يعود مجدداً، بوجه عابس وكلمات لا تزال تنفث سمها فى آذان مستمعيه، يستعيد كلماته الرنانة، يتذكر وقفته فى البرلمان الذى طالما تمناه طيلة فترة تولى جماعته حكم البلاد، يبحث عن تلك الكلمات ذاتها التى كان يلهب بها قلوب مؤيديه يواصل معها الدكتور عصام العريان، مسئول المكتب السياسى بجماعة الإخوان المسلمين.. مجرد كلمات يستجدى بها النساء ويستعطفهن، يذكرهن بمن ماتوا ويمنيهن بالمستقبل المشرق مع جماعته، يتوعدهن بالجنة، فوحده كاشف للغيب هو وباقى قيادات «المحظورة» يملكون صك دخول الجنة، فيوزعونه يميناً ويساراً وقتما شاءوا.. يُسقط من ذاكرته خروج الملايين لتطهير البلاد من أعوانه، يتذكر فقط مسيرات فردية خرجت لتؤيد شرعية فقدوها بفعل تصرفاتهم طيلة عام كامل من التخبط والتكبر، يذكر المرأة مرات فى حديثه، فتلك من كانت تستمع إلى نصائحهم وتطيعهم فى كل شىء، فى وقت الشدة يدفعون بها فى الصفوف الأولى لتصبح النساء أولى قتلاهم فى كل مرة. القتل والترويع والتدمير الذى سلكته جماعته لا يراه إرهاباً، بل يعلنها بكل صراحة أن «العالم قد نسى الحرب على الإرهاب» وحده وفصيله من نسوا تلك الكلمات فكيف يصف عقيدة تربى عليها وأسلوب حياة يعيشونه طيلة 80 عاماً كاملة من العمل فى السر والخفاء كيف يراها إرهاباً وهو منهج تعلمونه جيداً؟ بعد قرابة أسبوعين من الخفاء بعد فض اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة»، لم يفكر خلالها «العريان» للظهور ولو مرة واحدة ينعى فيها أسر الشهداء مثلما تسنى له أن يقول، لكنه يخرج الآن من أجل رسالة واحدة يريد توصيلها عبر فضائيتهم الشهيرة، يدعو من خلالها بالنزول فى 30 أغسطس، يريدونها حرباً ضد الجيش والشعب والشرطة، يريدونها مقطعة مقسمة مهلهلة مثلها مثل سوريا يبث رسالته فى ثمانى دقائق، يتحدث عن مسيرات تخرج فى كل شوارع وميادين مصر يتحدث عن عالم آخر غير الذى نعيشه وحده، من يرى هذا رغم أنه لم يقدر يوماً على الخروج من مخبئه ليشاهد حقيقة ما يقوله، يستعيد مخططهم فى السيطرة على الحكم «علينا التمسك بالمسار الطبيعى للتحول الديمقراطى بإقامة انتخابات وتطبيق الدستور الذى تم وضعه» إنها لعبتهم التى يتقنونها جيداً فى كل مرة اللجوء إلى الصناديق، ليمارسوا أدوارهم المعروفة فى تزييف إرادة المواطنين. العريان الذى كان يعقب على كل كارثة كانت تقع فى عهد صاحبه بعبارة «أين البرلمان» يحاول استعادة المشهد من جديد، يحاول الحشد بأسلوب مختلف.