وسط أدخنة قنابل الغاز المسيلة للدموع، وطلقات الرصاص الحى، قرر «كريم» وأصدقاؤه من سكان منطقة رابعة العدوية معاونة قوات الأمن فى فض اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول، فيما جعل حظهم العثر عمارتهم مجاورة لمحطة البنزين التى يتخذها الإخوان بؤرة لاستهداف كل من يحاول الاقتراب من لجانهم الشعبية، مما أدى إلى انقطاع الخدمات عنهم. الإخوان استهدفوا عمارة «كريم»، منذ تحرك الأمن لفض الاعتصام، وحاولوا دخول العمارات السكنية عنوة، رغما عن سكانها، للاختفاء بها تحت تهديد السلاح، يسرد الشاب العشرينى تفاصيل الاشتباكات مع مؤيدى مرسى: «منذ الفجر، حاولت مجموعة من الرجال دخول العمارة ومعاهم شوم، لكن إحنا نزلنا ووقفنا فى وشهم وكنا مستعدين نموت كمان ولا إنهم يدخلوا بيوتنا، إحنا بنجاهد فى سبيل إننا ندافع عن مالنا وعرضنا وأرضنا». «أحمد» سارع للوقوف إلى جوار شقيقه «كريم» ومجموعة من جيرانهما، لتقسيم المهام وتأمين المداخل والمخارج، بعد أن اخترقت طلقات الرصاص الحى والخرطوش شرفات منازلهم، يقول أحمد: «لما نبقى واقفين وشايفين الرصاص بيعدى من فوقينا ده اسمه إيه؟ لما نبقى مش عارفين الطلقات اللى الإخوان بتضربها دى هتيجى فى عيل ولا ست من جيرانا وإحنا عزل برضه نعمل إيه؟». قسم السكان أنفسهم إلى مجموعتين، كما يؤكد «كريم»: مجموعة نزلت إلى الجراج لتأمينه وإغلاقه فى وجه الإخوان، والثانية كونت سلاسل بشرية أمام البوابة الأمامية «إحنا 30 شاب معناش إلا طوب وعصيان مقشات، غير كده مانملكش حاجة، بعدنا كل الستات عن الشقق اللى بتطل على الشارع وحجزناهم فى أوض هما والأطفال، ده غير إننا لا حد عارف يتصل بينا ولا نتصل بحد». «كريم» وصديقاه أحمد سامى ومحمود بدوى كرسوا وقتهم فى المهمة الأصعب التى يصفها الشاب ب«العملية الانتحارية»، وتتلخص فى تسليم أى فرد من أنصار المعزول «أى واحد بيحاول يقرب من هنا بنسلمه لقوات الأمن، أنا لوحدى سلمت 3 لقوات الأمن واتعاملوا معاهم بسلمية، لما هما رضخوا للأمر الواقع».