قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق القيادى بجبهة «الإنقاذ»، إن الموقف الحالى للإدارة الأمريكية سيتصاعد إلى أن يصل إلى رفع الغطاء السياسى عن نظام الرئيس محمد مرسى، وأضاف: «بطبيعة الحال المتغطى بأمريكا عريان»، ووصف رد الفعل الأمريكى على التطورات السياسية التى تشهدها مصر بالأمر المتوقع، مؤكداً أن تصاعد الموقف الأمريكى تناسب طردياً مع الواقع على الأرض، وأنه كلما تغير الوضع على الأرض وأصبح فى صالح المتظاهرين ضد النظام فإن الموقف الأمريكى لا بد أن يتصاعد. وقارن «العرابى» بين موقف الإدارة الأمريكية حاليا وموقفها من ثورة يناير، وقال: «تدرج الموقف الأمريكى بداية من الدعوة لتهدئة الأوضاع، وضبط النفس ثم مطالبة مبارك بالرحيل بعد سقوط عشرات الشهداء واستمرار المظاهرات». وعن إمكانية مطالبة «أوباما» ل«مرسى» بالرحيل صراحة، قال «العرابى»: «ستكون مطالبة ضمنية، وليس بهذه الحدة ولكن ممكن يكون فيها إيحاء قوى بأنه آن الأوان لإجراء تغيير جذرى وفورى فى مصر يستجيب لمطالب الشعب والمعارضة، وبالطبع هذه المطالب تتمثل فى رحيل الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة»، وأكد أن الولاياتالمتحدة تعتبر أن «الإخوان» سقطوا معنوياً منذ فترة طويلة خاصة منذ الإعلان الدستورى الذى قسم الشعب، وأضاف: «الولاياتالمتحدة تدعم الديمقراطية، والمسار الديمقراطى، وحقوق الإنسان، ولكن منذ زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى لمصر باتت لديهم قناعة أن نظام مرسى لا يؤمن بالديمقراطية بشكل كامل، وأن الإخوان اختصروا الديمقراطية فى الانتخابات ونتائج الصندوق، ولذلك لا يجدون أن مرسى ملتزم بالديمقراطية بل يمارس ديكتاتورية ضد المعارضين»، أما فيما يتعلق برعاية الإخوان للمصالح الأمريكية، اعتبر «العرابى» أن نظام الإخوان راعى المصالح الأمريكية فى المنطقة لكن إذا حدثت فوضى كاملة فى مصر فهذا يهدد مصالحها، ما سيدفعها للتخلى عنه. ويرى «العرابى» أن تغير موقف أمريكا ببطء يمكن أن يفقدها مصداقية دورها وموقفها، خاصة إذا صمتت كثيراً قبل إبداء موقف أقوى يطالب النظام بالاستجابة للشعب، مستدركاً: «لكن لا توجد عاطفة فى السياسة والولاياتالمتحدة تتحرك ببرجماتية وفق مصالحها وهى دولة كبيرة ولا يمكنها التسرع فى حسم موقفها». وقال نبيل فهمى، سفير مصر الأسبق فى واشنطن، إن الموقف الأمريكى تغير بالفعل واستجاب لرأى الشارع المصرى، وأضاف أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يتابع الموقف جيداً فى مصر، ويدرك جيداً أن الكلمة الأولى والأخيرة للشعب المصرى، وأن الولاياتالمتحدة ستراقب الموقف جيداً طوال الساعات المقبلة لاتخاذ القرار المناسب فى إحداث التغيير الذى تؤيده الولاياتالمتحدة.