واصل المحامون الموجودون أمام قسم أول مدينة نصر اعتصامهم لليوم الثانى أمس عقب اعتداء ضباط ومعاونى وأمناء شرطة القسم على 12 محامياً فجر الجمعة الماضى، وفتح المعتصمون طريق النصر بعد ساعات من الارتباك المرورى الذى تسبب فى نشوب مشادات وملاسنات مع عدد من المارة. وتوافد عدد من المحامين وأعضاء مجلس النقابة العامة والفرعية على مقر الاعتصام ومنهم إبراهيم إلياس مقرر اللجنة السياسية بالنقابة العامة، وزكريا رضوان أمين صندوق نقابة شمال القاهرة الفرعية، لمؤازرة الموجودين والتأكيد على مطالبهم التى حددوها بإيقاف ضباط ومعاونى قسم مدينة نصر عن العمل وإبعادهم عن القسم حتى يتم الانتهاء من التحقيقات. وتوجه المحامون الذين أصيبوا إثر الاشتباكات التى وقعت مع ضباط القسم إلى نيابة مدينة نصر للإدلاء بأقوالهم فيما حدث، وقال زكريا رضوان أمين صندوق محامى شمال القاهرة ل«الوطن» إن المحامين واثقون من تحقيقات النيابة والقضاء الذى سيعيد لهم حقوقهم، مشيرا إلى أن هناك بعض شهود العيان من المحلات والمقاهى سيدلون بشهاداتهم ودعم أقوال المصابين. وروى عدد من المحامين الذين كانوا موجودين يومى الخميس والجمعة الماضيين، بقسم أول مدينة نصر، ل«الوطن» تفاصيل الأزمة والاشتباكات التى وقعت بينهم وبين ضباط القسم، التى استمرت 9 ساعات بدءاً من الساعة 6.30 مساء الخميس، حتى 4 فجر الجمعة. قال المحامى محمد عبدالعزيز، إنه وصل قسم أول مدينة نصر، مساء الخميس الماضى لمقابلة أحد موكليه وعن إمكانية استجوابه فى النيابة المسائية أم لا، وسأل أمين الشرطة الموجود عن مصير موكله ولكنه لم يحصل على إجابة، وأوضح أنه رفع صوته عليه مفسراً: «عشان انتظرت لأكثر من ساعة ومش عارف أعمل إيه». وأضاف: «فوجئت بعد ذلك بحوالى 10 أو 12 فرد أمن تجمعوا حولى وضربونى بالأيدى والأرجل فى جميع أنحاء جسدى ومزقوا ملابسى بالكامل، مما دفع أهل المتهم للاتصال بوالدى الذى اتصل بدوره بزميلى محمد أبوالوفا، أمين عام مساعد نقابة شمال القاهرة، الذى وصل بعد ساعة تقريبا، هو وزميلنا خالد فودة، المحامى، وعدد من أعضاء مجلس نقابة شمال القاهرة، وتحدثوا مع الضباط وحاولوا احتواء الأزمة وحل الموقف، وأصروا على تحرير محضر بما حدث، مما أغضب أحد الضباط الذى أشعل الموقف مرة أخرى». وأشار عبدالعزيز، إلى أن الضباط احتجزوه و6 محامين، وضربوهم، قائلين: «أوعوا تكونوا فاكرينا انكسرنا بعد الثورة إحنا هنرجع تانى يا ولا ال...»، ثم وصلت سيارة إسعاف ونقلتهم إلى مستشفى بمدينة نصر، كما نقلوا 4 آخرين إلى مستشفى عين شمس التخصصى؛ لخطورة حالتهم. وقال محمد أبوالوفا، إنه فوجئ باتصال والد صديقه، وذهب للقسم مع محامين زملاء، وأبلغ لجنة الحريات بالنقابة الفرعية، وعند وصولهم للقسم وجدوا زميلهم محمد «فى حالة يرثى لها وكأنه واخد علقة موت». وأضاف: «حاولنا احتواء الأزمة؛ لكن الضباط رفضوا تحرير محضر بما حدث، واعتدوا بالضرب على ال12 محامياً الموجودين، وأصابونى بكدمات فى ظهرى، وأفقدوا أبوالعلا مكى، وكيل أمين عام النقابة الفرعية بشمال القاهرة، الوعى، فحمله عدد من المحامين ونقلوه للمستشفى لإسعافه، بعد وصول وكيل المباحث الذى حاول تهدئة الموقف وأوقف الضرب عنا». وأشار إلى إصابة كل من هيثم فرج ومحمد شوقى المحاميين، بارتجاج فى المخ، وهما موجودان فى العناية المركزة حتى الآن تحت الملاحظة، وإصابة المحامى خالد فودة، فى إحدى عينيه، وإصابة المحامى إسماعيل عطية فى وجهه، وإصابة المحامى عبدالصابر السمانى، بكسر فى الضلوع والظهر. وقال إسماعيل عطية، المحامى، إنه وصل مع زميليه أحمد زكى وخالد فودة، من أعضاء اللجنة النقابية، للقسم لمحاولة احتواء الأزمة ولكن الضباط رفضوا تحرير محضر أو عرض محمد عبدالعزيز على الطب الشرعى لإثبات الإصابات، وأضاف: «حوالى 100 من ضباط ومعاونى وأمناء شرطة القسم، أغلقوا القسم علينا وضربونا بظهر البنادق والمسدسات والأحزمة والجنازير، وأصابونى فى وجهى بجرح قطعى يحتاج للتقطيب، ولولا إغماء زميلنا أبوالعلا مكى، وحملنا له للخارج، ما تمكنا من الخروج، إلا إنهم ظلوا محتجزين حوالى 5 محامين ومنهم محمد عبدالعزيز. وأشار المحامى أحمد زكى إلى أنه فوجئ بإغلاق باب القسم عليهم وحبسهم بالداخل، قائلاً: «انهالوا علينا بالضرب بالشوم والسلاح وأصبت فى ذراعى، فيما قال عبدالجواد أحمد، وكيل محامى شمال القاهرة، إن الضباط رفضوا خروجنا من القسم لتحرير محضر بالمديرية وانهالوا علينا بالضرب والسباب والإهانات، واستنكر عبدالجواد عدم توجيه مساعد الحكمدار، الذى كان موجودا لحظة الضرب أية تعليمات للضباط بالتوقف، فضلا عن منعه للمحامين لاستخدام تليفوناتهم للاستغاثة بزملائهم أو طلب سيارات للإسعاف. وأوضح عبدالجواد، أن النقابة مجتمعة على مدار الساعة ولن نفرط فى حقوقنا ولن نفض اعتصامنا حتى تحقيق جميع المطالب التى أعلناها مشيرا إلى أن استمرار سياسة الشرطة سيؤدى إلى اندلاع ثورة جديدة.