شارك عدد من رموز النخبة المصرية فى ندوة نظمتها جريدة «الوطن» عقب حفل إفطارها السنوى، أمس الأول، لطرح رؤيتها للبناء والنهوض بمصر الجديدة، التى تبدأ بالمواطنة ونبذ العنف وتمتد إلى المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، والتصدى لكل من يحاول العودة بها إلى الوراء. وأشاد الحضور بالدور الوطنى والداعم ل«ثورة 30 يونيو» الذى قامت به جريدة «الوطن» على مدار العام الماضى، وصمود العاملين بها أمام سيل التهديدات التى تعرضوا لها. «هى دى مصر اللى نعرفها وتربينا فيها»، قالها الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، ممثلاً عن علماء الأزهر، فى إشارة إلى تنوع الحضور وتمثيلهم جميع أطياف المجتمع، متوجهاً إلى الله بالدعاء بأن يوحد كلمة المصريين ويؤلف بين قلوبهم. واستنكر ما كان يحاك بمصر من محاولات لتقسيمها ونشر الفرقة بين شعبها، قائلاً «نحن لا نعرف نموذج الكراهية الذى كان يراد لنا والعنف والقسوة التى بدأت تظهر على بعض أصحاب المصالح الضيقة، ولا من أين جاءوا بكل هذا الحقد الأسود، ونحمد الله على إزالة الغمة ورفع البلاء عنا، مطالباً الحضور بعدم الخوف أو اليأس والتقصير لأن المشوار ما زال طويلاً ولا بد أن تظل أيدينا متشابكة معاً، حتى تصل مصر إلى مكانتها الطبيعية فى صدارة دول العالم. وتابع جمعة: «مستمرون فى البناء والعطاء والحب حتى نبنى بلدنا الحبيب بالعقول النيرة والمنفتحة التى تعرف كيف تخدم مصر وتعيش من أجلها»، موضحاً أن ذلك يحتاج إلى تكاتف الجميع بالحب والرحمة وليس على قلة الأدب والتعصب الدينى. واتفق الدكتور حسام الدين فرفور عضو هيئة كبار علماء الشام، مع مفتى الديار المصرية السابق فى أننا بحاجة إلى وحدة المجتمع، وقال «لسنا بحاجة إلى متوافقين منافقين أو مختلفين متنافرين، وإنما نحن بحاجة إلى ديمقراطية فكرية ودينية وسياسية وهو ما يسمى فى الإسلام: الشورى». ووجه الشيخ خالد الجندى، الداعية الإسلامى، رسالة إلى الحضور من رجال الأعمال العاملين فى صناعة الإعلام، قائلا «من العيب ألا توجد فى مصر قناة إخبارية تعمل على مدار الساعة، ما يجعل المواطن المصرى يلجأ إلى قناة الجزيرة التى وصفها بالصهيونية، لتقوم ببث سمومها يومياً، كل ما نحلم به سوف يتعطل ولن ينفع أى مجهود لنا لأن هذه القناة تشحن الناس دائماً بغير الحقائق والتحريض على مصر، ومواجهتها تتطلب إنشاء قناة إخبارية قوية تستطيع أن تنافس هذه القناة، وهو ما رحبت به الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، مشيرة إلى مشروع تحويل قناة «صوت الشعب» إلى قناة إخبارية مصرية باسم «مصر مباشرة» تعمل على مدار 24 ساعة. وفيما يتعلق بقناة الجزيرة أكدت وزيرة الإعلام أنها قناة استباحت الشارع المصرى، وسوف يتم التصدى لها وفقاً للقانون المصرى. وشارك ممثلو الكنائس المصرية الثلاث، الإنجيلية والكاثوليكية والأرثوذكسية، فى ندوة «الوطن» وتحدثواعن ضرورات المرحلة المقبلة، وما تمر به مصر من أحداث، وقال الأنبا بولا، أسقف طنطا ممثلاً عن الكنيسة الأرثوذكسية، إن دعوة «الوطن» لرموز النخبة المصرية «تتسم بالشمولية لجمعها بين مائدة الإفطار والجلسة الفكرية» وتسهم فى الترابط بين المسلمين والمسيحيين خصوصاً أنها فى شهر رمضان الذى يعتبر مناسبة دينية طيبة عند المسلمين، يعيش فيها المجتمع المصرى حالة من التكافل فى كل مكان، مستشهداً على ذلك بقيام مجموعة من الشباب المسلم بإيقاف سيارته وقت أذان المغرب أثناء سفره من القاهرة إلى طنطا وتقديم الطعام والمياه له. وقال الأنبا «بولا» إنه يتمنى أن تستعيد مصر باقى أبنائها الذين يمثلون أحد ألوانها وتركيبتها الجميلة بهذه الشفافية والنقاء، «لكن لانستطيع الآن القول أمام العالم إن ألوان الطيف المصرى بنفس ألوان الحضور، لأنه ينقص ألوان بعينها، حتى تكتمل كل الألون، وهذا اللون تقوقع داخل صدفة شديدة التحجر. من جانبه، شبه الدكتور القس صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية، المرحلة الحالية ب«المخاض» المصحوب بالألم د ائماً. كما أكد أنطوان رفيق جرش، رئيس المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية، أن الظروف السيئة التى تمر بها مصر فى وقت الأزمات والمحن تزيدها قوة ولمعاناً، فعندما نضع «الذهب» و«التبن» فى النار يحترق التبن بينما يزداد الذهب لمعاناً وبريقاً، وهو ما يحدث مع مصر وتكرر مع جريدة «الوطن» التى تعرضت للاعتداء وتم حرق مقرها، لكنها أصبحت أكثر انتشارا وقوة.