشهم في الداخل، مشرّعاً عليهم أبواب جهنّم من الخارج". وتساءل "من اتخذ القرار بذهاب "حزب الله" إلى سوريا؟ وماذا تبقى من معادلة "جيش وشعب ومقاومة" بعدما تفرد الحزب بقراره فتجاهل وجود الجيش، وضرب عرض الحائط بإرادة الشعب؟، معتبرا أن "هذه المعادلة المسخ قد ماتت على يد "حزب الله"، مشيرا إلى أن "معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" أكل الدهر عليها في القصير، وشرب في غوطة دمشق من دماء النساء والأطفال، وقال إن المطلوب اليوم هو ثلاثية "الشعب والدولة والمؤسسات". وقال جعجع، إن "رئيس لبنان ميشال سليمان، قد يستهدف بالصواريخ، قد يتعرض لحملات التخوين والتشكيك، قد يكون عرضة للابتزاز والترهيب، ولكنه لن يرحل، لأن برحيله رحيل للجمهورية، وهذا ما يريده البعض"، معتبرا أنه "من يريد لرئيس الجمهورية أن يرحل، عليه هو أن يرحل، أمّا الجمهورية، جمهورية بشير الجميّل ورينه معوض ورفيق الحريري، فباقية مشددا على "أننا نريد حكومةً وطنية شعبية تحصر همومها بمعالجة شؤون اللبنانيين وشجونهم، لا بدعم "نظام السجون والقبور"، وتوريط لبنان في صراعات المنطقة، وقال "لن نقبل بعد اليوم بأي حكومةٍ، سواء كانت سياسية أو تكنوقراط، جامعة أو حيادية، حزبية أو غير حزبية، لا يُشكل "إعلان بعبدا" جوهر بيانها الوزاري". وتوجّه جعجع، إلى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالقول "مسؤولية كبيرة أن أدعوك للعودة، لكني قطعاً لن أدعوك للبقاء حيث أنت، لأن لبنان ورفاقك في ثورة الأرز اشتاقوا إليك بالفعل، يوماً بعد يوم يزداد رهان اللبنانيين على تحالفنا، لأنّهم يرون فيه إنقاذا لصيغة لبنان التنوع، لبنان الاعتدال، لبنان الحرية، لبنان التناغم مع عالمه العربي والمجتمع الدولي، إن ما جمعته الحرية والنضال في سبيل هذا اللبنان، لن تقوى على تفريقه لا مسافات جغرافية ولا محاولات إرهابية". كما توجه جعجع الى المسيحيين المشرقيين بالقول "أن تعيشوا على هامش الثورات فذلك يعني أن تُصبحوا خارج كل المعادلات، إن رسالتكم الحضارية والإنسانية والتاريخية والوطنية تُحتّم عليكم اليوم الانخراط في معركة الدفاع عن قضية الحرية والإنسان في هذا الشرق على الرغم من كل الفوضى التي تعم صفوف الثوار إن مصالحكم الحيوية والمستقبلية في هذه البقعة بالذات، ليست مع زمرٍ نفعيةٍ مافيويةٍ زائلة، وإنما مع شعوبٍ مستمرّةٍ وباقية، إن حمايتكم الفعلية لا تؤمّنها أنظمة مفلسة فقدت كل شيء إلا سمعتها السوداء، وإنما اعتمادكم على أنفسكم، وحمل قضايا مجتمعاتكم جنباً إلى جنب مع إخوتكم في المواطنية، كما توجه إلى ما وصفه ب"الإخوة" في التيار الوطني الحر بالقول "ليست نهاية العالم أن نكتشف عدم صوابية خياراتنا، بل نهاية العالم أن نستمر بها ولو عن غير قناعة، عودوا إلى حقيقتكم: تيار وطني سيادي حر، ولا تكملوا بعكس التيار، إن مكانكم الطبيعي هو بجانب الدولة الفعلية السيّدة الحرة المستقلة الخالية من أي سلاحٍ غير شرعي، وليس بجانب من يُقوّضها، كونوا حُرّاس ثورة الأرز، بدلاً من أن تكونوا أنصارا لحراس الثورة الإيرانية، اتركوا الكيماوي لأهل الكيماوي. معتبرا أن "المتطرفين والتكفيريين ليسوا من الربيع العربي بشيء، لأن مشروعهم العقائدي كان قائماً وناشطاً قبل بزوغ فجر الربيع العربي بعقودٍ، ولأن هذا المشروع لا يعترف أصلا لا بالعروبة ولا بالربيع، فإن الأنظمة الديكتاتورية تريد أن تضعنا بين خيارٍ من اثنين: إمّا تكفيرية دينية، أو تكفيريةٌ دكتاتورية بغلافٍ علماني، ونحن ضد الاثنين معاً "لافتا إلى أن "السوط الطالباني والجزمة البعثية وجهان لعملةٍ تدميرية رجعية واحدة.