بدأت، اليوم، أعمال القمة الاستثنائية ل«منظمة التعاون الإسلامى» حول أزمة «القدسالمحتلة»، والتى يمثل مصر فيها وزير الخارجية سامح شكرى، وذلك بمدينة «إسطنبول» فى تركيا. وتقرر عقد القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامى بشكل عاجل للتعامل مع تبعات القرار الأمريكى بالاعتراف ب«القدس» عاصمة لإسرائيل، القرار الذى لاقى رفضاً دولياً واسعاً. وقال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى كلمته خلال قمة منظمة التعاون الإسلامى حول «القدس»، اليوم، إن «الاجتماع يأتى لمتابعة الانتهاكات التى لحقت بمدينة القدس، القبلة الأولى للمسلمين وثالث الحرمين، عقب قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل مما يغير الوضع بالنسبة لمفاوضات السلام، خاصة للفلسطينيين». وأضاف أن «أنقرة بصفتها رئيسة لتلك الدورة بمنظمة التعاون الإسلامى، تؤكد أن هذا القرار غير مقبول وغير قانونى، حيث انتهكت الولاياتالمتحدةالأمريكية قرار مجلس الأمن، الذى بموجبه لا يمكن لأى دولة إعلان إقامة سفارة لها فى مدينة القدس». من جهته، قال وزير الخارجية التركى، مولود تشاووش أوغلو، فى اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى قبل بدء الاجتماع الكامل للقمة، إنه «يجب أن نشجع الدول الأخرى على الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية». وكانت إسرائيل احتلت «القدسالشرقية» فى حرب 1967 وضمتها فى إجراء لم يُعترف به دولياً. واعتبر الرئيس الفلسطينى محمود عباس، اليوم، خلال كلمته أمام قمة «منظمة التعاون الإسلامى»، قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشأن القدس «هدية للحركة الصهيونية»، رافضاً أى دور أمريكى فى عملية السلام مستقبلاً. وقال «عباس»: «الولاياتالمتحدة لن يكون لها دور فى العملية السياسية بعد الآن لأنها منحازة كل الانحياز لإسرائيل». وأكد الرئيس الفلسطينى أن «إعلان القدس عاصمة لإسرائيل هو انتهاك للقانون الدولى والاتفاقات»، مشيراً إلى رفضه «القرارات الأمريكية الأحادية الباطلة بشأن القدس». وتابع: «لا يمكن قيام دولة فلسطينية دون أن تكون القدسالشرقية عاصمة لها». وأوضح «عباس» أن العالم وقف وقفة واحدة ضد الرئيس الأمريكى، وأن واشنطن تجاوزت الخطوط الحمراء بشأن القدس». وأضاف «عباس»: «لن نلتزم بالتفاهمات السابقة ما لم تتراجع واشنطن عن قراراتها الأخيرة». تركيا تطلب الاعتراف الدولى ب«القدسالشرقية» عاصمة لفلسطين.. و«فهمى»: الأهم أن تتضمن قرارات «التعاون الإسلامى» آليات للتنفيذ من جهته، قال الخبير فى شئون الشرق الأوسط الدكتور طارق فهمى، فى اتصال ل«الوطن»، إن «القمة الإسلامية حتى الآن من حيث التمثيل الرسمى والحضور فيها تعتبر ناجحة، وتعكس مدى الاهتمام الإسلامى بقضية القدس والحضور فى حد ذاته يعنى مزيداً من الضغط ضد قرار الرئيس الأمريكى». وأضاف «فهمى»: «القمة الإسلامية بالأساس تركز على ملف القدس ما يتعلق بمواجهة القرار الأمريكى، وفى الوقت ذاته تمويل السلطة الفلسطينية لتستمر فى عملها». وتابع الخبير فى شئون الشرق الأوسط: «القمة الإسلامية تضم مجموعة أوسع من الدول العربية، والتنسيق المشترك فيما بينها عبر المحافل الدولية فى مواجهة قرار الرئيس الأمريكى يسهم كثيراً فى الضغط على الولاياتالمتحدة، والأهم أن يتضمن البيان الختامى للقمة آليات لتنفيذ القرارات التى ستصدر حتى لا تبقى مجرد توصيات». ونقلت صحيفة «ذا تايمز» الإسرائيلية، اليوم، عن وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون تأكيده أن نقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى «القدس» لن يتم قبل 3 أعوام. وأضاف «تيلرسون» حسب الصحيفة الإسرائيلية: «هذا الأمر لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، ولن يحدث قبل ثلاثة أعوام وفقاً لأفضل الاحتمالات». وشنت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، فجر اليوم، حملة اقتحامات واعتقالات للعديد من الفلسطينيين بينهم العشرات من كوادر حركة «حماس»، منهم النائب بالمجلس التشريعى حسن يوسف، واستهدفت الحملة عدة مدن فلسطينية منها «نابلس ورام الله وجنين والقدس والخليل فى الضفة الغربية، وتم اقتحام عدد من منازل المواطنين، بعد إجبار ساكنيها على مغادرتها، والانتظار بالخارج وسط البرد القارس. وفى سياق متصل، جدد عشرات المستوطنين اليهود، اليوم، اقتحامهم باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وقالت مصادر مقدسية «إن قوات الاحتلال ووحداته الخاصة أمّنت اقتحام المستوطنين الذى تم على شكل مجموعات للمسجد المبارك صباح اليوم»، وأشارت المصادر إلى أن سلطات الاحتلال تشدد إجراءاتها الأمنية على بوابات المسجد لتأمين الاقتحامات اليومية المتكررة من قبل المستوطنين. من جانب آخر، شن الجيش الإسرائيلى، فجر اليوم، غارة جوية على موقع لكتائب «القسام» الجناح العسكرى لحركة «حماس» فى «خان يونس» جنوب قطاع غزة، رداً على إطلاق قذيفة على جنوب إسرائيل. وأصيب 3 فلسطينيين بجروح فى القصف الذى نفذته طائرة حربية إسرائيلية من نوع «إف 16». فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 6 فلسطينيين، خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية، منذ إعلان القرار الأمريكى بشأن «القدس». فيما نظمت الجالية المصرية والإسلامية بمدينة «ميلانو» الإيطالية، وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية، احتجاجاً على قرار «ترامب» ضمت عديداً من رموز الجالية المصرية، ومن الجيلين الأول والثانى، وشارك مكتب التمثيل العمالى بالقنصلية المصرية بميلانو ممثلاً فى المستشار العمالى عزت عمران، فى الوقفة، حرصاً منه على الوجود المستمر بين أبناء الجالية المصرية.