لا يقل موقف رجال الشرطة يوم الثلاثين من يونيو الماضى بسالة وجسارة وبطولة عن يوم 25 يناير 1952، هؤلاء الرجال الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم وتعرضوا لضغوط شديدة القسوة تارة من مؤسسة الرئاسة، وتارة من مكتب الإرشاد لتغيير موقفهم لكنهم رفضوا وصمموا على وقوفهم بجوار شعبهم العظيم واحتضنوا الشعب ودافعوا عنه دفاعاً نبيلاً شريفاً أعاد للشعب المصرى حبه وثقته واحترامه لرجال الشرطة الشرفاء. إن وقوف رجال الشرطة وتأييدهم لبيان القوات المسلحة يؤكد حرصهم الشديد على الحفاظ على الشعب دون انقسام، وتفانيهم فى القبض على شحنات الأسلحة التى حاول المخربون والقتلة تهريبها لقتل الثوار والمواطنين المصريين هو وسام على صدرهم لحمايتنا من القتلة الفجرة. إن خروج رجال الشرطة الشرفاء وانضمامهم إلى مسيرات الشعب الرافضة لحكم الإخوان دون اعتراض قيادتهم لتعبير أكيد على أن أعمال القتل والبطجة التى تمت بعد أحداث ثورة 25 يناير ليست من صناعتهم لكنها من صناعة القتلة المأجورين من حماس والجهاديين المرتزقة الذين قتلوا أبناء مصر، فلماذا لم نسمع يوم 30 يونيو وما بعدها عن أحداث قتل أو هتك عرض أو اغتصاب أوسرقة وظهر الشعب المصرى أمام العالم بصورة حضارية لم تحدث فى تاريخ البشرية؟ لأن الطرف الثالث المأجور بينهم قد اختفى عن الساحة وظهرت الشرطة المصرية كأنبل ما يكون. تحية تقدير واحترام وإجلال لرجال القوات المسلحة الشرفاء وتحية إجلال وتقدير واحترام لرجال الشرطة الأوفياء الذين عادوا إلى حضن الوطن والشعب نلفهم بحبنا ويشملوننا برعايتهم وأمنهم فى طريق واحد إلى النصر وعودة مصر إلى حضن شعبها الأبى، وتحية إلى شعب مصر العظيم واستمروا ولا تخافوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون والكلمة الأخيرة للشعب. وأخيراً نداء إلى الفريق السيسى واللواء محمد إبراهيم: هذا الشعب الأعزل من السلاح، سوى سلاح الثقة فيكما، هو أمانة فى عنق كل منكما، «أمنه، وسلامته، وعرضه، وشرفه» فى رعايتكما وكنفكما مهما كلفكما حتى لو كان الثمن روحيكما، فهما فداء لهذا الشعب، واعلما أنكما ورجالكما قد دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه فخراً وعزة وشهامة، نحن أمانة فى رقابكم جميعاً، ونهيب بكم جميعاً أن تحافظوا علينا وعلى أرواحنا ونسائنا وأولادنا من هذه الفئة الباغية التى تهددنا وتتوعدنا بالقتل والتكفير، الشعب كله يحيط بكم من كل جانب، واعلموا أن هذه الأمانة ستسألون عنها أمام الله، ونحن نثق فيكم جميعاً وفى وطنيتكم وأخلاقكم، والله الموفق.