رجحت الباحثة فى شئون الشرق الأوسط فى موقع معهد كارنيجى للسلام، مارينا أتوى، احتمال وصول عمرو موسى إلى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، فى ظل تشتت أصوات الإسلاميين، بين عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد مرسى. واعتبرت الباحثة أن المشكلة فى مصر الآن تتمثل فى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل صياغة الدستور، قائلة: «من المؤكد أن الدستور الجديد سيقلص من صلاحيات الرئيس، فكثير من الأحزاب، ومنهم الإخوان، يفضلون النظام البرلمانى أو شبه الرئاسى على الطريقة الفرنسية، حيث يتقاسم الرئيس السلطة مع البرلمان ورئيس الحكومة، وإذا أصبح النظام رئاسياً فإن البرلمان الذى يسيطر عليه الإسلاميون لن يقوم بدور حامل أختام الرئيس، بل سيتخذ مواقف مستقلة تحد من سلطة الرئيس المطلقة». وأضافت الباحثة: «محاولة تقليص سلطة الرئيس بعد انتخابه قد تخلق توترا، مشيرة إلى أن حجم التوتر يتوقف على شخصية الرئيس، فلو وصل رئيس إسلامى سيؤيد الليبراليون تقليص صلاحياته، وقد لا يمانع الإخوان لأنهم يتحكمون فى البرلمان ومؤسسة الرئاسة، أما إذا وصل عمرو موسى فإن التوتر سيكون شديداً لأن الليبراليين سيصطفون إلى جانبه فى مواجهة معسكر الإسلاميين». واستبعدت الباحثة تجدد الاحتجاجات قبل الانتخابات، إلا إذا أراد المجلس العسكرى إشعالها لتأجيل الانتخابات، معتبرة أن هذا يمثل احتمالا بعيدا، بعد وعد المجلس العسكرى تسليم السلطة فى الأول من يوليو المقبل، إضافة إلى قدرة البرلمان على إجبار الجنرالات على الالتزام بترك السلطة فى الموعد المحدد. ورجحت الباحثة تجدد الاحتجاجات بعد الانتخابات، حال رفض المصريين نتيجتها، إذا فاز مرشح من الجولة الأولى، خاصة عمرو موسى، فإن الكثيرين سيتشككون فى نزاهة الانتخابات. «الجارديان»: السعودية تلعب بورقة العمالة عن دلالة الأزمة الأخيرة بين مصر والسعودية، كتبت الجارديان أن ملوك وأمراء السعودية والخليج أصيبوا بالذعر من احتمال أن تنتقل عدوى الثورة إلى مجتمعاتهم، وحاولوا حتى اللحظات الأخيرة منع سقوط أفضل حلفائهم فى مصر، حسنى مبارك، وحاولوا أيضا منع محاكمته وفشلوا.. وأضافت الصحيفة: «السعوديون وأطراف قوية أخرى فى الخليج حاولوا التأثير على الأحداث، ولىُّ الذراع بالأموال هو الوسيلة التى يعرفونها أفضل من غيرها.. علقوا المساعدات المالية لمصر، ووزعوا هباتهم على أصدقائهم السلفيين، وحلفاء إسلاميين آخرين فى المجتمع المصرى، ليضمنوا تأييد ناخبين يدافعون عن نمط الحياة السعودى، حتى لا تصبح مصر دولة ديمقراطية مدنية منفتحة، وهذا هو الخطر الأكبر الذى يخشونه. وتابعت الصحيفة: «رد الفعل السعودى الرسمى على المظاهرات التى خرجت فى مصر احتجاجا على احتجاز المحامى أحمد الجيزاوى كان مذهلا، حيث بدا استدعاء السفير وإغلاق السفارة كأنه إعلان حرب نووية فى بلد معروف بحذره الشديد فى أمور السياسة الخارجية، والقصة كلها تبرز أمرين مهمين عن مصر وحكام السعودية ودول خليجية أخرى.. القبض على المحامى أثار مشاعر الغضب لدى المصريين فيما يتعلق بطريقة معاملتهم من السعوديين، وتحديدا نظام «الكفيل» الذى يحرم العمال المصريين من حقوقهم الأساسية، ورد الفعل فى شوارع مصر كان دليلا صارخا على المشهد ما بعد مبارك: تمرد وفوضى وعزم على الدفاع عن الكرامة الوطنية، سواء كان حقيقيا أم محض خيال، بعد عقود من نظام العمالة المخزى فى عهد مبارك. أما سحب السفير وإغلاق السفارة ووقف التأشيرات للمصريين فكان إشارة تحذير بأن السعودية ودول الخليج ما زال فى جعبتها سلاح آخر إذا استمر المصريون فى «سوء السلوك»: إغلاق أسواق العمل أمام ملايين العاطلين فى مصر سيعيد المصريين إلى مشاعر ما قبل الثورة». واختتمت الصحيفة: «مصر لا تكترث بتحذيرات الخليج أو الغرب، كما برهن على ذلك بوضوح النزاع حول محاكمة منظمات أمريكية غير حكومية، ومن المفارقات أن إسرائيل، التى قطعت عنها إمدادات الغاز بسبب الضغط الشعبى، إلى جانب السعودية تشعر بالخطر من تأثير الحماسة الثورية، والرئيس المقبل سيعرض نفسه للخطر إذا تجاهل ذلك، والأرجح أن مصر ستقف فى المستقبل فى منطقة وسط بين الدول المعتدلة (الموالية للغرب والمؤيدة للسلام مع إسرائيل) والدول المارقة مثل إيرن وسوريا». «الإندبندنت»: انتفاضة وليست ثورة عن مدى تدخل الولاياتالمتحدة وأوروبا فى مسار الأحداث فى مصر ودول الربيع العربى، كتبت صحيفة الإندبندنت إن «تعبير «الانتفاضات» أكثر دقة من تعبير «الثورات» فى وصف أحداث الربيع العربى، معتبرة أن ملامح النظام فى مصر لم تتغير كثيراً، وأن التجربة الديمقراطية لم تنجح سوى فى تونس، لكن الصورة لم تتضح بعد إذا ما كان نظامها الجديد سيكون أكثر عدلا من نظام بن على! وهذا ما يدعو البعض إلى التساؤل عما إذا كانت تلك الانتفاضات منظمة أم عفوية». وتابعت الصحيفة: «رغم أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها ساهموا فى توجيه الأحداث، كما تعاونوا مع القيادات العسكرية التى أطاحت برئيسى مصر وتونس، ورغم تدخل الغرب بصورة مباشرة فى ليبيا لأسباب واضحة منها النفط الليبى، ورأينا كيف وقع المجلس الوطنى الانتقالى الليبى العام الماضى اتفاقية تمنح فرنسا 3 ? من صادرات النفط المستقبلية.. رغم كل ذلك لا يبدو محقا من يقول، إن الثورات العربية مجرد أدوات فى يد الغرب». واختتمت الصحيفة: «أصحاب نظريات المؤامرة الأجنبية مصابون بخوف مرضى لدرجة أنهم فقدوا إيمانهم بقدرة الشعوب على صنع تاريخها، فعلى سبيل المثال كانت الإضرابات العمالية فى مصر أقوى وأكثر تأثيرا من المظاهرات الجماهيرية، وغيرت الانتفاضة المصرية نظرة الغرب للعرب والمسلمين، من اعتبارهم «شعوبا إرهابية غارقة فى الجهل، إلى مثل يحتذى للسعى نحو الديمقراطية».