رحلة بحث طويلة قطعتها مجموعة من الفتيات بحثاً عن مكان مناسب يوافق على استضافة عرضهن المسرحى «بصى» وهو عبارة عن قصص حقيقية لسيدات من مصر، بدأ العرض عام 2005 من خلال عدد من طلبة الجامعة الأمريكية، ويهدف إلى إيجاد مساحة حرة للسيدات المصريات للتعبير عن كل ما يخصهن، وفى محاولة للوصول إلى شرائح مختلفة قرر القائمون على العرض إقامته هذا العام خارج أسوار الجامعة الأمريكية، خاصة أن معظم قصص الفتيات جاءت من خارج الجامعة، ومن هنا بدأت المعاناة بسبب رفض معظم الجهات الثقافية والفنية استضافة العرض، لصراحته وحساسية الموضوعات التى يطرحها. سندس شبايك، إحدى مخرجات العرض قالت: «حصلنا على موافقة الرقابة على العرض فى مايو الماضى، وحاولنا الاتصال ب«محمد الصاوى)، مؤسس الساقية، لكننى فوجئت بأنه رفض العرض بسبب اسمه وبعض أجزاء النص». منى الشيمى، المخرجة الثانية للعرض، قالت: «اتصلت بخالد جلال، رئيس مركز الإبداع، لمعرفة إمكانية عرضه على مسرح المركز فى دار الأوبرا المصرية، لكنه لم يبد استعداداً حتى للاستماع للفكرة، واكتفى بالرفض»، والأمر نفسة تكرر مع المركز الثقافى الفرنسى. المحطة الأخرى فى حياة كل من سندس ومنى كانت محاولة العرض على المسرح التابع لمتحف محمود مختار، وكان هناك موافقة مبدئية وترحاب، لكن الرفض جاء لاحقاً بعد قراءة النص. وعن محتوى النص، قالت سندس: «النص عبارة عن مجموعة من القصص والمنولوجات كتبها شباب وفتيات، لا تحتوى على أى عبارات إباحية، لكن الكثير منها يخوض فى موضوعات يرفض المجتمع مواجهتها مثل (التحرش الجنسى)، ومشكلات العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته، وزنى المحارم، والعلاقات الجنسية قبل الزواج، وكلها أحداث واقعية، لم نقم بتأليفها أو نقلها». المكان الوحيد الذى قبل استضافة عرض «بصى» هو كافيتريا المجلس الأعلى للثقافة فى دار الأوبرا المصرية، وعلى مسرح صغير لا تزيد مساحته على 9 أمتار مربعة ولمدة يومين فقط هما 7 و8 يوليو الجارى.