سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمال الشاعر: لن أعود للتليفزيون قبل رحيل «عبدالمقصود».. وغداً لناظره قريب رئيس معهد الإذاعة والتليفزيون ل«الوطن»:«ماسبيرو» يخضع لمحاكم التفتيش.. وأخونة ناعمة
«إدارة التليفزيون أصدرت فرماناً بإيقاف برنامج (كلم مصر) لأن الحديث لم يعجب الإدارة المسئولة بماسبيرو ولم يعجب وزير الإعلام ولا المتأخونين بالتليفزيون، وأنا أسجل احتجاجى وأرفض أن يعامَل مذيع أو إعلامى أو مواطن مصرى بهذا القمع.. تحملنا عاما كاملا من الجنون الإعلامى والآن نصل لهذا القمع على الهواء مباشرة».. بتلك الكلمات النارية أعلن الإعلامى جمال الشاعر استقالته من التليفزيون المصرى عقب تاريخ حافل امتد لأكثر من 20 عاما. «الشاعر» قال فى حواره ل«الوطن»: إن «ماسبيرو» يعانى منذ عام من محاكم التفتيش والتدخل السافر فى البرنامج، وإن صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، يحرك الأحداث من خلال قفازات يرتديها فى يديه ويمارس أخونة ناعمة لماسبيرو تحت مسمى الرأى والرأى الآخر، مؤكداً أن قرار استقالته نهائى ولا رجعة فيه حتى إقالة الوزير الإخوانى الذى احتل هو وعشيرته ماسبيرو ولم يكترث لأموال الشعب ولا كرامته. * ما الأسباب التى دفعتك لتقديم استقالتك على الهواء مباشرة؟ - أثناء تقديم الحلقة الأسبوعية من برنامج «كلم مصر» التى استضفت فيها ممثل الجالية المصرية بأوروبا وممثلها فى الوطن العربى واثنين من أساتذة القانون بأكاديمية السادات، فوجئت بمخرج البرنامج يبلغنى أن الإدارة تطالبنى بختام الحلقة قبل انتهاء وقتها الفعلى ب35 دقيقة، وحين حاولت الاستفسار أكدوا لى أن الفرمان صدر ويجب ختام البرنامج فورا؛ لأن الحديث ليس على هواهم؛ لذا لم أجد أمامى بدا سوى احترام المشاهدين ودافعى الضرائب ممولى التليفزيون الإخوانى وكشف حقيقة ما يحدث أمام الجميع. * وما طبيعة الحديث التى استفز قيادات ماسبيرو بتلك الطريقة؟ - أقسم بالله إن الحديث كان فى غاية الود والاحترام وكنا نتحاور حول حقن دماء المصريين فى 30 يونيو وكان الكلام يسير حول عدم تقدير البعض لخطورة التعبير الذى يتهم شعبا بأكمله بأنه فاسد أو فلول، وبأمانة شديدة كانت هناك نية طيبة من قِبل الموجودين بالبرنامج لإيصال رسالة إلى المسئولين تطالبهم بتقدير فداحة الموقف وأن هناك كلاما يستحقر المواطنين ويهينهم ويزيد الموقف اشتعالا، لكن يبدو أن القيادات تصر على أن تبقى الصورة بدائية للتليفزيون. * وهل تلك المرة هى الأولى التى يتدخل فيها المسئولون لتوجيه البرنامج على الهواء مباشرة؟ - للأسف تم تغيير جميع ضيوف حلقة الأسبوع الماضى قبل الحلقة بساعات؛ لأنهم ليسوا على هوى القيادات الحاكمة بالمبنى العريق وتم إلغاء حلقة الأسبوع الذى سبقه عقب اعتذار وزير الثقافة الذى رفض الظهور قبل ساعات من بداية البرنامج بسبب استضافة الأديب وجدى زيد والدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيسة دار الأوبرا السابقة مفجرة الأزمة، بالرغم من علمه أن تلك طبيعة البرنامج: وجود الطرف والطرف الآخر، واللافت أن فتحى شهاب، رئيس لجنة الثقافة بمجلس الشورى، اعتذر هو الآخر فى حالة من العنجهية السياسية غير المسبوقة وكأن وظيفته أن يطبطب على الوزير لا أن يمثل الشعب الذى هو عضو ب«الشورى» بالنيابة عنه وكان القرار أن تستكمل الحلقة بباقى الضيوف، إلا أن الأيدى الخفية تدخلت وقامت بإلغاء الحلقة. * تتحدث عن أيدٍ خفية تتخذ القرارات بماسبيرو! - منذ عام يعانى ماسبيرو محاكم التفتيش والتدخل السافر فى البرنامج، بالإضافة إلى القيادى الإخوانى حسن مالك الذى كان يفرض شروطه مسبقا، وفى إحدى الحلقات كنت أستضيفه هو والدكتور على لطفى، رئيس وزراء مصر الأسبق، وخرج يهددنى قائلا: «الموضوع ده مش هيعدى ولازم نتحاسب». فقلت له إنه من الطبيعى أن يكون هناك جدال مع تيارات أخرى فى الدولة غير التيار الحاكم، فردّ بأن رئيس تحرير البرنامج لم يخبره ولم يتفق معه على هذه الطريقة، بالإضافة إلى رفض القيادى الإخوانى الدكتور محمد البلتاجى فى إحدى الحلقات الجلوس مع الضيوف وطلب وقتا خاصا به بعيدا عنهم. * من مصدر القرارات التى تعيق عمل البرنامج: رئيس القناة أم الوزير؟ - برنامجى له وضعه وتاريخه، وجميع العاملين به قامات قديرة تعمل بالتليفزيون قبل دخول صلاح عبدالمقصود مجال الإعلام، ورئيس القناة لا يستطيع اتخاذ مثل تلك القرارات ولا حتى رئيس التليفزيون، ووزير الإعلام بغاية الذكاء ويحرك الأحداث من خلال قفازات يرتديها فى يديه ويمارس أخونة ناعمة لماسبيرو تحت مسمى الرأى والرأى الآخر، وإن تليفزيون الشعب يجب أن يستضيف جميع تيارات الشعب، وهى المقولة المطاطة الموضوعة كالسيف على رقاب الإعلاميين؛ لذا فإن الإخوان أصبحوا ضيوفا دائمين على تليفزيون الشعب، والمثير للسخرية أن تلك المقولة لا تطبق على البرامج التى تستضيف الإخوان بمفردهم؛ ففى تلك الحالة يصبح الشعب هو الإخوان. * تحدثت فى بيان استقالتك عن عام من الجنون الإعلامى الذى تحمله الإعلاميون بالتليفزيون المصرى، فما مظاهر هذا الجنون؟ - انحياز تام للأهل والعشيرة وأخونة ناعمة وإهدار لكرامة الإعلاميين المصريين وتحول المبنى العريق لإقطاعية لا تلتزم بالقوانين ولا الأعراف، تسير حسب الأهواء. * وهل قرار إنهاء الحلقة مبكراً يستدعى تقديم استقالتك بتلك الطريقة غير المسبوقة وإنهاء تاريخك الإعلامى بالتليفزيون المصرى؟ - تصرفى كان نتيجة تراكم من الغضب والسخط على القرارات العجيبة التى شهدناها فى الآونة الأخيرة، وقرارى لا رجعة فيه حتى إقالة الوزير الإخوانى الذى احتل هو وعشيرته ماسبيرو ولم يكترث لأموال الشعب ولا لكرامته، وأود أن أقول له: «إن غدا لناظره قريب».