سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تكشف تفاصيل اجتماع «صلح الاتحادية» بين «الجنزورى» و«الكتاتنى» الرئيس فاجأ رئيس الحكومة باللقاء فى قصر الاتحادية قبل قرار عودة البرلمان ب48 ساعة لوأد الخلاف
لم يكن قرار رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بإعادة جلسات مجلس الشعب للانعقاد لحين إجراء انتخابات جديدة مفاجأة لرئيس حكومة تسيير الأعمال الدكتور كمال الجنزورى لتوقعه مثل هذا القرار قبل صدوره ب48 ساعة، ولذلك لم يكن للجنزورى أى رد فعل بعد صدور القرار -حسب مصادر مطلعة لمجلس الوزراء- سوى إجرائه اتصالا هاتفيا مع المشير حسين طنطاوى بعد صدور القرار، مساء أمس الأول، لمناقشة التداعيات الخاصة بعودة جلسات مجلس الشعب وطبيعة عمل الحكومة خلال الفترة المقبلة، وطالبه طنطاوى بالاستمرار فى مهامه وأن يعمل فى ضوء الموازنة الجديدة التى اعتمدها المجلس العسكرى لحين ظهور أية تطورات جديدة. وعلمت «الوطن» أن سبب توقع الجنزورى صدور قرار عودة البرلمان -حسب ما كشفته المصادر المطلعة بمجلس الوزراء- هو حضور الجنزورى جلسة مشتركة مع الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب العائد، دعا إليها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى فى قصر الاتحادية لمحاولة الصلح بينهما (الجنزورى والكتاتنى) بعيدا عن الرسميات، خاصة أن كلا الطرفين يحمل للآخر ضغائن بسبب الصراع الذى كان قائما بين البرلمان (قبل قرار حله) وبين الحكومة. وخرج الجنزورى من هذه الجلسة -التى استمرت ما يقرب من ساعتين- وهو مقتنع بأن قرار عودة البرلمان سوف يحدث وأن مرسى حاول أن يكسبه وحكومته الحالية فى صفه عند صدور القرار حتى لا يخلق أى صدام بين السلطة التشريعية العائدة والسلطة التنفيذية المتمثلة فى الحكومة حتى ولو كانت حكومة تسيير أعمال لأن أى خلاف سوف يؤثر على تنفيذ برنامج ال«100 يوم». وحول تفاصيل الجلسة والمؤشرات التى خرج بها الجنزورى وتوقعه صدور القرار، كشفت المصادر أنه فى تمام الساعة الثانية ظهرا وعقب أداء الجنزورى لصلاة الجمعة الماضية بالمسجد الملحق بالهيئة العامة للاستثمار (مقر الحكومة المؤقت) وبمجرد صعوده لمكتبه بالدور الثانى بمقر الهيئة للاطلاع على بعض شكاوى وطلبات المواطنين المقدمة لمجلس الوزراء دق جرس الهاتف المباشر بالمكتب وعلى الطرف الآخر أحد مسئولى الرئاسة ليطلب منه الحضور للقاء رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى دون اصطحاب أحد من وزرائه. توقع الجنزورى أن يكون الاجتماع ثنائيا لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بالموازنة فحمل معه بعض الأوراق الخاصة بهذا الأمر لعرضها على مرسى، واستقل سيارته قاطعا الطريق إلى قصر الاتحادية القريب من مقر الحكومة المؤقت.. وعند دخوله مكتب رئيس الجمهورية وجده مبستما ويقول: «عندى ليك مفاجأة يا دكتور». وبمجرد التفات الجنزورى إلى طاولة الاجتماعات الموجودة بالمكتب وجد الدكتور سعد الكتاتنى فى انتظاره. وقالت المصادر إن الجنزورى حرص على مصافحة ومعانقة الكتاتنى، وطلب منهما مرسى نبذ خلافات الماضى والبدء فى صفحة جديدة، وهو الأمر الذى وجد ترحابا من الطرفين (أصحاب الخصومة) وبدأت الجلسة الثلاثية بمناقشة بعض الأمور العامة فى مصر ولكن ما إن بدأ التطرق للحديث فى قضية تشكيل الحكومة الجديدة حتى نشب خلاف حاد فى الرأى بين الجنزورى والكتاننى. فبينما كان الجنزورى يعرض على مرسى اقتراحا بضرورة عدم التقيد بتمثيل القوى السياسية المختلفة فى الحكومة الجديدة والاعتماد فقط على أصحاب الكفاءات والتخصص حتى لو لم يكونوا من أصحاب الانتماءات السياسية حتى تدخل الكتاتنى قائلا: «جرى إيه يادكتور كمال.. إنت عايز ترجعنا لنظام مبارك تانى؟» وأضاف الكتاتنى موجها كلامه للجنزورى: «أظن يا دكتور أن مهمتك خلاص انتهت وسيب الرئيس يشوف النظام الأصلح لإدارة البلاد».. وهنا تدخل الجنزورى وبشكل حاد موجها حديثه للكتاتنى: «إنت بأى صفة تتحدث فى أمور الدولة؟ أوعى تكون لسه فاكر نفسك رئيس مجلس الشعب».. ليرد الكتاتنى «آه، أنا لسه رئيس البرلمان وكلها كام يوم وها تشوف». ولم يعلق الدكتور محمد مرسى على النقاش الحاد بين الجنزورى والكتاتنى سوى بمحاولته تهدئة الطرفين وأن الجلسة للصلح وليست للخلاف، ليستكمل الجنزورى حديثه بعد ذلك مع رئيس الجمهورية متجاهلا وجود الكتاتنى حتى انتهى الاجتماع.. وقبل مغادرة الجنزورى لمكتب الرئيس تعمد أن يصافح الكتاتنى بجفاء وتعمد ألا ينظر فى وجهه، وقال لمرسى: «سوف أحضر بعد غد الأحد ومعى عدد من الوزراء لعرض عدد من القضايا على سيادتكم». ولفتت المصادر إلى أنه بمجرد عودة الجنزورى إلى مكتبه مرة أخرى بالهيئة العامة للاستثمار كان لديه اقتناع بصدور قرار بعودة جلسات البرلمان.