ضاعف موسم حصاد القمح من أزمة السولار فى المحافظات التى تزرعه مما أدى لارتفاع سعر الصفيحة بالسوق السوداء إلى 40 جنيها، وصنع طوابير طويلة من االفلاحين الذين يقفون بالجراكن لتعبئتها. فيما أكد عدد من مزارعى القمح أن معدات الحصد والعربات التى ينقلون بها المحاصيل إلى مخازن بنك التنمية والائتمان تعطلت بسبب نقص السولار. وفى كفر الشيخ أصيب أمس 6 أشخاص بإصابات طفيفة وكدمات بجميع أنحاء الجسد بسبب شجارهم أمام محطة مصر للبترول، على أسبقية الحصول على السولار، وتم نقلهم إلى المستشفى العام لإسعافهم. ووصلت إلى الموانئ المصرية شحنات وقود مستوردة أمس تبلغ 170 ألف طن منها 65 ألفا من البنزين و105 آلاف طن سولار، بحسب الدكتور حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية، فيما توقعت وزارة التموين تراجع الأزمة خلال الأيام المقبلة بعد زيادة الكميات التى تضخ بالأسواق إلى 16 ألف طن بنزين يوميا و38 ألف طن سولار على مستوى الجمهورية، بحسب فتحى عبدالعزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بالوزارة. وقال عرفات ل«الوطن» إن الشحنة الجديدة ستحدث انفراجة نسبية فى الأزمة، وقال إذا استمر التكدس رغم ضخ كميات جديدة بالمحطات فهذا يعنى أن هناك خطة لصنع الفوضى. ولفت رئيس قطاع الرقابة ب«التموين» إلى أن انتهاء عمليات حصاد القمح فى عدد من المحافظات خاصة بالوجة القبلى سيساهم فى خفض الطلب على السولار، وأضاف أن الوزارة بالتعاون مع مباحث شرطة التموين ضبطت 8060 لتر سولار وبنزين قبل بيعهم بالسوق السوداء. إلى ذلك بدأت الهيئة العامة للبترول أمس إرسال فرق تفتيش سرية لمراقبة عمليات توزيع البنزين والسولار بالمحطات فى محافظة القاهرة للحد من عمليات التهريب، ويقول عرفات إن حصة القاهرة من استهلاك البنزين تصل إلى 35% ومن السولار 25%، وأكد فتحى عبدالعزيز استمرار الحملات التى يقوم بها مفتشو التموين بالتعاون مع مباحث شرطة التموين على محطات الوقود. وقال مصدر بهيئة البترول ل«الوطن» إنها قررت إرسال فرق التفتيش فى القاهرة كمرحلة أولى، ومن المقرر إرسال فرق أخرى للمحافظات الأخرى خلال أيام، موضحا أن الوزارة اختارت بدء التجربة فى محافظة القاهرة لاستهلاكها أكثر من 30% من البنزين والسولار. وأضاف أن كل فريق يتكون من عضوين أحدها موظف بالهيئة العامة للبترول والآخر مفتش بوزارة التموين، كما يمكن الاستعانة بموظف ثالث من وزارة البترول للتأكد من توزيع المواد البترولية على السيارات وعدم تهريب المواد الأخرى وبيعها فى السوق السوداء، لافتا إلى أن فرق التفتيش ستستمر فى عملها لحين انتهاء أزمة نقص البنزين والسولار كما يحق لكل فريق كتابة المحاضر القانونية ضد كل محطة تموين تخالف تعليمات وزارتى البترول والتموين. وأشار إلى أن الحكومة لجأت للاستعانة بفرق التفتيش بعد ورود عدد كبير من بلاغات المواطنين بأن محطات التموين ترفض إمدادهم بالبنزين رغم وجوده بالمحطة. وأدت ندرة البنزين بالريف إلى زيادة تعريفة الركوب بين المراكز والقرى، وأرجع السائقون رفع الأجرة لصعوبة تموين السيارات بالبنزين من المحطات، وتمكنت مباحث التموين بالغربية من ضبط كميات كبيرة من السولار والبنزين بلغت 1٫5 طن قبل تهريبها وبيعها فى السوق السوداء، فيما حدثت مشاجرات ومشاحنات أمام محطات الخدمة البترولية بمحافظة سوهاج، كما وصل سعر صفيحة السولار بالسوق السوداء إلى 45 جنيها، وصفيحة البنزين إلى 55 جنيها. وأكد حامد أبوأسماعيل (موظف) أن الأمر وصل إلى وضع لا يحتمل، وينذر بكارثة قد تحدث فى أى لحظة بين السائقين والمواطنين بسبب زيادة الأجرة للضعف. ووصلت أزمة البنزين 80 والسولار ذروتها بالمنوفية وأصابت طوابير السيارات عدداً من الشوارع الرئيسية، فى مدن المحافظة، باختناقات مرورية، وشلل فى بعض الطرق الأخرى وخصوصا مدينة شبين الكوم. وفى الوقت الذى تشهد فيه محافظة البحر الأحمر عجزا شديدا فى المواد البترولية بمختلف محطات الوقود، أحبطت الأجهزة أمس تهريب 4 أطنان من البنزين المدعم، بمدينة رأس غارب شمال الغردقة، وذلك أثناء نقلها إلى محافظة المنيا لبيعها فى السوق السوداء. وأكد عدد من قائدى السيارات بالفيوم أن أزمة نقص الوقود بمحافظة الفيوم اشتعلت بسبب السوق السوداء، وقال محمد عبدالهادى، من أبناء الفيوم، إن بعض تجار السوق السوداء فى بعض المناطق، ومن بينها السلخانة، رفعوا أسعار لتر البنزين إلى أكثر من ثلاثة جنيهات، خاصة خلال اليومين الماضيين.