«يا عسل»، يقول أحدهم الكلمة فيفتح بابا لا يغلق من الانتهاكات، تبدأ بتحرش لفظى، وغالبا ما تنتهى ب«مد يد» وتتطور إلى تحرش جنسى. الاحتفال باليوم العالمى للتحرش، الذى وافق أمس الأول، جاء هذا العام مختلفا، إذ اندمجت فيه عروض «مريخ، وبصى، وامسك متحرش» ليقدموا مفهوما مختلفا وواضحا عن معاناة المصريات بسبب التحرش الذى انتشر ولم يستثنى منطقة حتى الراقية، من خلال قصص حقيقية لفتيات تعرضن للتحرش، عرضت المسرحيات قصصهن وعبرت أسماء العروض عن محتواها مثل «بتبصوا لها كده ليه؟»، و«إيه اللى وداكى هناك؟»، و«البنات كمان عايزين يتعاكسوا». العرض بدأ بكلمة لمخرجته سندس شبايك، حذرت الجمهور من وجود بعض الألفاظ الخادشة للحياء خلاله قائلة: «الشارع معملش حذف للألفاظ دى، وإحنا كمان هنسيبها زى ما هىّ».. لم تقتصر المشاركة فى العرض على السيدات فحسب، ظهر الشباب إما متضامنين، أو منفعلين شاركوا بحكى تجاربهم مع التحرش بالفتيات. شادى خليل الذى تقمص دور متحرش برر أسباب التحرش: «البنت بتبقى مبسوطة كده»، أما سيف الأسوانى فكان له رأى آخر: التحرش يجرح الأنثى ويجرح الرجل أيضا.. استضاف درب 1718 المبادرات، التى لم تقتصر على العروض فحسب، بل ضمت ما يشبه المعرض ضم فى محتوياته بعض الأشياء التى ترمز للتحرش، مثل ملابس داخلية لفتاة ولوحات كُتب عليها «مش لازم أمشى زى الراجل علشان ما تعاكسنيش». «مشروع المريخ» من أهم العروض التى تم تقديمها فى هذا اليوم، يعتمد بشكل أساسى على فكرة «الميكروفون المفتوح» وإطلاق مساحات حرة للجميع للتعبير والحكى خلال مدة لا تزيد على 5 دقائق، وقفت الشابة ندا منير على المسرح تشكو من نظرة البعض للحجاب على أنه تخلف، قائلة: «الناس بتبص للمحجبة وكأنها إنسانة غريبة ومالهاش شعر، على فكرة أنا عندى شعر وبسرّحه كمان، واخترت الحجاب لأنه زى مناسب لىّ». وقفة شيماء جبر على المسرح كانت مختلفة، أعطت ظهرها للجمهور، وحكت عن التحرش بالأطفال، وكيف تم التحرش بها وهى طفلة فى الحادية عشرة من عمرها من قبل «شيخ» يُحفظها القرآن: «لم أفهم وقتها ماذا حدث، وكنت خايفة أحكى لأهلى، وقعدت 10 سنين بعدها خايفة برضو، مقدرتش أقول لأمى غير بعد ما وصل سنى ل21 سنة، وطبعا وقتها كان الموضوع انتهى وخلص».