تشهد المنطقة العربية أحداثا متسارعة، خلال الساعات الماضية، حيث أعلنت 6 دول عربية، أمس، قطع علاقاتها الدبلومسية مع قطر، لدعمها جماعات إرهابية، وهي: السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين، وليبيا، واليمن، وأمهلت البعثات الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرتها، واتخذت إجراءات مشتركة ضد قطر بعد إعلان القرار مباشرة، أبرزها إغلاق المنافذ البحرية والجوية خلال 24 ساعة. فيما سارعت الكويت إلى إجراءات وساطة بإرسالة رسالة لأمير قطر تميم بن حمد تدعوه فيها لتهدئة الأوضاع والمطالبة بعدم التصعيد، حيث يقوم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت بإجراء زيارة مرتقبة اليوم للسعودية. لم يتوقف صدى تلك الأزمة بالمنطقة العربية فقط، وإنما امتد إلى باقي دول العالم، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن "الإكراه ليس هو الحل أبدا"، داعيا إلى تسوية بين الأطراف عبر الحوار، وغرد على حسابه في "تويتر": "الإكراه ليس حلا أبدا، الحوار أمر حتمي، خاصة، في شهر رمضان الكريم"، مشيرا إلى أن "الجيران دائمون ولا يمكن تغيير الجغرافيا". كما أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان لبحث الأزمة القطرية، ودعا الرئيسان جميع الأطراف المعنية إلى الحوار حفاظا على الاستقرار في منطقة الخليج. وأعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، لنظيره القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، في اتصال هاتفي بينهما، عن قلقه إزاء نشوء بؤرة توتر جديدة داخل العالم العربي، وقالت الخارجية الروسية في بيان صدر بخصوص المكالمة الهاتفية بين الوزيرين الروسي والقطري، إن مسألة تصعيد العلاقات بين دولة قطر وعدد من الدول العربية تصدرت المكالمة، التي جاءت بطلب من الجانب القطري، مشددا على ضرورة تسوية الخلافات القطرية الخليجية عبر الحوار، على أساس الاحترام المتبادل، خاصة، في وجه التهديدات غير المسبوقة من حيث طبيعتها، وعلى رأسها التهديد الإرهابي. ومن ناحيتها، أكدت دانا شيل سميث، السفيرة الأمريكية في الدوحة دعم واشنطن للجهود القطرية في مكافحة الإرهاب، داعية المواطنين الأمريكيين الموجودين في البلاد إلى "البقاء متيقظين". ومن خلال ردود الفعل المتعددة، يرى السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريح ل"الوطن"، أن أمريكا ستسارع بالتدخل لحل الأزمة خاصة لكونه يحتوي على عنصر مفاجأة ضخم، بينما ستكتفي روسيا بالتصريحات لاحتواء الأمر فقط، مرجحا أن تنضم لهم بنفس الموقف، دول أخرى. فيما أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه يتضح أن الإعلام الغربي يميل إلى تأييد وجه النظر القطرية ويتحامل ضد الموقف السعودي والمصري، بينما من الناحية الرسمية تدعو كافة الدول لحل الأزمة وتوسيتها، خاصة للتأييد الضخم للوساطة الكويتية التي تسعى لحل الأزمة. ورجح هريدي عدم التدخل الأوروبي والأمريكي لحل الأزمة في حال عدم نجاح الوساطة الكويتية، حيث سيكون الفيصل هو التوقف عن تمويل جماعات الإسلامي السياسي من جانب قطر. وأيده في الرأي نفسه، السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بعدم التدخل الأجنبي لتسوية الأزمة، خاصة أن الولاياتالمتحدة تسعى لضم قطر بشكل أكبر لها، فضلا عن أن روسيا لا تتدخل في تلك الأزمات الدولية، حيث إن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية "صعب للغاية"، على حد وصفه، ويعني ذلك أن تلك الدول وصلت لنهاية مداها مع قطر، بحسب قوله. وأضاف الصفتي أن السياسات التي اتبعتها قطر في الأونة المؤخرة جعلتها "منبوذة" من الدول العربية الشقيقة، فضللا عن إثار استياء دول أخرى، قائلا إنه بذلك أصبح "لا توجد دولة يهمها إنقاذ قطر من هذا المأزق"، على حد قوله.