تواصلت أزمة الوقود فى عدة محافظات، وشهدت حالة من الارتباك المرورى بسبب تفاقم أزمة نقص السولار والبنزين، حيت امتدت طوابير السيارات أمام محطات الوقود لمسافات طويلة، كما نشبت مشاجرات ومناوشات بين السائقين وأصحاب المحطات. ورغم تصريحات عبدالله غراب وزير البترول بشأن ضخ كميات كبيرة من البنزين والسولار فى محطات الوقود، على مستوى الجمهورية، فإن مواطنى مراكز بنى سويف ما زالوا يعانون للحصول على احتياجات سياراتهم من المواد البترولية، ولم تختف بعد طوابير السيارات من أمام المحطات، فضلا عن انتشار تجار السوق السوداء على الطريق الدائرى بمدينة بنى سويف، تحت سمع وبصر المسئولين، كما يخزن العاملون بمحطات البنزين عشرات الجراكن الممتلئة بالوقود داخل المحطة، ويبيعونها بشكل علنى لتجار السوق السوداء فى وجود طوابير السيارات داخل وخارج المحطات، وسط غياب للشرطة والرقابة التموينية. وفى الفيوم تواصلت أزمة نقص البنزين والسولار وانتشرت طوابير السيارات والدراجات البخارية للحصول على البنزين 92 بعد اختفاء البنزين 80 و90 من محطات كثيرة للوقود، وتمكنت مباحث التموين فى المحافظة من ضبط سائق سيارة يدعى إسحق ناجى خلال قيادته للسيارة رقم (35862) نقل المنيا، وهى تحمل كميات من البنزين 80 بلغت ألف لتر، وتبين أنها تحملها لإعادة بيعها فى السوق السوداء بأسعار أعلى من السعر المقرر. وفى بورسعيد تتفاقم أزمة السولار، حيث تتكدس عشرات السيارات أمام محطات الوقود بالمحافظة، وحدثت مشاحنات عدة فى عدد من محطات الوقود بسبب طول طوابير السيارات. وقال مدير عام التموين ببورسعيد المهندس صفوت عمران إن جميع محطات المحافظة بها مفتشون من المديرية، كما أنه تم تخصيص محطتى وقود فى الجنوب للمزارعين لتشغيل آلات الزراعة، وأشار إلى أنه جرى تحرير 4 محاضر لمواطنين بالتعاون مع مباحث التموين برئاسة العقيد محمد المحروقى، منهم مزارع من الشرقية، جمع 400 لتر سولار داخل 20 «جركن» خلف محطة وقود بدوى بحى الضواحى. ورصدت «الوطن» انتشار باعة السوق السوداء بجراكن البنزين والسولار على مداخل مدينة نجع حمادى وعلى مداخل قرية بهجورة التابعة للمركز، وهم يبيعون لتر البنزين 80 ب3 جنيهات، فى ظل وجود أزمة فى الحصول على كافة المواد البترولية بمراكز محافظة قنا، واستمرار طوابير السيارات على محطات الوقود. وأرجع محمد جمال، مدير شئون التموين بقنا، ظاهرة طوابير المحطات للانفلات الأمنى، وتخوف أصحاب شاحنات نقل الوقود من تردى الأوضاع الأمنية، إضافة لنقص واردات شركات البترول. وعلق فتحى عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين، أن أزمة نقص المواد البترولية ستنتهى خلال أيام، خاصة أن هناك مناطق كثيرة بالقاهرة والجيزة والقليوبية تلاشت فيها المشكلة بعد قيام وزارة البترول بضخ الكميات المطلوبة للمحطات فضلا عن المتابعة المستمرة من مفتشى التموين على مختلف المحطات، مؤكداً أنه تم ضبط 3٫2 طن وقود مدعم بالسوق السوداء، وأضاف أن هناك خطة متابعة يومية وضعتها الوزارة بالتعاون مع مباحث شرطة التموين لمراقبة كافة محطات التموين على مستوى الجمهورية، وجار إحالة كل البلاغات الخاصة بالتصرف فى الوقود إلى النيابة العامة. فى الوقت ذاته تعهد المهندس عمرو مصطفى، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، بحل أزمة البنزين والسولار سريعا فى مختلف المحافظات بعد قيام الهيئة بضخ كميات إضافية فى المحافظات، خاصة بالوجه البحرى. وقال «مصطفى» ل«الوطن» إن هيئة البترول ستضخ كميات إضافية من البنزين تفوق معدلات الاستهلاك الطبيعى بنسبة 15% وكميات أخرى جديدة من السولار بزيادة 10%، مشيرا إلى أن فرق التفتيش مستمرة فى مراقبة محطات الوقود لمنع تهريب المواد البترولية. وأضاف أن استمرار الأزمة فى المحافظات يرجع إلى تأخر توزيع الشحنات على عدد كبير من محطات البنزين على مستوى الجمهورية التى بلغت 2700 محطة، حيث إن المحطات التابعة للهيئة لا تتجاوز 15%، وهيئة البترول تساهم بنسبة 30% من إجمالى عمليات نقل المواد البترولية لمحطات الوقود للمحافظات. وعلى صعيد التفتيش الرقابى لهيئة البترول حولت الهيئة 11 شخصا من مالكى محطات الوقود الخاصة إلى النيابة، للتحقيق فى تورطهم فى عمليات تهريب المواد البترولية. وكان المهندس وزير البترول والثروة المعدنية قد أعلن عن وصول 105 آلاف طن من البنزين المستورد، بالإضافة إلى الإنتاج المحلى الذى يبلغ 22 ألف طن، وهو ما يكفى الاحتياجات اليومية للمواطنين.