كشفت مصادر رفيعة ل«الوطن»، كواليس لقاء وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، مع مساعد وزير الخارجية الأمريكى، وليام بيرنز، الذى استمر قرابة الساعتين وحضرته السفيرة آن باترسون. قالت المصادر إن «بيرنز» أعرب عن قلق بلاده البالغ إزاء الأحداث والعنف الذى تشهده مصر، وإمكانية أن تخرج سيناء عن السيطرة، مؤكدا أن الجيش أصبح طرفا فى المعادلة السياسية. وأوضح الفريق السيسى، حسب المصادر، أن القوات المسلحة تدخلت لحماية الإرادة الشعبية، وأنه شخصيا وجه رسائل عديدة للرئاسة وللمسئولين لتفادى حالة الانقسام داخل البلاد، ولكن لم يستجب أحد، مؤكدا أن المؤسسة العسكرية غير راغبة فى السلطة كما يردد البعض كذبا. وقال وزير الدفاع ل«بيرنز»: «إن عقيدة القوات المسلحة المصرية غير انقلابية، ولا تنقلب على الشرعية ولكنها تعمل وفقا لإرادة الشعب، ووفقا لرغباته وتعلى مصلحة مصر العليا فوق أى اعتبار». وطمأن «السيسى» المسئول الأمريكى، بأن القوات المسلحة قادرة على السيطرة على الأوضاع فى سيناء، وتدرك خطورة الموقف، ولن تسمح بتهديد دول الجوار مهما حدث، ولكن أيضاً لن تسمح لفئة بتهديد المواطنين وترويعهم، ولدينا من الإمكانيات والقوات ما يمكننا من ردع كل من يهدد أمن مصر وشعبها. وعبر «السيسى» ل«بيرنز» عن غضبه من الاتصالات التى تجريها واشنطن مع قيادات النظام السابق، وقال إن هذا الأمر يشعل الأحداث، ويحدث فجوة فى العلاقات بين البلدين، مطالبا الإدارة الأمريكية بأن تتفهم التطورات الأخيرة فى مصر، دون فرض رؤية أو تدخل فى الشأن المصرى. وعندما تطرق مساعد وزير الخارجية الأمريكية إلى المساعدات العسكرية، قال الفريق السيسى: «المعونة العسكرية لا تشغلنا كثيرا، والحديث عن تهديدنا بقطعها يضر بالعلاقات بين البلدين». وتطرق «بيرنز» للمحتجزين السياسيين، ومنهم الرئيس المعزول محمد مرسى وطريقة معاملتهم، وتحدث عن الإفراج عنهم بشكل مباشر. وذكرت المصادر أن الفريق السيسى رد بقوله: «الإجراءات التى اتخذت تجاه الرئيس السابق محمد مرسى احترازية، أما بقية المقبوض عليهم فقد تم ضبطهم وفق قرارات قضائية، والمؤسسة العسكرية ولا أى جهة فى مصر يمكن أن تتدخل فى أعمال القضاء من قريب أو بعيد، والسيد مرسى يعامل بطريقة محترمة للغاية، لأن قيم ومبادئ المؤسسة العسكرية لا تسمح بغير ذلك، عكس ما يردد البعض فى محاولة لتشويه صورة المؤسسة العسكرية». وطالب المسئول الأمريكى بوقف اتخاذ إجراءات تعسفية ضد جماعة الإخوان وقياداتها، فرد «السيسى»: «القوات المسلحة ليست ضد أحد ولم تقم بإجراءات استثنائية ضد أحد وليس هناك إجراءات تعسفية ولن يكون هناك إقصاء، وطالبنا الجميع بالمشاركة فى الحياة السياسية، ولكن فى الوقت نفسه لن نسمح بتهديد الأمن القومى. من جهتها طالبت السفيرة الأمريكية آن باترسون بالسماح للمنظمات الحقوقية وغيرها بزيارة مرسى ومستشاريه وقادة الإخوان المحبوسين احتياطيا.