كشفت دراسة استشرافية لمنظمة "فاو"، عن أن أسواق السلع الغذائية العالمية أظهرت توازنا جيدا، بفضل إمدادات القمح والذرة وانتعاش إنتاج منتجات البذور الزيتية. وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة، انخفاض إنتاج القمح بنسبة 2.2% على مستوى العالم على أساس سنوي، يقابله ارتفاع بنسبة 1.4% في إنتاج الذرة عالميا، تقوده دول أمريكاالجنوبية وجنوب إفريقيا وزيادة بنسبة 0.7% في إنتاج الأرز العالمي. ورغم أن التوقعات لإجمالي إنتاج العالم من الحبوب، تشير إلى انخفاض بنسبة 0.5%، لتصل إلى مليوني و594 ألف طن، خفضت "فاو" توقعاتها لاستخدام الحبوب عالميا في مايو إلى مليونين و584 ألف طن، مع توقعات بانخفاض الطلب بنسبة إلى الإنتاج، فإن مخزونات الحبوب تتجه إلى أن تصل إلى 703 ملايين طن بنهاية مواسم 2018، بارتفاع هامشي عن المستوى العالمي المتوقع لهذا العام. وتوقعت الدراسة، أن يؤدي ارتفاع أسعار الشحن وزيادة حجم الواردات إلى ارتفاع فاتورة واردات الأغذية عالميا، إلى أكثر من 1.3 تريليون دولار هذا العام، أي بزيادة 10.6% مقارنة مع العام 2016. ولفتت الدراسة، إلى أن تكاليف استيراد الأغذية تتجه إلى الدول الأقل تطورا، وبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، ودول إفريقيا جنوب الصحراء، إلى الارتفاع بوتيرة أسرع بسبب ارتفاع حجم وارداتها من اللحوم والسكر والألبان ومنتجات البذور الزيتية. وبحسب الدراسة، فمن المتوقع أيضا ارتفاع تكاليف استيراد جميع فئات الأغذية باستثناء الأسماك، نظرا لأن قطاعات تربية الأحياء المائية المحلية تلبي بشكل متزايد الطلب المحلي الذي يتزايد في العديد من الدول النامية. وارتفع المؤشر العالمي لأسعار الغذاء للمرة الأولى منذ 3 أشهر في مايو، حيث بلغ معدل مؤشر "فاو" لأسعار الأغذية الذي صدر اليوم كذلك 172.6 نقطة خلال الشهر، أي بارتفاع بمعدل 2.2% عن أبريل وبنسبة تصل إلى 10% عن مايو 2016. ويراقب مؤشر "فاو" لأسعار الأغذية، متوسط أسعار التبادل التجاري في الأسواق العالمية ل5 مجموعات من السلع الغذائية الرئيسية، وهي الحبوب والزيوت النباتية والألبان واللحوم والسكر، وتم الإبلاغ عن ارتفاع الأسعار في مايو لجميع المجموعات باستثناء السكر. وقدمت "الدراسة الاستشرافية للأغذية"، توقعات جديدة لأسعار السلع الغذائية الرئيسية، التي يبدو أن الإمدادات لها جميعا متوفرة بشكل جيد على المستوى العالمي، رغم وجود تفاوتات على المستويين الإقليمي والوطني. ومن المتوقع أن تبقى أسعار القمح في الأسواق العالمية مستقرة، بخاصة خلال النصف الأول من الموسم، بينما سيؤدي إنتاج الحبوب الخشنة بمستوى شبه قياسي، إلى الإبقاء على التنافس قويا بين كبرى الدول المصدرة لها، وكذلك فإنه من المتوقع أن تبقى إمدادات الأرز وافرة رغم احتمال انخفاض الاحتياطيات، نظرا لأن بعض المصدرين خفضوا مخزوناتهم العامة. وتوقعت الدراسة أن يزداد إنتاج البذور الزيتية بشكل كبير، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق خلال 2016/2017، بفضل مستويات المحاصيل غير المسبوقة من حبوب الصويا، ما يساعد على إعادة تغذية المخزونات العالمية من الحبوب، وتشير أولى الدلائل إلى سوق جيد الإمدادات كذلك في العام 2017/2018، ما يؤثر على الأسعار بشكل أكبر. كما توقع التقرير، ثبات نمو الإنتاج العالمي من اللحوم للعام الثالث على التوالي لأسباب عدة، أهمها الانخفاض المتوقع في إنتاج اللحوم بالصين التي يتوقع أن تزيد من وارداتها من الولاياتالمتحدة والبرازيل. على جانب آخر، يتوقع ارتفاع إنتاج الحليب بنسبة 1.4% في 2017، مدفوعا بالتوسع السريع في إنتاج الحليب في الهند. كما قدمت "الدراسة الاستشرافية للأغذية"، تحليلا لتأثير السيولة على ارتفاع وانخفاض أسعار السلع خلال العشرين عاما الماضية، وخلُصت إلى أن ظروف الائتمان المالي العالمية أثرت على الأسعار المعيارية للذرة وحبوب الصويا والقمح.