اتهم تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الشرطة اللبنانية اليوم بتعذيب واغتصاب متعاطي المخدرات والعاهرات والمثليين الذين تحتجزهم. وذكرت المنظمة أنها اكتشفت حالات أجبرت فيها الشرطة محتَجَزين على اتخاذ أوضاع مؤلمة عدة ساعات، ما أدى لإصابتهم بخلع للأكتاف وكسر في الأسنان وعظام الأنف، ومنعت عنهم الطعام والشراب واستخدمت معهم ممارسات جنسية عنيفة. وأُعد التقرير بناء على مقابلات مع 50 شخصا اعتقلوا خلال السنوات الخمس الماضية بتهم تعاطي المخدرات أو الدعارة أو المثلية الجنسية. وتحدثت لاما فقيه الباحثة في "هيومن رايتس ووتش" خلال مؤتمر صحفي في بيروت عقب نشر التقرير، مؤكدة أن "التقرير جزء من العمل، ويتضمن تفاصيل التعذيب وسوء المعاملة في قرابة 12 مركزا للاحتجاز ومخفر للشرطة في أنحاء البلد". وجاء في التقرير أن 23 شخصا أُجريت معهم مقابلات ذكروا أن الشرطة انتزعت منهم اعترافات من خلال الإكراه البدني والعقلي، وأن بعضها لم يكن صحيحا، فيما قال آخرون إنهم اغتُصِبوا أثناء احتجازهم واضطروا لممارسة الجنس مقابل بعض المزايا، مثل السجائر أو الطعام أو التساهل في تقرير الشرطة. وقالت لاما فقيه إن "أنواع الإساءات شملت الضرب بهراوات وعصي والإجبار على الاستماع لصراخ أشخاص آخرين يعذَّبون والحرمان من المساعدة الطبية، ومع النساء المحتجزات شملت الاعتداءات الجنسية بعض وقائع الاغتصاب لنساء اتُّهِمن بالدعارة أو تعاطي المخدرات". وقدمت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا مساعدات ودورات تدريبية لقوى الأمن الوطني اللبناني، وقالت المنظمة إن ما توصلت إليه يبعث على التساؤل عما إذا كانت تلك المساعدات مجدية. وفي بيروت أيضا شارك عشرات اللبنانيين والفلسطينيين في مظاهرة بمناسبة اليوم الدولي لدعم ضحايا التعذيب، وتجمع المحتجون أمام مبنى لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في بيروت، حاملين صور أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل. وقال فلسطيني شارك في المظاهرة يُدعى علي فيصل: "هذا اليوم هو يوم مناهضة التعذيب في العالم، أقرته الأممالمتحدة لنصرة كل المعتقلين الذين لديهم آراء مناقضة للسلطات في بلادهم، ونحن هنا نخص بالذكر كل معتقلي الرأي في كل العالم، وندعو الأممالمتحدة وكل منظمات حقوق الإنسان للتحرك من أجل وقف عمليات التعذيب ومن أجل إطلاق سراحهم، ونخص هنا المعتقلين الفلسطينيين الذين هم بالآلاف في السجون الإسرائيلية". ومن بين اللافتات التي رفعها المتظاهرون صورة للأسير الفلسطيني سامر العيساوي، الذي أنهى في 23 أبريل الماضي إضرابا متقطعا عن الطعام مقابل الإفراج عنه مبكرا.