معارك طوابير البنزين تتواصل مع تفاقم أزمة نقص الوقود فى المحطات، حيث نشبت مشادة كلامية بين السائقين فى إحدى محطات الجيزة، تطورت إلى تشابك بالأيدى واستخدام العصى، مما أدى إلى تحطم واجهة المحطة وأجهزة تموين السيارات داخلها، وتدخل الأهالى لفض المشاجرة، فيما اضطر صاحب المحطة إلى إغلاقها ورفض استلام الحصص المقررة له لحين انتهاء الأزمة تماما وعودة الأمن مرة أخرى. وفى المحافظات، كانت المعارك أشد بأساً حيث لقى المواطن محمد بركات فوزى (23 سنة) مصرعه بعد تلقيه طلقاً نارياً فى رأسه أثناء وجوده داخل محطة بنزين قرية ميت طاهر بمحافظة الدقهلية، إثر مشاجرة مع شقيقين على أولوية شراء السولار فى جراكن، ولفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله إلى مستشفى منية النصر المركزى. وفى أسوان، شهد عدد من محطات الوقود نقصاً فى السولار، مما أدى إلى اصطفاف عدد من سيارات «الميكروباص والشاحنات العملاقة» بأعداد كبيرة أمام المحطات، وأغلقت بعض المحطات أبوابها، مما أدى إلى مشادات واشتباكات بين السائقين وأصحاب المحطات لحجز أدوارهم فى صفوف السيارات أمام المحطات. وبالمنيا تسبب ضعف كميات الوقود الواردة لمحطات البنزين فى استمرار الأزمة، ففى دير مواس لم يضخ أى من أنواع الوقود فى المحطتين الموجودتين بها واضطر سائقو الأجرة وأصحاب الملاكى إلى الاتجاه إلى محطات ديروط التابعة لمحافظة أسيوط لتمويل سياراتهم، ونفس الحال فى أبوقرقاص لم يضخ أى كميات وقود إلا فى نهاية اليوم، وبكميات لم تسد حاجة نصف السيارات الموجودة بطابور الانتظار الطويل الممتد أمام المحطة، وفى مراكز ملوى ومطاى والعدوة لم يضخ وقود لجميع المحطات بها باستثناء محطة واحدة فى كل مركز ضخت بها كميات من السولار، وضبطت أيضاً 150 لتر سولار معبأة فى جراكن بسيارة ملك أحد المواطنين. وتصاعدت أزمة البنزين والسولار بمحافظة الشرقية، واصطفت طوابير السيارات لمسافات طويلة أمام محطات الوقود بالطرق والشوارع الرئيسية، مما أصاب حركة السير بالشلل ببعض المدن وخاصة الزقازيق، وأكد السائقون أن أزمة نقص البنزين التى تشهدها المحافظة تتزايد ولم تنتهِ، وكانت السبب فى توقف العديد من سيارات الأجرة فى ظل وصول سعر الصفيحة إلى 40 جنيهاً فى السوق السوداء. وفى الإسماعيلية، تجددت الأزمة بعد زيادة تهريب السولار عبر قناةالسويس إلى سيناء، وشهدت المحافظة خلال الفترة القليلة الماضية اختفاءً تاماً للبنزين فى جميع محطات المحافظة، واصطفت على جوانب الطرق الرئيسية السيارات فى طوابير أعاقت الحركة المرورية وأصابتها بالشلل التام، وأشعل الاختناق نزول التوك توك إلى الطرق الرئيسية وتمويله من المحطات الرئيسية، بالإضافة إلى زحام الدراجات البخارية، مما زاد من الضغط على حصص البنزين، وأكد السائقون أن عدد محطات البنزين لا يتناسب مطلقاً مع التعداد السكانى وموقع المحافظة الاستراتيجى، مما يجعلها حلقة الوصل بين مدن القناة، بالإضافة إلى زيادة محاولات تهريب السولار عبر قناةالسويس من قبل أصحاب ومسئولى المحطات، وشهدت بعض المحطات اشتبكات محدودة بين السائقين خلافاً على أولوية التمويل. وفى السياق نفسه، نجحت قوات الأمن بمديرية أمن شمال سيناء من ضبط 4000 لتر سولار