«فاجرة وقليلة أدب».. قالتها قبل أن تغادر عربة السيدات، لتلحق بزميلتها التى وجهت لهن عبارات مماثلة: «جاتكوا القرف.. هارجع عليكم». الموقف لم يكن يستدعى رد الفعل العنيف هذا من رواد عربة السيدات فى مترو الأنفاق، لكنه أصبح أمراً معتاداً، على الأقل بالنسبة لسندس وصديقاتها أبطال عروض «بصى» التى يخاطبن فيها النساء بقصص واقعية يعدن تقديمها فى الأوبرا والجامعة الأمريكية وساقية الصاوى، وأخيراً فى عربة السيدات بمترو الأنفاق. «القصص التى حكيناها أحداث حقيقية تتعرض لها كل فتاة مصرية» تتحدث سندس شبايك مخرجة العرض المسرحى «بصى» الذى قررت مؤخراً المغامرة بتقديمه فى المترو. «بصى» عبارة عن قصص حقيقية لسيدات من مصر، يحكين فيه عن كل المشكلات التى تواجه الفتاة المصرية، بسبب نوعها، مثل التحرش، واعتبارها مصدراً للفتنة والسبب الأساسى فى حصول الرجال على ذنوب، وتحكى شبايك: «بصى ليس عرضاً مسرحياً بالشكل التقليدى بقدر ما هو عروض لأحداث واقعية تحدث يومياً لأى فتاة مصرية، قبل ذلك كان يعرض فى الجامعة الأمريكية وأحياناً فى دار الأوبرا، لكن هدفنا هذه المرة هو الوصول إلى الجميع من خلال العرض داخل عربة السيدات بالمترو». عشر دقائق أو ربع ساعة على الأكثر هى المدة التى حددتها سندس وزميلتها منى الشيمى لعرض «بصى» داخل المترو، لكن الأمر لم يكن سهلاً بالمرة، فجمهور المترو يختلف كثيراً عن غيره، وتقول سندس: «دخلنا المترو ونحن نرفع لافتات «بصى» واستأذنا الجمهور فى إقامة العرض، وبالفعل حكينا عن قصص فتيات تعرضن للتحرش فى الشارع، وعن مشكلة الزواج والعنوسة وتحميل المجتمع كل المشاكل للفتيات». رد فعل متباين حصلن عليه من جمهور سيدات المترو كما تحكى سندس: «هناك سيدات كانت ردة فعلهن صعبة جداً، واتهمونا بالفجور وقلة الأدب والتحرش العلنى لمجرد أننا عرضنا حكاياتنا، لكننا قابلنا أيضاً فتيات تجاوبن معنا ودعمونا بشكل كبير، وبعد انتهاء العرض استقبلنا عدد من الفتيات بحكاياتهن ومشكلاتهن».