قبل وصولها إلى السوق السوداء، وتعانى محافظة شمال سيناء من أزمة حادة فى غياب الوقود، حيث تنحصر المشكلة بالمحافظة بين عدم انتظام وصول حصة المحافظة من وزارة وشركات البترول، والمشكلة الأخرى متمثلة فى تهريب الوقود إلى قطاع غزة عبر الأنفاق المشتركة برفح، وأكد اللواء أحمد بكر، مدير أمن شمال سيناء، أن المديرية تكثف كافة جهودها لمنع تهريب الوقود، لافتا إلى أنه تم تشكيل فريق من إدارة البحث مهمته إحباط عمليات تهريب وبيع الوقود فى السوق السوداء. ولم تنتهِ أزمة البنزين والسولار فى بعض مناطق محافظة المنوفية، خاصة العاصمه «شبين الكوم» والميادين الكبرى فى المراكز، حيث شهدت محطات البنزين طوابير امتدت لعشرات الأمتار، خاصة فى ساعات الذروة وقت خروج الموظفين، ويرجع ذلك إلى النقص الحاد فى جميع أنواع البنزين، مما أدى إلى إغلاق مداخل شبين الكوم - الباجور، ونشب العديد من المشاجرات بين السائقين على أسبقية الوقوف فى الطوابير. وفى بورسعيد، عادت أزمة السولار والبنزين من جديد مع إقبال الزائرين على المحافظة، حيث تتكدس العشرات من السيارات أمام محطات الوقود بالمحافظة، وحدثت مشاحنات عدة فى عدد من محطات الوقود بسبب طول طوابير السيارات. فى الوقت ذاته تمكنت وزارة التموين بالتعاون مع الداخلية من ضبط سيارتين محملتين ب2900 ألف لتر سولار قبل بيعها بالسوق فى شمال سيناء، وقالت الوزارة فى بيان لها إنه من الغد سيتم ضخ كميات إضافية للمحافظات التى تعانى نقصاً فى الوقود بعد حصر مطالبهم التى تقدموا بها تلافيا لحدوث أزمات خلال شهر رمضان. فى الوقت ذاته أكدت مصادر مطلعة أن الهيئة العامة للبترول رفضت طلب محافظ المنيا بزيادة كميات البنزين والسولار التى يتم ضخها فى محطات الوقود، وذلك لتوفير تلك الكميات لمحافظتى قناودمياط اللتين تشهدان حالات ازدحام كبيرة أمام محطات الوقود. وأضاف المصدر أنه سيتم التحقق مع أصحاب محطة الوقود التى رفضت استلام بنزين 80 فى محافظة المنوفية، حيث ستقوم الشئون القانونية بوزارة البترول بأعمال التحقيق قبل تحويلها إلى النيابة العامة. من جانبه أكد المهندس عمرو مصطفى، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول استمرارية ضخ كميات إضافية خلال الأسبوع الجارى قبل قدوم رمضان بزيادة على الكميات المستهلكة يومياً بنسبة تصل إلى 10%، مشيراً إلى ضخ 10 آلاف لتر بنزين يومياً على مدار يومين فى محافظة قنا للقضاء على الأزمة. وأوضح مصطفى فى تصريح ل«الوطن» أنه سيتم إرسال فريق سرى اليوم إلى محافظة قنا لمراقبة عمليات توزيع البنزين والسولار على محطات الوقود، مشيراً إلى أن هيئة البترول ستقوم بزيادة حصة قنا بنسبة 30% من نوع بنزين 80 حتى نهاية الأسبوع الجارى، خاصة بعد طلبات المحافظ بزيادة كميات المنتجات البترولية السائلة. وقال إن الكميات الجديدة التى سيتم ضخها مع الكميات اليومية التى تضخ بمحطات الوقود التى تصل إلى 17.5 ألف طن بنزين، و18 ألف طن سولار لمواجهة زيادة حجم الاستهلاك المتزايد للحصول على المنتجات البترولية السائلة. ويذكر أن محافظة دمياط تعانى من نفس الأزمة التى تعانى منها محافظة قنا، حيث قامت هيئة البترول بتوزيع بنزين 80 و90 على جميع محطات الوقود فى المحافظة.